المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وتهاوى الحائط


الفيصل
23-06-2009, 06:24 PM
وتهاوى الحائط

أتت تركض مسرعة بين تلك الأزقة الضيقه تقاوم المطر المنهمر فوقها
*يإلهي لقد تأخرت كثيراً سيغضب مني سيغضب
توقفت لاهثة وهي تراه جالسا وقد استند على احد الجدران واستظل عن المطر تحت سقف مهترئ واضعا قبعته على وجهه
اقتربت بحذر .. كانت خائفة من أن يعاتبها..
وقفت على مسافة قريبة منه .. تحرك من مكانه .. ثم وقف على قدميه رفع قبعته نظر إليها برهة ثم ابتسم وفتح ذراعيه نظرت إلى مايفعله ثم نظرت إلى فستانها
" ياالهي انه مبتل لااستطيع "
لم يسعها الوقت لتقول ذلك اقترب منها واحتضنها
*اشتقت لكِ
*وانا ايضاً
ابتعد عنها ونظر الى فستانها
*لماذا لم تحضري مظله ؟!
تلعثمت قليلا
*آه ~ حسنا ~ خفت ان اتأخر عليك
* لا بأس
امسكت يده السمراء الكبيره بيدها الناعمه البارده وبدئا يمشيان تحت المطر كان الشارع حجريا قديما لكن كان رائعاً ..
توقفا عند احد الأرصفه ذهب ليأخذ مظلة موجوده على جانب ذلك الرصيف
واكملا مشيهما بدأت تتحدث وتتحدث
تحدثت عن اخاها الأكبر وماذا احضر لها من هديه .. وعن صديقتها التي اخبرتها بأنها سوف تنتقل للعيش في مدينة اخرى .
تخبره عن كل شي اما هو كان صامتا !! تتكلم فيسمع .. تضحك فيبتسم.. تصرخ من فرط حماسها فيرفع حاجبه ليشاركها الحماس .. تسأله فيهز رأسه مجاوبا
توقفا بجانب الشارع ليقطعاه أمسك كتفها وقربها منه ومشيا ..
توقفا عند ((العم الخباز)) هكذا تسميه رجل في العقد الخامس من عمره بدين الجسم تظهر الطيبه من قسمات وجهه المتجعد ابتسم وهو يراهما يقتربان .. كانت رائحة الخبز رائعه.. اغمضت عينيها وهي تستنشق تلك الرائحه همست
*اممممم رائحة لذيذه
كان الجو رائعا بل خياليا !!
اعطاه الخبز الذي وضعه في كيس صغير
*شكرا
* لاشكر على واجب يابني
اخذت المظلة من يده لتمسكها
وصلا الى اخر الشارع
اخرج من الكيس قطعة من خبز واعطاها بدأت تاكل وتكمل حديثها
*اليوم طعم الخبز شهيا
*حقا
*آه لقد توقف المطر ..
اغلقت المظله ووضعتها في السلة المخصصه لذلك.. عادت إلى المكان الذي كان واقفا فيه
* هل تريدين ان نجلس هنا ؟!
واشار الى كرسي بالقرب من ذلك الخباز وجلسا فيه
*انا احب ليالي الشتاء تشعرني بشئ غريب لا اعرف ماهو !
لكنه بالتأكيد شعور جميل قلت ذلك لصديقتي لكنها ليست مثلي انها غبيه !! لاتفكر !! تقول احس بالبرد واصاب بالرشح وقد اذهب الى العيادة من اجل ذلك فما الجميل فيه ؟!
حسناً تفكيرها سطحي جدا لا تفكر بهذا العالم الجميل ترى في الأزهار الشوك ولا ترى لونها الزاهي ولا تشم رائحتها الزكيه !!
اتمنى ان تكون افضل من ذلك اتمنى ذلك فعلاً
وقطعت قطعة من الخبز واكلتها وقد اصابها غضب خفيف من تذكر حديث صديقتها !!
اما هو فقد اتكأ على ذراع الكرسي مسنداً رأسه على يده يتأملها
ابتسم عندما رأى وجهها البريء غاضباً
حقا ليس للحياة لون اذا لم يكن فيها بسمه صادقة من قلب محب ~ او همسة عابرة تطفئ لهيب شوق العاشقين .
كانت كالطفله التي امسكت بيد والدها عند عودتها من المدرسة تخبره بما فعلت المعلمه عندما رأت دفتر واجباتها منظماً تخرج قطعة الحلوى التي اعطتها احدى زميلاتها بالفصل لتدخلها بفمه وقد شق الكون ضحكتها البريئه ..
التفتت اليه باسمه
*هل توافقني الرأي ؟!
رمش بعينه مراراً " ويحي ماذا قالت"ارتبك ...
*آه ~ لم اسمع ماتقولين .
نظرت اليه برهه احست بألم في حلقها .. نكست نظرها الى حجرها بصمت.. كانت متيقنه من جوابه .. نطقت بصعوبه وهي تغالب دموعها
*لاشـيء !!
وهمست مرة أخرى وكأنها تحدث نفسها
*لاشـيء !!
*آآســـــف ..!
نظرت اليه .. وجهه خالي من التعابير بحثت في ثنايا وجهه عن لمحة ندم لم تجد كل شيء فيه جامد .. نهضت مسرعه وهي تغتصب البسمه
*آهـ لقد نسيت امي تريدني ان اعود باكرة اليوم.. اراك لاحقاً ~ إلى اللقاء ..
وركضت بسرعه كأنها تهرب من شيء ما توقفت قليلا والتفتت عليه متردده رجعت تقدم رجلا وتأخر اخرى
اصبحت واقفة امامه وبتردد كبير طبعت على خده قبلة حزينه وكرت راجعه .
اما هو جامد صامت بليد انتصب واقفا نظر الى خيالها الذي لم يعد يراه ادخل يديه في جيب بنطاله ومشى عكس اتجاه "خيالها " ..!!


