المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منهج الاقتصاد الاسلامي


ابو انس
06-11-2007, 10:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مفهوم الاقتصاد الإسلامي
يقول الدكتور أحمد النجار رائد الاقتصاد الإسلامي والأمين العام السابق للاتحاد الدولي للبنوك الإسلامية ـ يرحمه الله: <الاقتصاد الإسلامي ليس مجرد بنوك إسلامية، كما يظن بعضهم··· ولكنه كل التوجيهات الإسلامية المتعلقة بالمال والمعيشة وتطبيقها في حياتنا··· وهذه التوجيهات تدخل فيها العبادات مثل الزكاة··· وهي المؤشر للجانب الاقتصادي في الإسلام، وعندما نقول مؤسسة اقتصادية إسلامية نقصد بذلك مؤسسة تطبق كل توجيهات القرآن فيما يتعلق بالمال· وإذا كان المسلمون اليوم يعيشون أزمة اقتصادية طاحنة أدت إلى تخلفهم وتأخرهم، فإن تطبيق منهج الاقتصاد الإسلامي بمفهومه الصحيح كفيل بالقضاء على هذه الأزمة الاقتصادية والنهوض بالمسلمين··· فاليهود اليوم وهم قلة قليلة يسيطرون على معظم المؤسسات المالية في العالم كله لأنهم يخططون جيداً ويعرفون ماذا يفعلون·
ومن هنا نقول: إنه لابد من إنشاء مؤسسات مالية إسلامية بضوابطها الشرعية في كل حي من أحياء المسلمين، وفي كل دولة على اعتبار أن ذلك هو الوسيلة الشرعية لنهضة المسلمين··· ولابد من وضوح الرؤية لدى أصحاب القرار حتى يتبنوا هذاا لاقتراح·

عصب الاقتصاد الإسلامي
هذا ولقد طالب العلماء وأساتذة الاقتصاد على المستويين العربي والإسلامي بضرورة تطبيق المنهج الاقتصادي الإسلامي لتحقيق النهوض الاقتصادي في المجتمعات الإسلامية، وأكدوا أن النظريات الاقتصادية الرأسمالية والاشتراكية فشلت في تحقيق تقدمنا الاقتصادي، وأصبح ضرورياً إفساح المجال للتجربة الإسلامية··· وذكروا أن المنهج الاقتصادي الإسلامي حقيقة شارك في صياغتها علماء الإسلام وأساتذة الاقتصاد، وتم عرضها على وفد وزاري سوفييتي العام 1990م، فأعجب بها وأبدى رغبته في تطبيقها في الاتحاد السوفييتي السابق أواخر حكم <غورباتشوف>، ولكن الظروف السياسية حالت دون تطبيقها·
وعن عصب الاقتصاد الإسلامي يقول الدكتور علي السالوس أستاذ الفقه والأصول بكلية الشريعة والقانون جامعة قطر: <مما لا شك فيه، أن المال هو عصب الاقتصاد الإسلامي··· وللمال في الإسلام فلسفة خاصة، فالمال في الإسلام يختلف عنه في أي نظام اقتصادي آخر··· ففي النظام الماركسي نجد الملكية للدولة، ولذلك منعت الملكية الخاصة··· وفي النظام الرأسمالي الملكية للفرد··· يملك المال ويعطيه من يشاء ويوزعه على من يشاء وينفقه كيف يشاء··· وكذلك وجدنا رجلاً في أوروبا ترك الملايين لـ<كلبه>، فالحرية في الاقتصاد الرأسمالي حرية مطلقة، وإذا وجدت ملكيات عامة للدولة، فهذا مما يخالف النظام الرأسمالي··· ولقد نظر بعض الناس إلى انهيار النظام الماركسي، واتجهوا إلى النظام الرأسمالي··· مع أن النظام الماركسي لا يختلف عن النظام الرأسمالي من حيث العيوب··· فظهور الماركسية كان لسبب العيوب الموجودة في الرأسمالية، ولكن الماركسية جاءت أسوأ· أما المال في الإسلام فإنه يختلف عن كلا النظامين السابقين، فالملكية لله عز وجل: (وآتوهم من مال الله الذي آتاكم) النور:33· وأعطانا المال وبيَّن لنا كيف ننفقه (وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) الحديد:7·
أي أننا ننفق مع هذا المال تبعاً لنظرية الاستخلاف، وهذه النظرية تعني أن ملكية المال لله سبحانه··· كما يريد المستخلف مثل الوكيل يتصرف كما يريد الموكل، فالفرد في الإسلام له حرية التصرف والمنفعة بالمال في حدود الضوابط التي تتفق مع الشريعة، ومادام المال ملكاً لله فلابد أن يجمع بالطريق الذي يريدها الله سبحانه وتعالى، ويوزع بالطريقة التي يريدها··· لهذا وجدنا الإسلام قد بيَّن وسائل كسب المال فحرَّم الربا، وأباح شركات المضاربة وأنواع الشركات الأخرى المختلفة طالما لا تتعامل في حرام· كما حرَّم الاحتكار والغش وأكل أموال الناس بالباطل، بحيث يكون الكسب حلالاً طيباً··· وهناك حقوق للآخرين في هذا المال كالزكاة والصداقة ونفقات الأقارب، وهذا لا نراه في أي نظام اقتصادي آخر··· وبعد الكسب والتوزيع نجد الاستهلاك فصاحب المال والمستخلف فيه من الله ليس له أن ينفق من هذا المال إلا بقدر حاجته (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) الإسراء:27· فيحرِّم عليه أن يبذر، فالمال في الإسلام إذاً يجمع بطريقة مشروعة ويوزع بضابط وينفق في حدود·
وعن أهمية المال يقول فضيلة الداعية الإسلامي الشيخ محمد الغزالي يرحمه الله: <قد يدهش كثير من الناس عندما نقول إن الاقتصاد والمال أساس هذا الدين··· إن القرآن الكريم يقول: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) الكهف:46، ويقول: (وأمددناكم بأموال وبنين) الإسراء:6·
ويقول الغزالي: <إن الفقر لا يقيم دولة ولا أمة ولا ينصر دولة··· وقلة ذات اليد لا تحمي شعباً··· وحتى تنهض الأمة وتقوى، لابد من وجود المال والبنين··· إن الإسلام دين غريب··· يقول للإنسان أنت سيد مستقبلك··· أنت صانع مستقبلك في الدنيا والآخرة··· سيدنا يوسف كان رجلاً عفيفاً نظيفاً··· عندما طلب الولاية على خزائن الأرض لم يقل للملك <اجعلني على خزائن الأرض لأني نظيف عفيف وإنما قال له: (إن حفيظ عليم) وذلك من مقومات العمل في الاقتصاد والمال·

