همام
13-10-2013, 07:43 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعتذر منكم - و قد أكثرت اﻹعتذار- لتأخري في هذه السلسلة و لو أنني أكتشفت أنني ذكي، حيث اشترطت في أول حلقة لنفسي شروطاً بأني قد أغيب شهورا فما دمت ما دخلت في السنين فلي عذري.
يحكى أن أحد الحكام أمر بوضع صخرة كبيرة في أحد الطرق بحيث تسده كاملاً و أمر من يراقب الناس و ردة فعلهم فمر بها أحد اﻷكابر فأرعد و زمجر و تهدد من وضع هذه الصخرة بأنه سيرفع أمره للحاكم ثم تحول قليلاً عن الصخرة حتى تجاوزها و مضى و هو لا زال يهمهم و يتمتم.
مر بعده رجل آخر ففعل كما فعل اﻷول بكيل السب و الشتم لمن وضع الصخرة في الطريق لكن نبرة الصوت لم تكن بقدر اﻷول فقد كان اﻷول يشعر بثقة استمدها من مكانته.
مر بعده ثلاثة من الشباب مفتولي العضلات و أخذوا اﻷمر بسخرية و تهكم و مضوا أيضاً.
كان عين الحاكم ينظر إلى هذا المشهد لينقله إلى الحاكم حتى أتى فلاح بسيط فأزعجه وضع هذه الصخرة كما أزعج من قبله لكنه لم يتكلم بل أخذ يحاول تحريك الصخرة و بدأ يستعين بالمارة حتى ساعدوه و أزاحوها عن الطريق و عندها و جد تحت الصخرة قطعاً ذهبية و معها رقعة مكتوب فيها: من الحاكم إلى صاحب المبادرة الذي أزاح الصخرة و لم يكتف بشتم الواقع' هذه هدية لك.
لقد أختلف تفاعل الناس مع هذه الصخرة فالكثير كان يسب الواقع و لكن القليل هو الذي حاول تغيير الواقع.
اﻹيجابية خلق عظيم و صفة لا توجد إلا في العظماء و أصحاب المبادرات هم أناس مثل الناس لكن بداخلهم وقود و حرارة ﻻ تتركهم يرضون بالواقع بسلبية مطبقة بل يبادرون و يتحملون المشاق و لذلك كان العظماء قلة:
لولا المشقة ساد الناس كلهمو == الجود يفقر و الإقدام قتال
الناس يتعاملون مع الواقع بطرق ثلاث، فالبعض قد ينهار و يضعف و البعض يقاوم لكنه من داخله يعاني وهذا حري به أن يضعف بعد فترة و أما الصنف الثالث فهم من يغير الواقع و يصنع من العلقم بلسما شافيا.
تأمل فيمن حولك، ، ستجد البعض يتهم المسئولين و التجار و أنهم السبب في البطالة- و نحن لا نعفي صاحب كل مسئولية أن يقوم بمسئوليته- و يفني عمره في التنظير و استجداء الصدقات من بعض اﻷقارب و آخر يعيش في نفس الظروف و بدلاً من أن يستجدي الصدقات أخذ سلفة بسيطة من أقاربه و استطاع بها أن يبدأ في اﻹنطلاق فكلاهما يعيش نفس الظروف من أنهم جامعيون عاطلون لكن أحدهم لا زال يستجدي الصدقات و اﻵخر أصبح يتصدق.
لابد لنا أن نربي في أنفسنا و أبنائنا و طلابنا و من كنا مسئولين عنه هذه اﻷخلاق و أن لا يكتفوا بما يطلب منهم فقط بل يبادروا بأنفسهم في حل المشاكل و تغيير الواقع سواءً في حياتهم الشخصية أو العائلية أو مجتمع القبيلة المصغر أو المنطقة أو بلادنا الغالية أو على مستوى اﻷمة و ﻻ ينبغي أن يحتقر أي جهد يقوم به فإيقاد شمعة خير من لعن الظلام بألف لعنة.
إن اﻹيجابية ليست في اﻷمور الدنيوية فقط بل في الأخروية أيضاً و ما اﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا نوع من اﻹيجابية لمنع خرق السفينة و التي الكل فيها خاسر سواءً الذي خرقها أو صاحب السلبية الذي سكت عنهم أو اﻹيجابيين الذين أخذوا على أيديهم لو أنهم سكتوا عنهم.
إن ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ) نوع من اﻹيجابية فهم لا يحتاجون أن يكونوا كلهم علماء لكن ما صفة الذين تعلموا إنهم نفروا أي هبوا مسرعين مبادرين.
إن اﻷمر ليس بالسهل لكن يحتاج إلى تدريب و تربية و ما أجمل أن نربي أبنائنا من صغرهم على ذلك بأن يعلموا أن من قام بإزالة أوساخ من المنزل بمجرد أن رآه أفضل من الذي أزاله بعدما طلبت منه ذلك فالكل قام بنفس العمل لكن الدوافع كانت مختلفة فاﻷول مبادر و الثاني طائع يشكر على طاعته لكن الفرق بينهما شاسع.
