المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين القراءة و الرماية


همام
16-04-2013, 10:33 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



كان نندب حظنا ردحا من الزمن على أن شبابنا لايقرأون، و نحاول أن نشجعهم و لا نتقدم إلا خطوات هزيلة ، فلما انفتح الناس على الإنترنت و المواقع و المنتديات بدأت شريحة لا بأس بها من الشباب في القراءة، ففرحنا بذلك أيما فرح فهي علامة جيدة. واجهتنا مشكلة أن شريحة لا بأس بها بدأت تقرأ الشاذ من الكتب الفكرية و الفقهية فأصبحت قرائتهم بؤسا علينا وصرنا كحالالشاعر:-


أعلمه الرماية كل يوم == فلما اشتد ساعدهرماني



و كم علمته نظم القوافي == فلما قال قافيةهجاني


ليست أيها الأخوة تقييدا للحرية فلا تعجلوا علي و ليست تكميما للأفواه و لكن الفتن في هذا الزمان مثل البحر المتلاطم الذي لا تعرف أوله من آخره فإن رأيت في نفسك الشجاعة على خوضه سباحة فستوصف بالشجاعة حتما و لكنك ستموت حتما و أما إن آثرت السلامة فستتهم بالجبن و لكنك ستسلم و السلامة لا يعدلها شيء. إنه برزت في الآونة الأخيرة فئة تقرأ في مناهج مغايرة لما تعلمناه و ما عشناه من حداثة و ليبرالية و النص الجديد أو فتاوى تمييع الدين خاصة فيما يتعلق بحجاب المرأة و شؤونها و القضايا المالية بحجة أنه ليس لعلماء السعودية وصاية علينا فلنا الحرية أن نأخذ ممن نشاء إذا اقتنعنا بأفكارهم و لذلك نقول لهم انظروا حال من سبق فالعاقل من اتعظ بغيره و الشقي من وعظ بنفسه فقد خاض هذا البحر عمالقة من أهل الفلسفة و الكلام و خاضوا معارك مع أهل الإسلام في عصر وهج و قوة الإسلام خاصة أيام الدولة العباسية و آخر الأموية فانظروا ما قالوا.

يقول أحد من خاض هذا البحر بالتشكيك في الثوابتو إعمال العقل المتوهم في نصوص الشريعة :-


لعمري لقد طفت المعاهد كلها == وسايرت طرفي بين تلك المعالم



فلم أر إلا واضعا كف حائر == على ذقنه أو قارعا سن نادم




و هذا الآخر يقول :-


نهاية إقدام العقول عقال == وأكثر سعي العالمين ضلال



وأرواحنا في وحشة من جسومنا == وغاية دنيانا أذى ووبال



ولم نستفد من بحثنا طول دهرنا == سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا


بل الآخر يصرح بقوله :- لقد خضت البحر الخضم وتركت أهل الإسلام وعلومهم ، وخضت في الذي نهوني عنه ، والآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لي ، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي و قال الآخر :- يا ليتني أموت على عقيدة عجائز نيسابور انتهى أقول : لأنها صافية لم تشبها أوساخ أفكار المتحذلقينو العباقرة الوهميين. و يحذر الآخر فيقول :- أكثر الناس شكا عند الموت أرباب الكلام(أهل الكلام الذين يتكلمون في المنطق و يعرضون شرائع الإسلام على المنطق).

يا شباب إنني أكرر بعاطفة جياشة لأخواني:- إنها ليست تقييدا للحرية و لا مصادرة للحقوق و لكن خوض هذه الأفكار مرتقى صعب و إن الناس قد فتنوا في السابق بعلم الكلام و الخوض في الأسماء و الصفات و إن فتنة هذا الزمان هي في العلمانية و الليبرالية و الحداثة و النص الجديد و إني أقول قولا أدين الله به أن علماء السعودية المعتبرين لا يحيدون بالجملة – و أكرربالجملة - عن شريعة محمد صلى الله عليه و سلم فالزموهم تسلموا فلقد رأينا إخوانا لنا في أمريكا و أوروبا و استراليا ممن لم تقيدهم العصبية يأخذون فتاوى علماء السعودية بالقبول افلا يسعنا ما وسعهم. إنها و الله ليست عصبية و لا مناطقية و لكنه خوف على إخواني من الغرق في وحول الأفكار التي تدعي أنها تمثل الإسلام و هي لا تمثله.

