المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدول والقبائل ما الفرق ؟!


عبدالكريم الخلايله
08-02-2010, 12:34 PM
الدول والقبائل ما الفرق ؟!



طرح : عبدالكريم أحمد الخلايله




عندما يتفكرُ الإنسان ُفي التنظيمات ِ الإجتماعية ِ يجد أن " العشائر " سبقت ِالدولَ والحكومات ِفي إيجاد" الضوابط ِ الإجتماعية " الهادفة إلى تسيير أمور الحياة من إقتصادية ٍ إلى إجتماعية ٍ إلى إدارية ............
فالمجتمعات العشائرية إتفقت على مجموعة ٍ من العادات ِ والتقاليد ِ والأعراف ِ كضوابط َ تحدد ُ مسيرة الحياة . وأما الدول ُ فقد إتفقت على إيجاد مجموعات ٍ من القوانين والأنظمة ِ والتعليمات لنفس ِ الهدف ، ولكن َّ الفرق هو في مدى الإلتزام بهذه الضوابط ِ ؛ إذ نجد العشائر تلتزم بما هو غير مكتوب ٍ ولكن َّ ضابطها الوحيد هو " كلمة الشرف " في حين أن الدول قد لا تلتزم بماهو مكتوب ٌ فهي لا تعرف ُ " كلمة الشرف " إنما تعرف تطبيق القوانين والأنظمة والتعليمات دون النظر إلى الجانب الآخر من أي مشكلة . ولكي أكون أكثر َ وضوحا ً فإنني سأطرح ُ بعضا ً من المقارنات ِ بين الدول والعشائر من حيث : ـ
ــــ الهدنة عند الدول مقابل العطوة عند العشائر : ماالفرق ُ تنظيميا ً ؟ وما الفرق من حيث الإلتزام ؟ أليست كلاهما إعطاء فترة ٍ زمنية ٍ لإيقاف الخلاف ِ أو الحرب ؟ إذن ماالفرق بينهما ؟ و من ناحية ٍ أخرى كم تلتزم الدول بـ " الهدنة " ؟ ولماذا يكثر ُ عدم ُ الإلتزام عند الدول بالهدنة ؟ وكم تلتزم العشائر بـ" العطوة " ؟ وأنا أرى أن الفرق هو في توفر " كلمة الشرف " عند العشائر ؛ فكلمة الشرف عند العشائر هي ضابط أخلاقي ٌ وإجتماعي ٌ يندر عندهم إختراقها ، في حين أن الدول َ تخترق الهدنة ولا تحرج ُ نفسها أو تحرج ُ غيرها في مثل هذا الإختراق ، لكن الإختراق ، إن حدث ، عند العشائر فهو مصيبة ٌ كبرى تـُحرج به نفسها وتحرج ُ غيرها وتتسبب ُ لنفسها وأفرادها بمواقف َ صعبة عند الأوساط العشائرية الأخرى ، فما الفرق إذن ؟ إن الفرق ، من وجهة ِ نظري ، يكمن في وجود كلمة الشرف عند العشائر ، ووجود النصوص الجامدة عند الدول !!!! فالجانب المعنوي عند العشائر يغلب ُ على تلك النصوص المكتوبة عند تلك الدول !

ــــ الصلح بين الدول والصلحة بين العشائر : ففي كلا التنظيمين العشائري والدولي يوجد مفهوم المصالحة ، إذ يعقد الطرفان المتحاربان عند التنظيمات الدولية معاهدة مصالحة ٍ يشرف ُ عليها طرف ٌ ثالث ٌ ، ويتم توقيعها بموجب القوانين والأنظمة الدولية المعمول بها !
ولكن ما مدى الإلتزام بهذه " الإتفاقيات ِ " المحفوظ ِ نسخة منها في الأمم المتحدة ؟ ألم تحدث إختراقات ٌ من هذه الدولة ٍ أو تلك الدولة ؟
في حين نرى أن العشيرتين المتنازعتين تعقد " الصلحة " بإشراف ِ عشيرة ٍ أخرى ويتم إبرام " الصلحة " بموجب صك الصلح المتعارف عليه وبشهادة الشهود مع وجود كفيل للدفا وكفيل ٍ للوفا ، ثم يعود الوئام ُ بدل َ الخصام ِ ، ونجد ُ أن العشائر تبقى على الوفاء والإلتزام بما تم الإتفاق عليه في " الصلحة " ولا يمكن بأي ِّ حال ٍ من الأحوال ِ إختراق صك ِّ الصلحة ، إذن ما الفرق بينهما ؟ إنني أرى أن الفرق َ هو مدى توفر ِ كلمة الشرف ِ عند العشائر وعدم توفرها عند الدول .

