المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السر الذي حير العلماء وأذهل العقول


مون لايت
16-12-2013, 07:19 AM
السر الذي حير العلماء وأذهل العقول

فالموت لا يخشى أحداً ، ولا يُبقي على أحد، ينتزع الطفل من حضن أمه ، ويهجم على الشاب الفتي ، والفارسِ القوي ، الموت على وضوحِ شأنه ، وظهورِ آثاره ، سرٌّ من الأسرار ، التي حيرت الألباب ، وأذهلت العقول ، وتركت الفلاسفةَ مبهوتين ، والأطباءَ مدهوشين ، الموت !! كلمةٌ ترتجُ لها القلوب ، وتقشعر منها الجلود ، ما ذُكر في قوم إلا ملكتهم الخشية ، وأخذتهم العَبرة ، وأحسوا بالتفريط وشعروا بالتقصير فندموا على ما مضى ، وأنابوا إلى ربهم





ليلتانِ اثنتانِ يجعلهما كل مسلمٍ في ذاكرته ، ليلةٌ في بيته مع أهله وأطفاله منعماً سعيداً ، في عيش رغيد وفي صحة وعافية ، يضاحك أولاده ويضاحكونه ، يلاعبهم ويلاعبونه ،





والليلة التي تليها وبينما الإنسانُ يجر ثياب صحته منتفعاً بنعمةِ العافية فرِحاً بقوته وشبابه ، لا يخطر له الضعف على قلب ، ولا الموت على بال ، إذ هجم عليه المرض ، وجاءه الضعف بعد القوة ، وحلّ الهمُ من نفسه محلَّ الفرح ، والكدرُ مكان الصفاء ، ولم يعد يؤنسه جليس ، ولا يريحه حديث ، قد سئم ما كان يرغبه في أيام صحته ، على بقاءٍ في لبه ، وصحةٍ في عقله ،




يفكر في عمرٍ أفناه ، وشبابٍ أضاعه ، ويتذكرُ أموالاً جمعها ، ودوراً بناها ، وقصوراً شيدها ، وضياعاً جدّ وكدّ في حيازتها ، ويتألم لدنيا يفارقها ، ويترك ذريةً ضعافاً يخشى عليهم الضَياع من بعده ، مع اشتغال نفسه بمرضه وآلامه ، ولكن ما الحيلة إذا استفحل الداء ، ولم يُجدي الدواء ، وحار الطبيب ، ويئس الحبيب ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد )




عند ذلك ، تغير لونه ، وغارت عيناه ومال عنقه وأنفه ، وذهب حُسْنه وجماله ، وخَرُس لسانه ، وصار بين أهله وأصدقائه ينظر ولا يفعل ، ويسمع ولا ينطُق ، يقلب بصره فيمن حوله ، من أهله وأولاده ، وأحبابه وجيرانه ، ينظرون ما يقاسيه من كرب وشدة ، ولكنهم عن إنقاذه عاجزون ، وعلى منعه لا يقدرون ( فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ) ثم لا يزال يعالج سكراتِ الموت ، ويشتد به النزع ، وقد تتابع نفسه ، واختل نبضه وتعطل سمعه وبصره ، حتى إذا جاء الأجل ، وفاضت روحه إلى السماء ،




صار جثةً هامدة وجيفةً بين أهله وعشيرته ، قد استوحشوا مَن جانبه ، وتباعدوا من قُربه ، ومات اسمه الذين كانوا يعرفون ، كما مات شخصه الذي كانوا به يأنسون ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، نعم .. إن أكبر واعظ للإنسان هو الموت ، الذي قدره الله على خلقه ، وكتبه على عباده ، وانفرد جل شأنه بالبقاء والدوام ، فما من مخلوق – مهما امتد أجله – وطال عمره ، إلا وهو نازل به ، وخاضع لسلطانه ( كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ) ،ولو جعل الله الخلود لأحد من خلقه لكان ذلك لأنبيائه المطهرين ، ورسله المقربين ، وكان أولاهم بذلك صفوةُ أصفيائه صلى الله عليه وسلم كيف لا ، وقد نعاه إلى نفسه بقوله ( إنك ميت وإنهم ميتون )




فالموت، حتْم لا محيصَ عنه ، ولا مفرَ منه ، يصلُ إلينا في بطون الأودية ، وعلى رؤوس الجبال ، وفوق الهواء ، وتحت الماء ، فلا ينجو منه ملائكة السماء ، ولا ملوك الأرض ، ولا أحد من أنسٍ أو جن أو حيوان ، ولو كانوا في بطون البروج ، وغياهِب الحصون ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) ولو نجا أحد من الموت لبسْطةٍ في جسمه ، وقوةٍ في بدنه ، أو وفرةٍ في ماله ، وسعةٍ في سلطانه وملكه ، لنجا من الموت كثير من الناس ، وإلا فأين عاد وثمود ؟ وفرعون ذو الأوتاد ؟ أين الأكاسرة ؟ وأين القياصرة ؟ أين الجبابرة والصناديد الأبطال ؟




(ألهاكم التكاثر* حتى زرتم المقابر * كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف تعلمون ")




موعظة ارسلت لنا فرغبنا اليكم قرأتها. احسن الله خاتمة الجميع



صيد الفوائد

ابو نايف
16-12-2013, 11:15 PM
جزاك الله خير
وجعله فى ميزان حسناتك
وانار دربك بالايمان
ويعطيك العافيه على طرحك

كل شي ماشي
17-12-2013, 10:29 PM
http://www.alhebah.com/vb/imgcache/5016.imgcache.gif

طيف
26-12-2013, 10:16 PM
http://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/68.gif

محمد أبو علي
27-12-2013, 07:01 PM
http://www.alhebah.com/vb/imgcache/5152.imgcache.gif (http://www.7lwthom.com/vb/t3761/)

واحد من الجماعه
31-12-2013, 11:52 AM
چزآگ آلله آلف خير على هذآ آلطرح آلقيم
وچعله آلله فى ميزآن آعملگ ....
دمت پحفظ آلرحمن ....