همام
03-05-2015, 03:20 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يحكى أن أهل مدينة كانوا ينعمون بالأمن و الأمان و رغد العيش في ظل ملك عادل يؤازره وزير حكيم و كانوا يعيشون على الزراعة حيث كان عندهم نهر عذب يشربون منه و يسقون به مزارعهم و مواشيهم و في ذات يوم مر بهم رجل غريب يدعي الطب و معرفة الأعشاب فأكرموا وفادته و مكث عندهم مدة حتى إذا أنس بهم و أنسوا به أخذ يداوي مرضاهم و يبهرهم بما عنده من المعارف حتى قال لهم: لو أنني وضعت لكم في نهركم هذا دواء لأصبح أجمل شكلا و أطيب طعما فوافقه البعض و عارضه آخرون إلا أنهم سرعان ما اقتنعوا برأي الطرف الموافق عندما ذكروهم بأن هذا ليس بغريب فقد مكث عندهم مدة لم يروا منه إلا ما ينفعهم فقد داوى مرضاهم و علم جاهلهم فلم الخوف و التوجس منه.
زرع الغريب دواءه في أول النهر من دون علم أهل المدينة فاستحال لونه إلى لون ذهبي لامع مع الشمس و أصبح طعمه حلوا شبيها بطعم التوت. هرع الناس إلى الشرب من النهر بسبب ما يرون من ظاهر لونه و لذيذ طعمه. لوحظ أن كل من يشرب من النهر يصبح مجنونا يفقد عقله، و جنونه هذا يدفعه إلى أن يواصل الشرب من النهر و مع ذلك يبدو أنه سعيدا و يستغرق في الضحك و التبسط. كان البعض يتوجس من ذلك فيطلبون منهم أن يمتنعوا عن الشرب و لكن على استحياء و ما يلبثوا إلا أن يشربوا مثلهم بسبب السعادة التي تبدوا على هؤلاء المجانين فيصبحوا مجانين مثلهم. وصل الخبر إلى الملك و وزيره فعقدوا الإجتماعات الطارئة لحل هذه المعضلة التي أوقعهم فيها هذا الغريب الخبيث و الذي اختفى فجأة. كانوا يمنعون الناس من الشرب من النهر و هيهات فقد كأنوا مثل الذي يمنع الفراش من الاقتحام في النار. دخل الوزير مهرولا إلى الملك يخبره بأن زوجته قد شربت من النهر و أصبحت مجنونة. غضب الملك و قال: أين الحراس؟!!لماذا لم يمنعوها؟!!! فأجابه الوزير: لقد شربوا جميعا و أصبحوا مجانين. صاح الملك بأعلى صوته: أحضروا الطبيب،زوجتي،زوجتي. فقال الوزير: لقد شرب الطبيب أيضا و لم يبق في المدينة إلا أنا و أنت. نظر الملك إلى الوزير نظرة يأس و هزيمة و قال له: أيها الوزير، ما فائدة أن أحكم مدينة كلها مجانين؟!!!! كأسان لي و لك لنصبح مثلهم و نستمتع بالجنون الذي هم فيه.
جاء دور الوزير الحكيم و قال له: لا يا حضرة الملك، إننا إن أصبحنا مجانين مثلهم لم يكن لهم خلاص من هذا البلاء أبدا، و لكن لابد أن نرجع النهر إلى أصله و نبحث عن هذا الدواء الذي غير النهر ليرجع الناس إلى حالهم. صاح الملك: و كيف لنا أن نبحث عنه أنا و أنت و النهر طويل،و ليس معنا أحد؟ أجاب الوزير: الأمر صعب و لكنه ليس مستحيلا. بدأ الملك و الوزير بالحرس، فحبسوهم لكي لا يصلوا إلى النهر و أسقوهم ماء من غير النهر فرجعت إليهم عقولهم شيئا فشيئا، و أخذوا يعملون على جهتين،فريق يبحث عن موضع الدواء المزروع في النهر، و فريق يحاول أن يعالج المرضى و بعد عمل طويل نجح الملك و وزيره الحكيم في معرفة مكان و إستئصال العلاج الخبيث و علاج رعيته كلهم، و عادت المدينة إلى هدوءها و أصبحت أكثر حذرا من أي غريب يظهر بمعطف الناصح الأمين.