أسس الاقتصاد الإسلامي
وعن الأسس والمبادئ التي يقوم عليها الاقتصاد الإسلامي يتحدث الدكتور علي السالوس قائلاً: <يتميز الاقتصاد الإسلامي عن غيره بمجموعة من الخصائص:
أ ـ ربانية المصدر: فالاقتصاد الإسلامي مصدره رباني، وليس من صنع البشر، بمعنى أنه يستمد أسسه ومبادئه من القرآن الكريم والسنَّة المطهرة والجانب البشري فيه هو: التفكير في التطبيق في مختلف العصور·
ب ـ ربانية الهدف: فالاقتصاد الماركسي هدفه خدمة الدولة دون النظر إلى الأفراد، والاقتصاد الرأسمالي هدفه إشباع الرغبات الخاصة عند الأفراد، أما الاقتصاد الإسلامي فإنه يرتبط بالناحية الربانية، بمعنى أن له أهدافاً إنسانية تجمع بين المادة والروح·
جـ ـ يجمع بين الثبات والمرونة: فأي نظام وضعي نجده يتغير لأنه من صنع البشر··· أما الاقتصاد الإسلامي، فيجمع بين الثبات والمرونة··· فهو ثابت في تحريم الربا ومرن ومتطور كنظام الشركات القائمة على العمل ورأس المال والضمان··· فقد يختلف شكل الشركة من زمن لآخر ومن هذا المنطلق نعرف الثابت والمتغير في الاقتصاد الإسلامي·
د ـ ضمان حد الكفاية لكل مسلم: وحد الكفاية أو حد الغنى نعني به المستوى اللائق للمعيشة مما يختلف باختلاف الزمان والمكان لامجرد حد الكفاف واستيفاء الضرورات الأساسية للحياة· واصطلاح <حد الكفاية>، أو <حد الغنى>، وإن لم يرد صراحة في أحد نصوص القرآن الكريم أو السنَّة النبوية إلا أنه يستفاد من روح هذه النصوص وقد ورد صراحة في تعبيرات أئمة الإسلام وكذلك في مختلف كتب الفقه القديمة··· فيقول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه: <إذا أعطيتم فاغنوا>··· ويقول الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه: <إن الله فرض على الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم> والكفاية تختلف باختلاف السعات والأحوال وقد جرى المثل العربي: <صيانة النفس في كفايته>·

