المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين


ابو نايف
13-04-2014, 01:38 PM
اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين

بلدان إفريقية تعاني الفقر والتضخم السكاني هجَّرت أبناءها إلى الجزيرة العربية

http://www.alhebah.com/vb/imgcache/7517.imgcache.jpg
صورة أكواخ الأفارقة في جدة سنة 1917م
سعود المطيري
في رحلته التي بدأها من القاهرة في التاسع من ديسمبر سنة 1833 م لمرافقة الحملة المصرية على عسير حرص الرحالة والمستكشف الفرنسي (موريس تاميزييه) على تسجيل وقائع رحلته على شكل يوميات ضمها في كتاب اسمه رحلة في بلاد العرب وترجمه الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة ومن هذه اليوميات نختار ما شاهده أثناء عودته من زيارة ما يعتقد أنه ضريح أمنا حواء عند أطراف جدة عندما وجد بين مقبرة جدة والمدفن المخصص لغير المسلمين جنوبا. مر بسوق صغير خارج (بوابة مكة) يؤمه البدو وتنطلق منه أغلب القوافل إلى الداخل. ويستقبل أيضا إمدادات فواكه الطائف ووادي فاطمة ويجاوره مجموعة من الأكواخ المثيرة للدهشة والاستغراب.. والتي يمكن وبحسب قوله ان تتأفف الكلاب في أوروبا من اتخاذها مساكن – هي عبارة عن أغصان وفروع أشجار جافة تم إلقاؤها بكل بساطة على الأرض وجرى تغطيتها بقطع من القماش والخرق البالية أو البسط والسجاجيد الممزقة التي يقوم بعض المسافرين برميها تضم غرباء يعيشون ويتناسلون داخلها ويمارسون مختلف المهن تبين أنهم من عنصر زنجي معين واستطرد سر وجودهم في هذا المكان وعلى هذه الهيئة قائلا:
بالتأكيد ليس هنالك من طائر في الهواء أو أي حيوان متوحش في الغابات لم تكن لديه القدرة على تشييد ملجأ وملاذ أكثر راحة من تلك الخاصة بهؤلاء المتشردين. وقد كان كل ما يتعلق بهم ممعنا في القذارة. بل يندر أن يؤهلهم شيء للمشاركة في أي من الأنشطة التي نسهم فيها مع بقية بني البشر.
مع ذلك وبفرض جعل الفقرة السابقة أكثر فهما ووضوحا دعنا نعدد في كلمات قليلة طبيعة هؤلاء السكان الغرباء – ولنستمع إلى ذلك السرد الذي قام الجلاب (تاجر الرقيق) بشرحه لي مع الوضع في الاعتبار أن مهنته الأساسية تجعلنا نتأكد من قدرته وكفاءته حول الحديث عن هذا الموضوع.




عمل بعضهم في المهن الوضيعة والسحر والشعوذة وبيع (عروق المحبة)