التنازل عن المبادئ لا يأتي فجأة بل يأتي بتأثير من يبدون لنا كناصحين فلن نقبل ممن سيغيرنا بالقوة بل ستأخذنا الحمية و الشعور بالتحدي إلى التمسك بالمبادئ أكثر أما عندما يتباكى الغرب و الشرق على المرأة المسلمة و أنها مظلومة و هم يدافعون عن حقوقها و حريتها في لباسها و علاقاتها فإننا ننخدع بهؤلاء الأصدقاء بل و يصيبنا جنون و صمم فلا نسمع إلى من ينادينا و يحذرنا بل نعتبره هو المجنون لا نحن. إن الخلود إلى الغرباء و الثقة التامة العمياء فيهم لهو نقص في العقول عند أهل المبادئ الأرضية فكيف بالسماوية أمثالنا.
قد يصيب البعض يأس بعدم صلاح أحوال المسلمين و المسلمات بسبب إتساع إنتشار الفساد عند المسلمين و نكوصهم عن مبادئهم إلا أن المسلم الحق ينبغي له أن يحسن الظن بالله و أن يستمر في جهاد الكلمة لبيان الحق حتى و لو طال الزمان و لا يضعف و لا يغتر بكثرة الناكصين و قلة الثابتين و لكم أن تتخيلوا لو أن الوزير أطاع الملك ماذا سيكون حل بالمدينة و بنبغي له أن يتذكر (بدأ الإسلام غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء).
إن طريق الدعوة شاق و طويل و لكنه مثمر و سيعيد الناس إلى نهج الصراط خاصة مع إستخدام الحكمة و الصبر و التلطف مع الناس.
إلى اللقاء
يحكى أن أهل مدينة كانوا ينعمون بالأمن و الأمان و رغد العيش في ظل ملك عادل يؤازره وزير حكيم و كانوا يعيشون على الزراعة حيث كان عندهم نهر عذب يشربون منه و يسقون به مزارعهم و مواشيهم و في ذات يوم مر بهم رجل غريب يدعي الطب و معرفة الأعشاب فأكرموا وفادته و مكث عندهم مدة حتى إذا أنس بهم و أنسوا به أخذ يداوي مرضاهم و يبهرهم بما عنده من المعارف حتى قال لهم: لو أنني وضعت لكم في نهركم هذا دواء لأصبح أجمل شكلا و أطيب طعما فوافقه البعض و عارضه آخرون إلا أنهم سرعان ما اقتنعوا برأي الطرف الموافق عندما ذكروهم بأن هذا ليس بغريب فقد مكث عندهم مدة لم يروا منه إلا ما ينفعهم فقد داوى مرضاهم و علم جاهلهم فلم الخوف و التوجس منه.