~
~
-لايحبني لايحبني آآآآهـ لماذ ا لايهتم لماذا ؟!!
بدأت تسترجع بعض ذكرياتها معه بكت بقوة لم تجد شيء يدل على حبه لها منذ بداية لقائهم حتى نهايته يبقى صامتا فقط "يحتضنها , اشتقت لك , حقا , نعم , لا , خذي , لنجلس هنا , فعلا "
لاشيء جديد آهـ نعم تذكرت كلمته الأخيرة
*آســـــــف ..!
هذا فقط ماغير روتين لقائنا !!
أحبه ~ احبه لــكن ؟! هو ؟!! لا اعرف لا أعرف
غطت وجهها بوسادة سريرها وانخرطت في بكاء مرير
~
اتى موعد لقائهم عقارب الساعه تمشي بسرعة عجيبه
تظرت اليها بوجل " لن اذهب , لن اذهب "
قالتها وهي تتصنع اللامبالاة وفي نهاية الأمر استسلمت للأمر الواقع ارتدت ملابسها على عجل ..عزّت نفسها بأن كل شيء سيكون افضل ..
مشت في الشوارع على غير هدى كانت تائهه لاتعرف اين تذهب تريد ان تذهب الى كل مكان الا ذلك الحائط المهترئ !!
قادتها قدماها الى ازقة قديمه ارضيتها من الحجارة البيوت متواضعه بل متهاوية .. اما الأطفال فينظرون اليها بغرابه كانت كالكائن الجديد الذي " تنازل " ليمشي بينهم .
في نهاية الزقاق كرسي خشبي على وشك التحطم جلست عليه بحذر نظرت حولها لم ترا احدا " هذا افضل ".
((اين انا الآن ؟! حسنا لا اعرف لكن الجيد انه بعيد ,, بعيد جدا ))
الشمس اصبحت عامودية حارقه !!
اغمضت عينيها وغرقت في أفكارها
دموعها بللت خديها آهاتها ابت الخروج كل شيئ كان ضدها فتحت عينيها ومسحت دموعها بإنكسار اعادت النظر الى ماحولها كل شيء على ماهو عليه لكن كان هناك ((طيف)) شخص يقف بالقرب منها لم تستطع النظر اليه فأشعة الشمس لم تمكنها من ذلك اقترب شيئا فشيئا حتى اصبحت الرؤية ممكنه حينها نكست وجهها عنه ..
اصبح امامها امسك بأسفل ذقنها وادارها اليه
*ماهذا ؟؟((قالها بهمس))
لم تعره جوابا بل ابعدت يده بقوة عنها ادارها مرة اخرى بقوة وبهلجة اكثر شدّة
*قلت لك ماهذا ؟؟
حينها صرخت في وجهه
*لا عليك آلآن اصبحت تهتم بي ؟؟ لا أريد ان اراك امامي اذهب اذهب
وغطت وجهها بكلتا يديها وشرعت بالبكاء اخرج من صدره زفرة متألمه جلس على الكرسي بقربها أحس بأنه كالعصفور الذي نتف جناحه ليس له حيله مالذي يفعله انه بحالة سيئه لن تلفت الى مايقوله لن تسمعه احاطها بذراعيه وبكل دفء وحنان جعل رأسها على صدره لو كان بوده لأدخلها الى جوفه.. ووضع رأسه فوق رأسها .. أرداها ان تهدأ وان تنفس عن كل مايجيش في حنايها كانت تنتحب بصوت مسموع ويالا هاذا النحيب الذي مزقه شر ممزق !! حينما هدئت ابعدت رأسها عنه بكل هدوء
*عزيزتي اخبريني مالذي يبكيك هكذا !!
اجابته من بين شهقاتها المكتوومه
*أنــــــت ..!
صدمه ~ زلزال ~
أحس بأن رئتاه لا تجذبان الهواء وكأن صخرة جثت على صدره امتص صدمته بصعوبه وتحدث بصوت مخنوق .. كان يعرف ذلك لكن ربما لم يتوقع مصارحتها !
*انا ~ مالذي فعلته اخبريني ؟؟
هنا وكأن بركانا قد انفجر
*بالطبع لاتعرف لا ألومك منذ متى وانت تهتم بي ؟! او تسمع حديثي دائما صامت تسرح بخيالك بعيدا عني لاتخبرني شيئا عنك فأنا التي اتحدث دائما عن حياتي اما انت فلا .. لاتشاركني انفعالاتي لم تفرح يوما لأني فرحت او حزنت لأني حزنت .. تعابير وجهك دائما جامدة .. حسنا منذ متى قلت لي أحبك لاتقل شيئا فأنا سأخبرك منذ ثلاثة اشهر عندما اسألك عن رايك في امر ما افاجأ بأنك لم تسمع ماقلت بعد هذا كله تسألني مالذي فعلته ..!!