يتبادر إلى الذهن سؤال فكيف أعرف أن هذا حق وهذا باطل و كل يستدل بالقرآن و السنة فنقول إنه لا يخلو أمر الإنسان من ثلاث حالات: أن يكون مجتهدا فهذا سيأخذ باجتهاده أو يكون طالب علم كبير فهذا يضع أدلة الفريقين و يتبع ما يترجح لديه و إما أن يكون عاميا مثلنا فهذا يتبع من يثق في دينه و علمه فهو يثق أنه يعلم و يثق أنه لن يفتيه إلا بما يعلم فإن بعض الناس يعلم و لكنه يخضع لضغط الواقع و رغبة الناس في التسهيل و حقوق الإنسان و غيرها فيفتي بغير ما يعلم بمبررات التيسير و التسهيل و غيرها.




هل يحق لنا بعد كل هذا أن نقول ليتهم لم يقرأوا و ليتهم بقوا على بساطتهم بدون أن تلوثهم أفكار العلمانيين و الليبراليين و الحداثيين؟!!!


لن نقول ذلك لكن أملنا في شبابنا كبير بأن يعو حجم التحدي و أن يعرفوا الطريق الموصل إلى رضوان الرحمن.



دمتم بخير

الســـــراب
16-04-2013, 12:27 PM
همام
بارك الله فيك ونفع بك وأثابك
والله يصلح شبابنا

واحد من الجماعه
16-04-2013, 03:23 PM
http://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/21.gif

( أبو ســـهـل )
18-04-2013, 08:27 AM
همام
جزاك الله خير الجزاء
وجعل ما قدمت في ميزان حسناتك
وكتب لك الأجر والمثوبة
ما تطرقت له في هذا الموضوع مهما للغاية وينبغي على العلماء والدعاة أن لا يغفلوا عنه ويقوموا بواجب النصح والارشاد والتوجيه إلى الطريق الصحيح السليم
كما يجب على كل قارئ - شابا كان أو كبيرا أن يحذر من الاطلاع على مواقع الافكار والمذاهب المختلفة إلا أن كان باحثا في هذا أو لديه من اليقين والعلم ما يكفيه للتصدي لأفكارهم ومعتقداتهم فالعقل البشري قاصر ولا يكفي اعماله للتمييز بين الحق والباطل فيما يبثونه من سموم
نتج عنها إنحراف المعتقد والتخاذل عن الدين أو قد يؤدي إلى الالحاد والعياذ بالله
تقبل أجمل التحايا وأعطرها

همام
19-04-2013, 05:35 AM
أشكركم جميعاً
أشكركم على مروركم ثم أشكركم على تعليقاتكم المفيدة

المعتصم بالله
30-04-2013, 10:24 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سلمت يداك على هذا الطرح الجميل الرائع .
الندب كل الندب على من لا يعرف معنى العلمانية اللبرالية الحداثة ، لم نكلف انفسنا ان نعرف نشاءة هذه المصطلحات وتعريفها ومنهم زعمائها وما هي اهدافهم وكيف جُندوا لاخراج تلك البدوية من حجرها وخدرها وعزتها الى ذلها .....
كيف كُرموا في الاجتماعات الخاصة والندوات السرية ، كل الاسف انهم من ابناء جلدتنا من يحاربنا على كشف عوراتنا .
عندما كُشف الغطاء من العلماء وطلبة العلم عن اهداف هؤلاء فتحوا باب اخر الى اخذ الفتاوي من غير هذه البلاد من اشخاص تم توقيع عقود في الخفاء بالافتاء على نهج باطل باطل ومن العامة من صدق ذلك .
للحديث بقية بعد تعريف تلك المصطلحات .
لكن هناك سؤال هام لهمام لماذا كل هذا الميول لاخذ الفتاوي من غير علمائنا ؟

ابو نايف
01-05-2013, 06:52 AM
اخي همام
بارك الله فيك وتفع بك
وجعل ما تقدمه في موازين حسناتك