زرع الغريب دواءه في أول النهر من دون علم أهل المدينة فاستحال لونه إلى لون ذهبي لامع مع الشمس و أصبح طعمه حلوا شبيها بطعم التوت. هرع الناس إلى الشرب من النهر بسبب ما يرون من ظاهر لونه و لذيذ طعمه. لوحظ أن كل من يشرب من النهر يصبح مجنونا يفقد عقله، و جنونه هذا يدفعه إلى أن يواصل الشرب من النهر و مع ذلك يبدو أنه سعيدا و يستغرق في الضحك و التبسط. كان البعض يتوجس من ذلك فيطلبون منهم أن يمتنعوا عن الشرب و لكن على استحياء و ما يلبثوا إلا أن يشربوا مثلهم بسبب السعادة التي تبدوا على هؤلاء المجانين فيصبحوا مجانين مثلهم. وصل الخبر إلى الملك و وزيره فعقدوا الإجتماعات الطارئة لحل هذه المعضلة التي أوقعهم فيها هذا الغريب الخبيث و الذي اختفى فجأة. كانوا يمنعون الناس من الشرب من النهر و هيهات فقد كأنوا مثل الذي يمنع الفراش من الاقتحام في النار. دخل الوزير مهرولا إلى الملك يخبره بأن زوجته قد شربت من النهر و أصبحت مجنونة. غضب الملك و قال: أين الحراس؟!!لماذا لم يمنعوها؟!!! فأجابه الوزير: لقد شربوا جميعا و أصبحوا مجانين. صاح الملك بأعلى صوته: أحضروا الطبيب،زوجتي،زوجتي. فقال الوزير: لقد شرب الطبيب أيضا و لم يبق في المدينة إلا أنا و أنت. نظر الملك إلى الوزير نظرة يأس و هزيمة و قال له: أيها الوزير، ما فائدة أن أحكم مدينة كلها مجانين؟!!!! كأسان لي و لك لنصبح مثلهم و نستمتع بالجنون الذي هم فيه.
جاء دور الوزير الحكيم و قال له: لا يا حضرة الملك، إننا إن أصبحنا مجانين مثلهم لم يكن لهم خلاص من هذا البلاء أبدا، و لكن لابد أن نرجع النهر إلى أصله و نبحث عن هذا الدواء الذي غير النهر ليرجع الناس إلى حالهم. صاح الملك: و كيف لنا أن نبحث عنه أنا و أنت و النهر طويل،و ليس معنا أحد؟ أجاب الوزير: الأمر صعب و لكنه ليس مستحيلا. بدأ الملك و الوزير بالحرس، فحبسوهم لكي لا يصلوا إلى النهر و أسقوهم ماء من غير النهر فرجعت إليهم عقولهم شيئا فشيئا، و أخذوا يعملون على جهتين،فريق يبحث عن موضع الدواء المزروع في النهر، و فريق يحاول أن يعالج المرضى و بعد عمل طويل نجح الملك و وزيره الحكيم في معرفة مكان و إستئصال العلاج الخبيث و علاج رعيته كلهم، و عادت المدينة إلى هدوءها و أصبحت أكثر حذرا من أي غريب يظهر بمعطف الناصح الأمين.
التنازل عن المبادئ لا يأتي فجأة بل يأتي بتأثير من يبدون لنا كناصحين فلن نقبل ممن سيغيرنا بالقوة بل ستأخذنا الحمية و الشعور بالتحدي إلى التمسك بالمبادئ أكثر أما عندما يتباكى الغرب و الشرق على المرأة المسلمة و أنها مظلومة و هم يدافعون عن حقوقها و حريتها في لباسها و علاقاتها فإننا ننخدع بهؤلاء الأصدقاء بل و يصيبنا جنون و صمم فلا نسمع إلى من ينادينا و يحذرنا بل نعتبره هو المجنون لا نحن. إن الخلود إلى الغرباء و الثقة التامة العمياء فيهم لهو نقص في العقول عند أهل المبادئ الأرضية فكيف بالسماوية أمثالنا.
قد يصيب البعض يأس بعدم صلاح أحوال المسلمين و المسلمات بسبب إتساع إنتشار الفساد عند المسلمين و نكوصهم عن مبادئهم إلا أن المسلم الحق ينبغي له أن يحسن الظن بالله و أن يستمر في جهاد الكلمة لبيان الحق حتى و لو طال الزمان و لا يضعف و لا يغتر بكثرة الناكصين و قلة الثابتين و لكم أن تتخيلوا لو أن الوزير أطاع الملك ماذا سيكون حل بالمدينة و بنبغي له أن يتذكر (بدأ الإسلام غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء).
إن طريق الدعوة شاق و طويل و لكنه مثمر و سيعيد الناس إلى نهج الصراط خاصة مع إستخدام الحكمة و الصبر و التلطف مع الناس.
إلى اللقاء