وأبعدت وجهها عنه وهي تتنفس بسرعه
*غبيه >>قالها من بين اسنانه
التفتت اليه متعجبه مما قاله كان غاضبا جدا
*نعم غبيه ~ لاتفهمين شيئا هل اصبح الحب كلمات تقال فحسب ؟؟ اذا فاسمعي غزير الكلام مني مالذي افعله لك اود ان اطبق رقبتك بكلتا يدي ان كنت حقا تعلمين معنا الحب فلما لاتنظرين الى عيني نعم انظري اليها لا استطيع حملها من ثقل ماتحمله وانتي لا تقدرين ذلك ماذا افعل ان كنتي حتى وانتي بجانبي يذهب خيالي اليك وفي النهايه تقولين بأني لا أحس بك ~ هه ربما مجنون أنا اذا كنت احب الإستماع الى صوتك
كان يتحدث بإنفعال شديد ويحرك يداه بشده
فتحت فمها لتتكلم
*انـ...
اشار بيده بأن تسكت
*كفى لا اريد المزيد سمعت مايكفي منك اعترف بأنها صدمه ..
نهض بثقل وذهب عنها
ارادت ان تناديه لم تستطع بكت على حماقتها وتفاهة تفكيرها ... تجولت في الشوارع بقلب حزين وعين لم تتوقف عن ذرف الدموع
مرت في طريقها على العم الخباز الذي ذهل من منظرها ~ كان قد تناسى الزبائن وهو ينظر اليها "مالذي دهاها ؟!!؟ " و ربما اصابه بعض الأسى على حالها
~
مر اسبوعان وهاهو الأسبوع الثالث قد اطل
صباح منعش وجميل ورائحة الندى زادته جمالا
لايعلم لماذا هو اليوم سعيد فقد استيقظ مبكرا وذهب ليشتري هدية من السوق ثم ذهب بها ليغلفها بشكل جميل
ذهب صباحه للإعداد لما في باله اصبح الوقت 10 صباحا وكانت قد اتته كم هائل من الاتصالات والرسائل على هاتفه الخلوي .. لكن لم يكن ليعره اهتمامه ..فهو في شئ اعظم ..
اسرع الى بيتها قد أضناه الشوق الى لقائها وقف امام منزلها اخذ نفسا عميقا ثم طرق الباب لم يجبه احد
طرق مرة اخرى وأخرى واخرى وقف متعجبا من الأمر اراد ان يطرقه لكن احس بيد على كتفه التفت الى رجل في العقد الثالث من عمره متسائلا
*لاتتعب نفسك يابني اهل هذا المنزل قد توفوا جميعا صباح هاذا اليوم نتيجة اختناق بغاز سام ..
ونظر الى المنزل بحزن وذهب
مالذي يجري أحس بأن قدماه لاتحملاه لم يستطع التنفس الدموع تحجرت في عينيه اخذ يجر قدميه على غير هدى ولم يستطع الى ان يخرج هاتفه النقال ويرى تلك الرسالة
"ارجوك سامحني ~ احبك"
انزلق الهاتف من يده لايريد ان يرى احدا لايريد
قادته قدمه الى ذلك الحائط المتهاوي وقف امامه ونظر الى مابيده من هدايا رمى بها بعيدا .. اقترب من الحائط شيئا فشيئا ثم ضربه بيده بقوة
*غــبـي غــبـي ~
اسند رأسه على الحائط .. وشرع بشيء جديد عليه ~ لقد شرع في البكاء
بكى ~ وبكى ~ وبكى
!!!
دفء غريب يسري في كفه ~ ~~ نــظـــر !!
كانت تنظر الى عينيه .. ابتسمت بود واحتضنته
*احــــبـــك ..
احتضنها بهدوء كان خائفا من رحيلها ..همس باذنها
*لاتــتــركــيــنــي ..!

ابو نايف
24-06-2009, 09:31 PM
الفيصل
الله يعطيك العافيه
قصه جميله وبه الكثير من المعاني الجميله
تسلم والاعدمناك
لك أجمل تحيه

الوسام
25-06-2009, 02:17 AM
الفيصل
الله يعطيك العافيه