قال لي أحد العاملين بتجارة الرقيق يوما ما: هؤلاء الناس يقطنون في إحدى المناطق الأفريقية الواقعة فيما وراء دارفور ويطلق على هذه المنطقة (تكارنة) وهي تعني بشكل أدق تفصيلا برنو وبما أن الأرض هنا ليست خصبة للغاية، وبما أن كل أنواع المنتجات برهنت على عدم ملاءمتها لحاجات سكان المنطقة فقد عملت حكومة بلادهم، بغرض تخليص نفسها من التضخم السكاني المتزايد، على إخراج عدة آلاف من هؤلاء الزنوج كل عام بدعوة إرسالهم إلى مكة لأداء فريضة الحج. وكانت قوافلهم تبدأ في رحلتها وهي تشق طريقها عبر مناطق دارفور وكردفان. وبما أن هذه البلاد كانت مفصولة بعقبات من الأراضي الصحراوية فقد كان هؤلاء الزنوج يعبرونها سيرا على الأقدام ويقتاتون على بعض المواد التموينية التي قاموا بوضعها داخل سلات صغيرة كما يقومون بحمل قوارير جلدية (قرب) من الماء وعند ما كانوا يؤقتون خروجهم في فترة تهطل فيها الأمطار الموسمية كانوا يجدون طريقهم للتزود من الماء من الشقوق أو أجزاء الصخور المجوفة – وخلال فترة أدائهم لشعائر الحج يقومون ببيع جميع أنواع العروق والنثريات والبقايا التي جاءوا بها من موطنهم الأصلي ويقوم البعض بتوزيع أدوات السحر والتعاويذ التي تحمي الزنوج من كل أنواع الأمراض وتعمل أيضا بمثابة جرعة للمحبة. وكثير من هؤلاء الرجال من الشيوخ ذوي المعرفة والاطلاع يعتقدون أن بعض الآيات المعينة والمكتوبة على رقع من المخططات بمثابة شيء يجلب حسن الطالع – الشيء الذي يمكنهم من إكمال رحلتهم وانجازها بطريقة موفقة وناجحة. ومن كردفان يشقون طريقهم إلى الخرطوم أو دنقلا، وفي هذه الأثناء يرتبون أمر وصولهم إلى ميناء مصوع في الحبشة أو إلى سواكن عندما يعبرون الصحراء الخاصة بقبائل البشاريين. وبمجرد وصولهم إلى الموانئ الموجودة على بحنا يتم ترحيلهم بدون مقابل حيث يحطون رحالهم بمدينة جدة. ومن جدة يتوجهون إلى مكة وبعد انتهاء مراسم الحج تتوجه أعداد محدودة منهم عائدين إلى موطنهم الأصلي بينما تظل الأكثرية منهم وهي تستعيد في أذهانها تلك المشاق والأخطار التي عانوها ولا تشعر بأي رغبة في اتخاذ القرار بالمجازفة برحلة أخرى وبالتالي ينتهجون سياسة الاستقرار والإقامة في كبريات المدن في منطقة الحجاز.
وهناك يكيفون أنفسهم لممارسة أحقر المهن والأعمال التي لا يكون أي واحد من العرب على استعداد للقيام بها. وينتهي بهم الأمر في نهاية المطاف إلى أن يصبحوا أكثر توحشا، للدرجة التي يحتفظون فيها بما لا يتعدى المظهر الخارجي للآدمي.
أما بالنسبة للنسوة اللائي ما زلن يحتفظن باستقلالهن فيتجهن إلى امتهان صناعة الفخار، حيث يقمن ببيعه في البازارات. أما أزواجهن فيواصلون استخدام أساليب كسب العيش نفسها التي مارسوها واكتسبوا خبرة فيها خلال رحلتهم المضنية، وبخاصة أساليب السحر والشعوذة نفسها، وبيع عروق المحبة أو العمل بمهنة السقاء ولا يمتلك العديد منهم أية مساكن من أي نوع. أما بالنسبة لهؤلاء الذين يقفلون عائدين في طريقهم مرة أخرى إلى ديار البرنو فعادة ما يصلون هناك في أعداد قليلة للغاية، وأحيانا تقوم الأعاصير والأتربة بابتلاع قوافلهم، أو يقضون نحبهم بسبب انعدام مياه الشرب، وبهذه الطريقة يكون الهدف الحقيقي المقصود من قبل حكومتهم قد تحقق.




http://www.alhebah.com/vb/imgcache/7518.imgcache.jpg





http://www.alhebah.com/vb/imgcache/7519.imgcache.jpg
صورة بوابة جدة قديماً

محمد أبو علي
14-04-2014, 11:00 PM
تراث قديم وأنت أصيل يابو نايف . وهذه البوابه أمر من عندها بين الحين والآخر
تسلم يداك يالغالي الذي تهتم في نقل التراث القديم . با رك الله فيك ,,,,

طيف
15-04-2014, 02:45 PM
http://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/58.gif

عاشق ديرتي
19-04-2014, 03:01 PM
http://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/104.gif

نادرة الوجود
23-04-2014, 01:44 PM
http://www.alhebah.com/vb/imgcache/7901.imgcache.gif (http://vb.almastba.com/t51057.html)

الفيصل
29-04-2014, 02:18 PM
يعطيك الف الف عافيه

موضوع رااائع

وجهود أروع

ننتظر مزيدكم

بشوووق