المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسر الحلال


همام
21-02-2015, 06:45 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وقع زيد بن حارثة رضي الله عنه في الأسر و هو طفل ثم تنقل في الرق حتى وصل إلى النبي صلى الله عليه و سلم في مكة قبل البعثة فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث فوجد زيد من طيب معشر النبي صلى الله عليه و سلم و حسن خلقه ما جعله يتعلق به، و كان أهله و عمومته يبحثون عنه طوال هذه المدة حتى عرفوا أنه في مكه فقدم أبوه و عمومته بأموال و التقوا بالنبي صلى الله عليه و سلم و كلموه في أن يفتدوا زيدا و له أن يطلب ما شاء. رحب النبي صلى الله عليه و سلم بهم و قال لهم: لدي رأي، و هو أن نعرض الأمر على زيد فإن اختاركم إنطلق معكم بلا عوض و إن اختارني فما أنا بالذي يفرط في من اختارني. وافق والد زيد و عمومته و رأوا أن الرجل انصفهم و لم يدر بأذهانهم أن زيدا يمكن أن يختار أحدا غيرهم. نادى النبي صلى الله عليه و سلم زيدا و سأله: هل عرفت هؤلاء؟ قال: نعم،أبي و اعمامي. أخبره النبي صلى الله عليه و سلم بالخبر و سأله من يختار؟ أختار زيد المكوث مع النبي صلى الله عليه و سلم خادما بدل أن ينطلق مع أهله حرا و قد كان ذلك قبل الإسلام فلا يدور في أذهاننا أنه إختار الإسلام على الكفر. أصيب أهل زيد بالصدمة و لم يخففها عنهم إلا إعلان النبي صلى الله عليه و سلم تبنيه لزيد فأصبح زيد يسمى زيد بن محمد حتى أتى الإسلام و أبطل التبني فرجع يسمى زيد بن حارثة.
إن المتأمل ليعجب من هذا السحر الذي يجعل زيد رضي الله عنه يختار أن يبقى عبدا بدل أن يكون حرا بين أهله و ذويه. إن سحر أخلاق النبي صلى الله عليه و سلم فوق الوصف،فهذه الحادثة كانت قبل البعثة فكيف أصبحت بعد البعثة؟!!!!! يقول أنس رضي الله عنه : خدمت النبي صلى الله عليه و سلم عشر سنين فوالله ما نهرني و لا قال لشيء فعلته لم فعلته و لا لشيء لم أفعله ألا فعلته فهل يعقل أن أنس رضي الله عنه لم يخطء خلال هذه العشر سنين. إنها و الله أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم الملائكية فقد حدث عنه جرير بن عبد الله البجلي قال: ما رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا و تبسم في وجهي حتى أن هذه الأخلاق و الإبتسامة غرت عمرو بن العاص رضي الله عنه -و هو من الذين أسلموا متاخرا بعد الحديبية- فظن عمرو أنه أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله: من أحب الناس اليك؟قال: عائشة،قال عمرو: فمن الرجال؟ قال: أبوها، قال عمرو: فسكت لا يعد قبلي أقواما، و عندها أدرك عمرو بأن حسن خلق النبي صلى الله عليه و سلم و تبسمه معه لم يكن لمنزلة خاصة له و إنما لأن أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم هي هكذا مع الناس كلهم.
ينبغي علينا أن نهتدي بهذه الأخلاق المحمدية و أن تسمو أخلاقنا كما تسمو عبادتنا فإن حسن الخلق يحبب المرء إلى الناس و حري أن تحببه إلى رب الناس إذا وافق معها طاعة و تقوى و قد الفضيل بن عياض : لأن يصحبني فاجر حسن الخلق*أحب إلي من أن يصحبني عابد سيء الخلق.
اللهم وفقنا جميعا لحسن الخلق و اجعلنا من أهل الطاعة و التقوى.
إلى اللقاء.

محمد صالح
21-02-2015, 11:12 PM
حديث طيب وقيم فحسن الخلق يتوجب فى كل امور الحياه فهو من الركائز الهامه ...

جزاك الله خيراً

ابو نايف
26-02-2015, 02:45 PM
بارك الله فيك ونفع بك اخي همام
موضوع فيه قمة الابداع والروعه

الفيصل
27-02-2015, 02:42 PM
http://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/53.gif

الســـــراب
04-03-2015, 07:47 PM
http://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/70.gif

نادرة الوجود
06-03-2015, 02:15 PM
http://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/101.gif

طيف
10-03-2015, 02:08 PM
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لكـ خالص احترامي

همام
10-04-2015, 10:54 PM
أشكركم جميعا فشكرا شكرا