قال المتنبي: وخير جليس في الزمان كتاب.
يحب علينا ان نقرا ونطالع و نتجول بين الحدائق، ونقتبس من كل بستان زهرة،
ولا نقف عند علم واحد، فإن المرء عدو لما يجهل،
ويجب ان تحرص على الانتقاء والاستشارة في قراءتك ولا تستمع لنصيحة من يقول:
اقرأ كل ما وقع في يدك، كتابا واحدا قد يغير تفكيرك
وكتابا واحدا قد يجعلك ملحدا
وكتابا واحدا قد يقوي ايمانك او ينقصه لا تغتروا بكل الكتب المعروضة .
أتعلمون ان من أخطر الملل والنحل والأفكار التي انتشرت في هذا العصر،
ومن خطورتها أن بعض معتنقيها يظن أنه يستطيع ان يكون مسلماً كامل الإسلام والإيمان
ومع هذا فهو ( ليبرالي )!! ولهذا يغرر بصغار السن , أو الذين لم يتعلموا الدين ,
ولا قرأوا شيئاً عن العقيدة والأحكام الشرعية فيقول الذين استكبروا للذين استضعفوا
(كونوا ليبراليين مسلمين ولا تكونوا متشددين أو متنطعين)
بعض شبابنا وبناتنا يصدقون أئمة الليبرالية بهذا وما علموا أن الليبرالية والإسلام يتناقضان تناقض الليل والنهار!!
الليبرالية: كلمة لاتينية تعني الحرية.. ولكنها ليست كحرية الإسلام المنضبطة
بل حريةٌ مطلقة للفرد والجماعة لا حدود لها في كل المجالات.
هي باختصار عبادة الإنسان نفسه وهواه وشهوته بعيدا عن الدين والتقاليد والعادات وغيرها
فيفعل الإنسان ما يشاء ويقول ما يشاء ويعتقد ما يشاء, بشرط أن لا يضر أحدا بشكل مباشر .
إن حرية الإنسان في دين الله تتوقف عند حدوده كما قال تعالى
﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ وقال ﴿ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ﴾.
إننا نعيش هذه الأيام في فتن عظيمَة تنوَّعت أسبابُها، واختلفت مقاصدُها، وتعدّدت مصادِرها، فتنٌ في الدّين والدنيا، فتن من أناس تحاوِل مَحوَ الحقّ وإبعادَ الناسِ عنه، ديدنُها الهدْم والتخريبُ، والنهب والتحريش . فتنٌ تعاظمَ اليومَ خطَرها، وتطايَر شررها، وتزايَد ضررُها، فتنٌ نالت من الدين كله نالت من فروعه، ومن أركانِه وأصولِه. في الصحيحين .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « يَتَقَارَبُ اَلزَّمَانُ وَيَنْقُصُ اَلْعَمَلُ، وَيُلْقَى اَلشُّحُّ وَتَظْهَرُ اَلْفِتَنُ, وَيَكْثُرُ اَلْهَرْجُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اَللَّهِ: مَا هُوَ؟ قَالَ: اَلْقَتْلُ اَلْقَتْلُ. »
فما أكثر الفتن والمصائب، وما أكثر القتل في عصرنا الحاضر ، وما هي إلا بسبب ذنوبنا وتقصيرنا . قال الله تعالى: ((مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ)) ويقول سبحانه وتعالى: ((وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)).

همام
02-05-2013, 01:48 AM
أبو نايف
أشكرك على إضافتك المفيدة
المعتصم بالله
أشكرك على تعليقك و أسباب ميل البعض و ليس الكل إلى البحث عن آراء مخالفة ﻵراء علمائنا متعددة لعل منها الشعور بأن منهجنا منهج متشدد و التشويه اﻹعلامي و ترديد التهم بدون عرضها على محك النقد العلمي و أذكر قصة ﻷحد علماء الهند يقول مورد القصة كنت أزور العالم الفلاني - و ذكر اسمه - و هو من علماء السلف في الهند و قد وصله تشويه للشيخ محمد بن عبدالوهاب فكان يختتم دروسه بالدعاء على الكافر - كما يزعم - محمد بن عبدالوهاب و كان ذلك يؤذيني و أعلم أنني إن دخلت معه في جدال لم يقتنع بما أقول فدعوته يوماً لتناول الطعام عندي و تركت على الطاولة كتاب التوحيد بعد أن نزعت غلافه الذي يشير إلى المؤلف و تشاغلت بتحضير الطعام و أنا أرقبه فأخذ الكتاب و أخذ يقرأ فيه فلما رجعت سألني من هو صاحب هذا الكتاب فسألته عن رأيه فيه فقال : يشبه طريقة البخاري في التأليف فقلت له : هذا لمحمد بن عبدالوهاب فرمى به و قال: الكافر ثم راجع نفسه حيث أكتشف أن رأيه في الشيخ لم يكن عن علم بمؤلفاته و إنما ترديد لما يقول الناس ثم تاب رحمه الله و أصبح يدعو له في دروسه بعد أن كان يدعو عليه.

نادرة الوجود
02-05-2013, 01:41 PM
روعه
مشكور
الله يعطيك العافيه

طيف
03-05-2013, 01:44 PM
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

ريح الشرق
04-05-2013, 05:05 PM
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

همام
05-05-2013, 10:02 AM
أيها الأخوة
أشكركم على المتابعة و التعليق

الفيصل
05-05-2013, 12:47 PM
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب

همام
11-05-2013, 05:32 AM
الفيصل
أشكرك على تعليقك و حسن عبارتك