همام
20-10-2009, 02:51 PM
كان المعتمد بن عباد حاكما لاشبيليا أيام ملوك الطوائف في الأندلس فاشتهت زوجته الرميكة و بناتها أن يرقصن في الطين ففرش على أرض القصر كافورا و رش عليه المسك و رقصن عليه ثم دارت الأيام و زال ملكه- كملك أي ملك من ملوك الدنيا- على يد يوسف بن تاشفين و سجنه في أغمات بالمغرب إلى أن مات و خلال سجنه زرنه بناته في السجن حافيات عليهن أثر الفاقة فقال قصيدة مشهورة أردت أن أتحفكم بها و أرجو أن تعجبكم :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ***وكان عيـدك باللـذات معمــــــورا
وكنت تحسب أن العيـد مســــعـدةٌ *** فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمـار جائعـــــةً *** في لبسهنّ رأيت الفقر مسطـورا
معاشهـنّ بعيـد العـزّ ممتهــــــــنٌ ***يغزلن للناس لا يملكن قطمــــيـرا
برزن نحـوك للتسليـم خاشعــــــةً***أبصارهـنّ حسيـراتٍ مكاســـــيـرا
يطأن في الطين والأقدام حافيــــةً*** كأنها لم تطـأ مسكـاً وكافـــــــورا
لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهــــره***وقبل كان بماء الـورد مغمـــــورا
لكنه بسيـول الحـزن مُختــــــــرقٌ***وليس إلا مع الأنفاس ممطــــورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه***ولست يا عيدُ مني اليوم معـذورا
وكنت تحسب أن الفطـر مُبتَهَـــجٌ***فعـاد فطـرك للأكبـاد تفطــــــــيـرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثــــلاً***لما أمرت وكان الفعـلُ مبـــــرورا
وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ***فردّك الدهـر منهيـاً ومأمــــــورا
من بات بعدك في ملكٍ يسرّ بــــه***فإنما بات في الأحـلام معــــــرورا
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ***وكان عيـدك باللـذات معمــــــورا
وكنت تحسب أن العيـد مســــعـدةٌ *** فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمـار جائعـــــةً *** في لبسهنّ رأيت الفقر مسطـورا
معاشهـنّ بعيـد العـزّ ممتهــــــــنٌ ***يغزلن للناس لا يملكن قطمــــيـرا
برزن نحـوك للتسليـم خاشعــــــةً***أبصارهـنّ حسيـراتٍ مكاســـــيـرا
يطأن في الطين والأقدام حافيــــةً*** كأنها لم تطـأ مسكـاً وكافـــــــورا
لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهــــره***وقبل كان بماء الـورد مغمـــــورا
لكنه بسيـول الحـزن مُختــــــــرقٌ***وليس إلا مع الأنفاس ممطــــورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه***ولست يا عيدُ مني اليوم معـذورا
وكنت تحسب أن الفطـر مُبتَهَـــجٌ***فعـاد فطـرك للأكبـاد تفطــــــــيـرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثــــلاً***لما أمرت وكان الفعـلُ مبـــــرورا
وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ***فردّك الدهـر منهيـاً ومأمــــــورا
من بات بعدك في ملكٍ يسرّ بــــه***فإنما بات في الأحـلام معــــــرورا