أسباب الأزمة الاقتصادية في المجتمعات الإسلامية:
··· ويشخص الشيخ الغزالي يرحمه الله أسباب الأزمة الاقتصادية في المجتمعات الإسلامية ويحدد أسباب الداء في ثلاث نقاط:
1 ـ تغيب العقل السليم المسلم عن الشركات في نهوض أمته·
2 ـ الاستبداد السياسي بأشكاله المختلفة·
3 ـ غياب الهوية الإسلامية·
وقال: إن النتيجة الحتمية للبعد عن المنهج الإلهي في حل مشكلاتنا هو تحقيق قوله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً) طه:124، ونحن نعاني اليوم صوراً متعددة للمعيشة الضنك··· الأغنياء يعانون من كثرة أموالهم لدرجة أنهم أصبحوا عبيداً لثرواتهم··· والفقراء يزدادون فقراً ويعانون من عدم القدرة على تلبية حاجاتهم··· ولا مخرج لنا من هذا الوضع المأساوي سوى بالعودة للمشروع الحضاري الإسلامي·

النهوض الاقتصادي في ضوء مبادئ الإسلام:
يحدد الدكتور حلمي مراد··· أن هناك أربعة مقومات يقوم عليها النهوض الاقتصادي في مجتمعاتنا الإسلامية:
أ ـ البعد البشري أو الإنساني: فيقول: <لا يوجد نهوض اقتصادي من دون وجود بشر يحقق بهم ولهم حياة سعيدة ميسرة ولا يمكن لأي مشروع اقتصادي أن ينجح ما لم يؤمن به الناس ويعملوا على تحقيقه·
ب ـ البعد الاجتماعي: ويقول: أي نهضة اقتصادية لابد أن يكون هدفها جعل المجتمع يشعر بالسلام والاستقرار··· وينعم أفراده بحياة خالية من النقائض والمتاعب والفساد والانحراف والفقر والجوع·
جـ ـ البعد الإيماني: ويؤكد الدكتور حلمي مراد: أنه ما لم يتوافر الإيمان بما يقوم به أبناء الأمة الواحدة في سبيل حياة اقتصادية سليمة فلا يمكن وجود اقتصاد يحقق الأهداف المرجوة، ويتجلى البعد الإيماني في أن المال هو عصب العمل الاقتصادي··· المال مال الله والإنسان مستخلف فيه··· وعندما يقوم بأي عمل اقتصادي مالي فهو مطالب بأن يرعى الله ويتبع التعاليم التي جاء بها الشرع حتى يكون جديراً بالاستخلاف·
د ـ التقوى: فهي أساس أي عمل اقتصادي··· يكفي أنها تحقق مراقبة الله في السر والعلن وهي التي توقظ الضمير الإنساني وتجعله يفعل الحلال ويبتعد عن الحرام والله سبحانه وتعالى يقول: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) الأعراف:96· ولو لم توجد التقوى فلن تجدي الرقابة الإدارية ورقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، ولن تجدي مراقبة القوانين للغش التجاري·
ويؤكد الدكتور محمد القاعيد··· اختصاصي الرمد وعضو الجمعية العمومية للرمد في دمياط: <أن الإسلام تضمن كثيراً من المبادئ والقيم التي تكفل النهوض الاقتصادي بما فرضه من زكاة يخرجها القادرون لمساعدة غيرالقادرين، والزكاة في فلسفتها حافز للمسلم على العمل والاجتهاد من أجل الكسب الحلال لتحقيق فائض يخرج من الزكاة ولا شك أن الدوافع الإيمانية المستمرة من شرع الله من مقومات نجاح أي سياسة اقتصادية تهدف للنهوض بالمجتمع، ويرى: أن البعد الوطني من مقومات النهوض الاقتصادي من منطلق أن كلاً منَّا يدرك أنه يخدم وطنه بعمله··· لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: <خير الناس أنفعهم للناس>، فمراعاة البعد الوطني والإسلامي في أي نهضة اقتصادية ضرورة حتمية، باعتبار المسلمين أمة واحدة وما يحققه شعب مسلم من نجاحات يعود ولا شك على بقية الأمة بالخير والفلاح>·

