المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماجدة» أخذ السيل تجهيزات عرسها وترك لها الذكريات وباسويدان وإنقاذ ابنه “جهاد” من النا


ابو نايف
12-12-2009, 07:10 AM
عادوا لأحضان الحياة مجددا بعدما تخطف الموت أحبابهم من أمام أعينهم، كتبت لهم أعمار جديدة في غمرة السيل الجارف الذي داهم منازلهم وشتت جمعهم خلال لحظات قصيرة من عمر الزمن لاتتعدى الدقائق.

رووا مشاهداتهم التي حملت قصصا إنسانية مؤثرة خالطها الدمع لأب فقد أطفاله وزوجته، وشقيق لم يعثر على شقيقه، وأم فرق بينها وبين فلذات كبدها قوة المياه المندفعة، التي لم تفرق بين البشر والحجر.

تروي بشرى البالغة من العمر 17 عاما قصة نجاتها من لجة السيل وكيفية عودتها للحياة مجددا، بعدما فقدت شقيقها وشقيقتها الكبرى، تقول لم أعلم أن خروجنا من منزلنا في حي قويزة خلال الساعات الأولى من الأمطار للتنزه سيكون آخر لقاء بيني وأشقائي الشهداء، فأثناء تجولنا بالسياره في أنحاء الحي مع أشقائي الأربعة، فوجئنا بمداهمة السيل لنا بسرعة كبيرة، ماجرف سيارتنا وجعلها تصطدم بسيارات أخرى وأعمدة الإنارة، وأثناء هذا الموقف الصعب قرر شقيقي الصعود على سقف السيارة بعدما تدفقت المياه إلى داخلها لإنقاذنا، حيث استطاع إخراج أخي الأصغر 12 عاما، وشقيقتي الكبرى 26 عاما، وفيما بدأت السيارة في الغرق استطعت الخروج منها وجل تفكيري منصب على كيفية إنقاذ شقيقتي المحتجزة داخل السيارة، فأمسكت بيدها لسحبها ولكن لم استطع إخراجها فتعثرت ووجدت نفسي في لجة السيل الذي جرفني بعيدا عن أشقائي وشقيقاتي وكانت تلك المرة الأخيرة التي أرى فيها أخي عبد الرحمن وشقيقتي الكبرى.

وأضافت بمجرد سقوطي بدأت في التقلب في المياه الضحلة، والسيل يجرفني في مختلف الاتجاهات، فحاولت التمسك بأي شيء يمر جواري من سيارات أوأثاث منزلي، ولكنني فشلت حتى رأيت مجموعة من الأغنام النافقة الطافية على سطح المياه، فتشبثت بكل ما أوتيت من قوة في إحداها دون شعور مني، رغبة في النجاة من الموت الذي رأيت سكراته في مختلف الأنحاء، فأوصلتني إلى أحد أعمدة الإنارة فتمسكت به وبدأت في تسلقه وخلال محاولاتي الابتعاد عن السيل، فوجئت باسطوانة غاز ترتطم في جسمها بقوة شديدة ما أجبرني على ترك العامود من قوة الألم فسقطت في السيل مجددا, لأبدأ مرحلة جديدة في التشبث في الحياة، فكنت أغرق حينا وأصعد للسطح بقوة لالتقاط الأنفاس التي ستبقي على حياتي، وأثناء محاولاتي المستميته جرفتني قوة المياه المندفعة تجاه أحد المنازل فتمسكت بإحدى نوافذه الحديدية وقررت عدم إفلاتها مهما كان الثمن.

وأشارت بشرى إلى أنها أضطرت للتمسك بالنافذة قرابة الأربع ساعات والمياه تضربها من مختلف الجهات، وبعد إنخفاض منسوب المياه قليلا قررت المشي والدخول إلى المنزل لتجد أحد سكانه الذي قدم لها المساعدة اللازمة وجعلها تجري اتصالا بوالدتها لتطمينها على أنها لازالت على قيد الحياة. وبهذا السيناريو نجت بشرى من الموت وعادت إلى الحياة مجددا بعدما فقدت شقيقها وشقيقتها وسط السيل الذي تساءلت عن أسبابة بكل برآه وعن الظروف التي مر بها أشقاؤها قبل شهادتهم.

ولم يخفف عن بشرى أحزانها الدفينة سوى نجاة شقيقتها إيمان التي حاولت إنقاذها من داخل السيارة. شقيق بشرى الشهيد عبدالرحمن وجدت جثته ملقية على أحد الأرصفة، فيما توصلوا لجثة شقيقتها الكبرى بعد ثماني ساعات قضتها تحت ركام السيارات التالفة.

ماجدة» أخذ السيل تجهيزات عرسها وترك لها الذكريات
http://www.alhebah.com/vb/imgcache2/6532.gif

