الوسام
20-12-2009, 09:54 PM
تركي الدخيل
ديموقراطية الكراتين!
إذا كان الصوت الانتخابي في لبنان قد وصل ثلاثة آلاف دولار بالتمام والكمال، من قبل مختلف الأطراف، سواء موالاة أم معارضة، فإن الصوت الانتخابي في طيف الديموقراطية الذي تتمثله بعض المؤسسات –كالغرف التجارية- قد أصبح بثمن بخس، ريالات معدودة، وبعضهم في تلك الريالات من الزاهدين!
انتخابات غرفة المنطقة الشرقية التي بدأت بالأمس، سمعنا جعجعتها، ولا ندري كيف سيكون طحنها. وبحسب جريدة الحياة فإن بورصة شراء الأصوات، استعرت في الأيام الأخيرة، إذ وصل سعر الصوت 4 آلاف ريال، فيما ذكر مرشحون أن عروضاً تلقوها من سماسرة بلغت قيمة 100 صوت بـ300 ألف ريال. ونقلت الجريدة عن رجال أعمال رأوا أن صورة شراء الأصوات كانت أوضح مما هي عليه في جدة، تلك التي لم تثبت عمليات شراء الأصوات فيها بصورة قانونية.
هل هناك أكثر تخلفاً من مشهد شراء الأصوات من قبل رجال الأعمال هؤلاء، بعض رجال الأعمال الذي تحول إلى حوتٍ ناهب، يريد أن يكون رئيس النادي، ورئيس الغرفة، ورئيس المسجد، ورئيس المخبز، يريد كل تلك الرئاسات عبر إطلاقه العنان لريالاته، ليشتري بها ضمائر وذمم الناس، وشراء كل شيء، حتى الأصوات الانتخابية. أين عيون الرقابة على مثل هذا الفساد الفاحش؟
إن الديموقراطية سلوك، وثقافة وحضارة، قبل أن تكون "كراتين موز" لجمع الأصوات، وهذه الغرف التجارية كان يمكن أن تغرس معنى سامياً لثقافة الانتخاب والترشح، ربما يكون مدخلاً لمؤسسات أخرى، ومنهجاً ربما يبهر حتى الحكومة لتستفيد منه في مؤسساتها. لكن الأنموذج الحالي لتطبيق الديموقراطية، كان مجرد وسيلة للتعبير عن ثقافة البعض الفاسدة التي تنتهج مبدأ شراء الأصوات ورفع أسعارها، والمزايدة عليها. وفشل تلك الانتخابات ستكون له نتائج وخيمة على وعي المجتمع بقيمة الانتخاب نفسه.
قلت: وما أجمل أن نعترف بأن بيننا وبين الديموقراطية كل القرون الثلاثة التي احتاجتها أوروبا لتصل إلى ديموقراطية حقيقية، نحتاج إلى مشوار طويل مليء بالتغيير والإصلاح الفكري والسلوكي والأخلاقي، قبل أن نتبجح بمطالبة المؤسسات الحكومية أن تكون ديموقراطية. هؤلاء الذين أنفقوا الملايين لشراء الأصوات ليتهم وضعوها تبرعات للجمعيات الخيرية، أو اشتروا بها سرراً للمستشفيات، أو تبرعوا بأجهزة غسيل كلى، بدلاً من انتخاباتهم المعطوبة!
ديموقراطية الكراتين!
إذا كان الصوت الانتخابي في لبنان قد وصل ثلاثة آلاف دولار بالتمام والكمال، من قبل مختلف الأطراف، سواء موالاة أم معارضة، فإن الصوت الانتخابي في طيف الديموقراطية الذي تتمثله بعض المؤسسات –كالغرف التجارية- قد أصبح بثمن بخس، ريالات معدودة، وبعضهم في تلك الريالات من الزاهدين!
انتخابات غرفة المنطقة الشرقية التي بدأت بالأمس، سمعنا جعجعتها، ولا ندري كيف سيكون طحنها. وبحسب جريدة الحياة فإن بورصة شراء الأصوات، استعرت في الأيام الأخيرة، إذ وصل سعر الصوت 4 آلاف ريال، فيما ذكر مرشحون أن عروضاً تلقوها من سماسرة بلغت قيمة 100 صوت بـ300 ألف ريال. ونقلت الجريدة عن رجال أعمال رأوا أن صورة شراء الأصوات كانت أوضح مما هي عليه في جدة، تلك التي لم تثبت عمليات شراء الأصوات فيها بصورة قانونية.
هل هناك أكثر تخلفاً من مشهد شراء الأصوات من قبل رجال الأعمال هؤلاء، بعض رجال الأعمال الذي تحول إلى حوتٍ ناهب، يريد أن يكون رئيس النادي، ورئيس الغرفة، ورئيس المسجد، ورئيس المخبز، يريد كل تلك الرئاسات عبر إطلاقه العنان لريالاته، ليشتري بها ضمائر وذمم الناس، وشراء كل شيء، حتى الأصوات الانتخابية. أين عيون الرقابة على مثل هذا الفساد الفاحش؟
إن الديموقراطية سلوك، وثقافة وحضارة، قبل أن تكون "كراتين موز" لجمع الأصوات، وهذه الغرف التجارية كان يمكن أن تغرس معنى سامياً لثقافة الانتخاب والترشح، ربما يكون مدخلاً لمؤسسات أخرى، ومنهجاً ربما يبهر حتى الحكومة لتستفيد منه في مؤسساتها. لكن الأنموذج الحالي لتطبيق الديموقراطية، كان مجرد وسيلة للتعبير عن ثقافة البعض الفاسدة التي تنتهج مبدأ شراء الأصوات ورفع أسعارها، والمزايدة عليها. وفشل تلك الانتخابات ستكون له نتائج وخيمة على وعي المجتمع بقيمة الانتخاب نفسه.
قلت: وما أجمل أن نعترف بأن بيننا وبين الديموقراطية كل القرون الثلاثة التي احتاجتها أوروبا لتصل إلى ديموقراطية حقيقية، نحتاج إلى مشوار طويل مليء بالتغيير والإصلاح الفكري والسلوكي والأخلاقي، قبل أن نتبجح بمطالبة المؤسسات الحكومية أن تكون ديموقراطية. هؤلاء الذين أنفقوا الملايين لشراء الأصوات ليتهم وضعوها تبرعات للجمعيات الخيرية، أو اشتروا بها سرراً للمستشفيات، أو تبرعوا بأجهزة غسيل كلى، بدلاً من انتخاباتهم المعطوبة!