إلى اللقاء.
أعتذر منكم - و قد أكثرت اﻹعتذار- لتأخري في هذه السلسلة و لو أنني أكتشفت أنني ذكي، حيث اشترطت في أول حلقة لنفسي شروطاً بأني قد أغيب شهورا فما دمت ما دخلت في السنين فلي عذري.
يحكى أن أحد الحكام أمر بوضع صخرة كبيرة في أحد الطرق بحيث تسده كاملاً و أمر من يراقب الناس و ردة فعلهم فمر بها أحد اﻷكابر فأرعد و زمجر و تهدد من وضع هذه الصخرة بأنه سيرفع أمره للحاكم ثم تحول قليلاً عن الصخرة حتى تجاوزها و مضى و هو لا زال يهمهم و يتمتم.
مر بعده رجل آخر ففعل كما فعل اﻷول بكيل السب و الشتم لمن وضع الصخرة في الطريق لكن نبرة الصوت لم تكن بقدر اﻷول فقد كان اﻷول يشعر بثقة استمدها من مكانته.
مر بعده ثلاثة من الشباب مفتولي العضلات و أخذوا اﻷمر بسخرية و تهكم و مضوا أيضاً.
كان عين الحاكم ينظر إلى هذا المشهد لينقله إلى الحاكم حتى أتى فلاح بسيط فأزعجه وضع هذه الصخرة كما أزعج من قبله لكنه لم يتكلم بل أخذ يحاول تحريك الصخرة و بدأ يستعين بالمارة حتى ساعدوه و أزاحوها عن الطريق و عندها و جد تحت الصخرة قطعاً ذهبية و معها رقعة مكتوب فيها: من الحاكم إلى صاحب المبادرة الذي أزاح الصخرة و لم يكتف بشتم الواقع' هذه هدية لك.
لقد أختلف تفاعل الناس مع هذه الصخرة فالكثير كان يسب الواقع و لكن القليل هو الذي حاول تغيير الواقع.
اﻹيجابية خلق عظيم و صفة لا توجد إلا في العظماء و أصحاب المبادرات هم أناس مثل الناس لكن بداخلهم وقود و حرارة ﻻ تتركهم يرضون بالواقع بسلبية مطبقة بل يبادرون و يتحملون المشاق و لذلك كان العظماء قلة:
لولا المشقة ساد الناس كلهمو == الجود يفقر و الإقدام قتال
الناس يتعاملون مع الواقع بطرق ثلاث، فالبعض قد ينهار و يضعف و البعض يقاوم لكنه من داخله يعاني وهذا حري به أن يضعف بعد فترة و أما الصنف الثالث فهم من يغير الواقع و يصنع من العلقم بلسما شافيا.
تأمل فيمن حولك، ، ستجد البعض يتهم المسئولين و التجار و أنهم السبب في البطالة- و نحن لا نعفي صاحب كل مسئولية أن يقوم بمسئوليته- و يفني عمره في التنظير و استجداء الصدقات من بعض اﻷقارب و آخر يعيش في نفس الظروف و بدلاً من أن يستجدي الصدقات أخذ سلفة بسيطة من أقاربه و استطاع بها أن يبدأ في اﻹنطلاق فكلاهما يعيش نفس الظروف من أنهم جامعيون عاطلون لكن أحدهم لا زال يستجدي الصدقات و اﻵخر أصبح يتصدق.
لابد لنا أن نربي في أنفسنا و أبنائنا و طلابنا و من كنا مسئولين عنه هذه اﻷخلاق و أن لا يكتفوا بما يطلب منهم فقط بل يبادروا بأنفسهم في حل المشاكل و تغيير الواقع سواءً في حياتهم الشخصية أو العائلية أو مجتمع القبيلة المصغر أو المنطقة أو بلادنا الغالية أو على مستوى اﻷمة و ﻻ ينبغي أن يحتقر أي جهد يقوم به فإيقاد شمعة خير من لعن الظلام بألف لعنة.
إن اﻹيجابية ليست في اﻷمور الدنيوية فقط بل في الأخروية أيضاً و ما اﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا نوع من اﻹيجابية لمنع خرق السفينة و التي الكل فيها خاسر سواءً الذي خرقها أو صاحب السلبية الذي سكت عنهم أو اﻹيجابيين الذين أخذوا على أيديهم لو أنهم سكتوا عنهم.
إن ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ) نوع من اﻹيجابية فهم لا يحتاجون أن يكونوا كلهم علماء لكن ما صفة الذين تعلموا إنهم نفروا أي هبوا مسرعين مبادرين.
إن اﻷمر ليس بالسهل لكن يحتاج إلى تدريب و تربية و ما أجمل أن نربي أبنائنا من صغرهم على ذلك بأن يعلموا أن من قام بإزالة أوساخ من المنزل بمجرد أن رآه أفضل من الذي أزاله بعدما طلبت منه ذلك فالكل قام بنفس العمل لكن الدوافع كانت مختلفة فاﻷول مبادر و الثاني طائع يشكر على طاعته لكن الفرق بينهما شاسع.
إلى اللقاء.