كانت “ماجدة” تعد الأيام والليالي بانتظار موعد زفافها بعد شهرين، أمضت فترة طويلة وهي تستعد لليلة العمر، اشترت أغلب أغراضها لهذه المناسبة السعيدة، وكانت في كل ليلة تعيد رؤيتها وترتيبها وتسرح بخيالها بعيداً وهي ترسم تفاصيل مستقبلها مع فارس أحلامها، حتى كان يوم “الأربعاء الحزين” حيث أتى السيل على كل شيء ولم يترك لها سوى الحسرة والألم يعتصران قلبها الذي كان يرقص فرحاً بانتظار “الليلة الموعودة” حتى أنها أصيبت بانهيار عصبي من قوة الصدمة.
عن هذه المأساة تحدثت والدتها “أم ماجد” وفقا لـ “المدينة” قائلة : كان همها الأول إنقاذ إخوانها، وتمكنت بالفعل من سحبهم من الدور الأول وإيصالهم إلى الثاني، وأثناء محاولتها النجاة بنفسها إلى الدور الثاني بعد أن اطمأنت على إخوتها انكسر الباب واندفعت المياه بقوة وجرفتها معها قبل أن يتم انقاذها.
وأضافت: “مسكينة ابنتي ماجدة لم تسعد باستعدادها المبكر لعرسها، وهي الآن تعيش في حالة نفسية سيئة جراء خسارتها التي تصل لحوالى 25 ألف ريال أنفقتها على شراء أغراض فرحها، ونتمنى أن تعود لحالتها الطبيعية قبل موعد الزواج”.
وعلى الجانب الآخر كادت «أم ماجد» أن تضحي بحياتها من أجل أطفالها وذلك برمي نفسها من السيارة على أمل الوصول إليهم ولو مشياً على أقدامها، فقد كانت قادمة برفقة ابنها من طريق المدينة وظلت على اتصال بأهلها محذرة من المطر الغزير في الضواحي الشمالية التي قدمت من جهتها، وكان الجميع يطمئنها بأن الوضع على ما يرام، وعندما وصلت إلى كوبري الملك عبد الله وشاهدت أحياء شرق طريق الحرمين غارقة والسيل يجرف جثثاً آدمية وأرتالاً من السيارات، عاودت الاتصال على أهلها فوجدتهم يستغيثون ويطلبون منها الاتصال بالدفاع المدني بعد أن احتجزتهم المياه ووصلت للدور الثاني في عمارتهم، ومع هول الفاجعة وخوفها على أبنائها قررت النزول من سيارة ابنها ومحاولة العبور مشياً على أقدامها حتى جاءها سائق تريلا تعاطف معها وخاطر بحياته لإيصالها إلى حيث تريد عبر أرض ترابية موحلة حتى يطمئن قلبها على أبنائها، ورغم أنها تمكنت من الوصول لنفس منطقة سكنها إلا أن دخول المنزل كان من المستحيلات، فصعدت إلى إحدى العمائر القريبة واتصلت على أهلها وأشارت عليهم بأن يخرجوا من كان سالماً لكي تراه ويطمئن قلبها.
وتضيف “أم ماجد”: رغم أننا لم نتجاوز الشهرين منذ سكنا في المنزل الذي اضطررنا للديون لإكماله وتأثيثه، إلا أن فرحتنا لم تكتمل، والحمد لله على لطفه وقضائه.


باسويدان يروي قصة إنقاذ ابنه “جهاد” من النافذة
http://www.alhebah.com/vb/imgcache2/6533.gif


أحمد باسويدان من سكان حي الصواعد الذي كان بمثابة الخط الأمامي في مواجهة السيول القادمة من الشرق روى لـ “المدينة” قصة نجاته وابنه جهاد واستضافته لـ 12 شخصًا لجأوا إليه هربًا من الخطر.
يقول باسويدان : كنا عند الساعة التاسعة والنصف نجلس في الخارج نتابع مشهد المطرالذي انقطع لخمس دقائق، قبل أن تفاجئنا سيول آتية من جهة الشرق بقوة، وخلال دقائق تنادى الجيران محذرين، ولم أصدق الأمر في البداية حتى رأيت أناسًا قادمين ركضًا على أقدامهم هربًا من السيل الذي أتى من جهة الوادي، وكان عمال أفغان استضفتهم وبعض جيراني المصريين الذين يسكنون في بيت شعبي بجوارهم، وكان عددهم جميعًا حوالى الـ12 شخصًا.
ويضيف: بعد أن رأيت المطر يزداد والمياه يرتفع منسوبها سارعت إلى إيقاظ إخواني وصعدت بهم للدور الثاني وعندما رجعت كانت المياه قد وصلتنا في الدور الثاني فلم أتمكن من الخروج لإدخال ابني جهاد -12عامًا- الذي كان ما يزال يلهو في فناء المنزل غير مقدر لحجم الخطر المحدق به، عندها أضطررت ومن معي من الضيوف إلى كسر النافذة الأمامية للمنزل وتوجيه جهاد للصعود إلى مدخل العمارة حتى نتمكن من إنقاذه، وفي تلك الأثناء كانت منسوب المياه قد وصل إلى أعلى المدخل، وأيقنت أن ابني قد يذهب ضحية حبه للمطر، وتمكنا من رمي سلك كهربائي قطعناه من توصيلات المنزل لكي يتحمل قوة السيل ورمينا به إلى جهاد الذي نجح في لفه حول نفسه خمس مرات وربط نفسه جيدًا، وفي هذه الأثناء كنت ومن معي نحاول رفع جهاد إلى النافذة فيما السيل يجرفه ولكننا تمكنا بفضل الله من إنقاذه.
واختتم باسويدان: رغم أن جهاد كان محبًا للمطر بشكل جنوني إلاّ أنه أصبح بعد هذه الفاجعة تنتابه نوبات هلع وبكاء وكوابيس حتى في نومه.

رقيق المشاعر
12-12-2009, 09:48 PM
يعطيك العافيه ابا نايف وفقك الله

الفيصل
13-12-2009, 06:52 AM
عزيزي ابو نايف
مشكور على هذا النقل
جزاك الله خير
وجعلها في موازين حسناتك
تقبل ودي واحترامي

عاشق الجنان
15-12-2009, 01:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد على كل حال

اجمل التحايا