منهج متكامل يستحق التطبيق
يؤكد الغزالي: <أن مشاكلنا الاقتصادية سببها البعد عن الإسالم وعن تطبيق مبادئه>، وقال: <دعونا نجرب تطبيق المنهج الاقتصادي الإسلامي، لقد طبقنا النظام الرأسمالي قبل الثورة وفشل·· وطبقنا المذهب الاقتصادي الاشتراكي بعد الثورة وفشل··· وطبقنا الاشتراكية الرأسمالية وفشلت، فلنفتح الطريق مرة أمام المنهج الإسلامي··· لقد آن الأوان لأن نرجع لهويتنا الإسلامية>·
ويؤكد الدكتور علي السالوس: <أن هذا التطبيق ليس معناه إلغاء المؤسسات الاقتصادية القائمة والشركات والبنوك ولكن الأمر يحتاج إلى أسلمة هذه المؤسسات وتطهيرها مما فيها من ربا ومعاملات تخالف الإسلام··· وقد حدث هذا في باكستان حينما تحولت كل بنوكها إلى بنوك إسلامية دون أن يحدث تغيير كبير في البنية والمؤسسات القائمة>·
عقبات في وجهة التطبيق
ويرى الدكتور إبراهيم طالب اختصاصي أمراض باطنه: <أن هناك عقبات كثيرة تقف حجر عثرة في وجه التطبيق يجملها فيما يلي:
أ ـ الدور الذي يلعبه من يكيدون للإسلام ولكل ما هو إسلامي من أبناء المسلمين الذين ينتسبون للإسلام ويحاولون تشويه أحكامه ونظمه وتعاليمه·
ب ـ عدم شعور المسلمين بحاجتهم إلى تطبيق الاقتصاد الإسلامي·
جـ ـ الأخطاء التي حدثت في بعض الشركات التي دخلت تجربة الاستثمار باسم الإسلام، ولم يحسنوا التطبيق فشوهوا سمعة الاقتصاد الإسلامي ويدعون إلى العمل الجماعي المتقن المدروس في حال بدء التطبيق والعمل على تفادي تلك الأخطاء·

بنوك بلا فوائد··· كيف؟!
وعن كيفية تطبيق منهج الاقتصاد الإسلامي على أرض الواقع··· يرى الأستاذ إسماعيل فهمي ـ صحفي: أن البداية الصحيحة في تطبيق فكرة بنوك بلا فوائد والفكرة كما يقول ليست جديدة، فهي ترجع إلى الستينيات (1963م) وبالتحديد في مدينة <ميت غمر>·· على يد الدكتور أحمد النجار ـ يرحمه الله ـ والنظام الذي يعمل به البنك يكون من خلال حسابات ثلاثة:
1 ـ حساب الودائع: حيث يقبل البنك في هذا الحساب ودائع الأفراد بحد أدنى غاية في الصغر ومن دون حد أعلى ولا يدفع البنك فائدة أو ربحاً على المبالغ المودعة في هذا الحساب··· ولكن يقبل البنك أن يقرض المودع لديه من دون فائدة مبلغاً من المال يوازي المبلغ الذي ادخره، ولمدة تساوي المدة التي ترك فيها أمواله لدى البنك·
2 ـ حساب الاستثمار بالمشاركة: ويقبل البنك فيه الودائع بحد أدنى معين ودون حد أقصى ويقوم باستثمار أموال هذاالحساب إما بمعرفته مباشرة وإما بمشاركة ذوي الخبرة والاختصاص في مشروعات متعددة صناعية أو زراعية أو تجارية وفي نهاية كل عام يقوم بحساب أرباحه وخسائره ليوزعها على المستثمرين في هذا الحساب·
3 ـ حساب الزكاة: وفيه يقبل البنك أموال الزكاة التي يريد مخرجوها أن يقوم البنك عنهم بصرفها في مصارفها الشرعية، وكذلك الصدقات والهبات والتبرعات المطلقة والمشروطة


انتهى

علي الميموني
10-11-2007, 02:12 PM
[][][§¤°^°¤§][]بارك الله فيك][][§¤°^°¤§][][

ابو انس
10-11-2007, 11:57 PM
يشرفنى مرورك