ـــ القضاء : في الدول كتنظيمات ٍ إجتماعية ٍ مجموعة ٌ من القوانين والأنظمة ِ والتعليمات ِ واللوائح ، تحتكم ُ إليها عند حصول ِ اي ِّ نزاع ٍ ، ويحكم ُ القاضي بين الطرفين من خلال تلك النصوص ! لكنه لم يسع َ هو أو غيره بـــ " إصلاح ِ ذات البين " بين المتنازعين ، في حين نجد أن العشائر تحتكم ُ عند قاض ٍ يقوم بتقبـُّل طروحات كل ِّ طرف ٍ ويستمع إلى " حـُجته " ويبحث ُ عن الأدلة ِ والبراهين ثم يـُصدر ُ حكمه ُ بما يرضي الطرف َ الآخر ، وعندها تقوم ُ عشيرة ٌ أخرى بإجراء الزيارات ِ اللازمة بين الطرفين والإتفاق على الإلتقاء بينهما ، حيث تـُعد ُّ الولائم لكي يتشارك َ الطرفان في تناول الأكل معا ً مما يؤدي إلى كسر ِ الحواجز فتطيب النفوس . إذن ما الفرق بين التنظيمات العشائرية والتنظيمات ِ الدولية ،وهنا أرى أن العشائر تتعامل مع البـُعد الإنساني في إصلاح ِ ذات ِ البين ِ بين المتنازعين ، بينما لا نجد هذا البعد َ عند الدول . كما أن الدول تبقى متقوقعة ً على القوانين ِ والأنظمة الدولية ، بينما تجد العشائر تأخذ من" كلمة الشرف " منطلقا ً ومنهاجا ً في التعامل مع النزاعات لكي تحـل َّ المشكلة َ من جذورها .

*** وليس هذا فحسب ...

إطلق لتفكيرك َ العنان في المقارنة والتحليل لما يحصل عند الدول وعند العشائر ......... واستنتج يارعاك َ الله ُ .

ابو نايف
08-02-2010, 02:16 PM
استاذي الكريم
احييك على هذا الموضوع الاكثر من رائع
ان امعنا النظر الي البعيد لوجدنا ان الدول تكونت من العشائر او من القبائل
وقد استنتجت الدول قوانينها واحكامها من قوانين العشائر او القبائل
ولكن نجد ان الدول ادخلت تعديلات على تلك القوانين وجعلتها دستور تحتكم اليه
اما العشائر او القبائل لازالت تلتزم بتلك القوانين التى اوجدتها القبيله .
ونلاحظ ان تلك القوانين عند العشيره دائم ما نجدها هي كلمة الشرف
ويلتزم بها شيخ القبيله .
كما اننا نلاحظ ان القضاء في النزاع يطول عن الدول وقد يستغرق سنين
بينما عند القبائل يتم الفصل فيه باسرع وقت .
هذه راى.

الفيصل
08-02-2010, 04:03 PM
تقوم العلاقات الاجتماعية والسياسية بين العشائر وبين الدولة
على أساس عقد اجتماعي حر،
تتحدد بموجبه حقوقهم وواجباتهم والقوانين والشرائع التي تنظم وجودهم الاجتماعي وسلوكهم السياسي والاقتصادي.
فهو إذا مجتمع الأفراد الأحرار المتساوون أمام القانون،
وهو مجتمع تسوده قيم ومعايير القبول بالآخر وتعدد الآراء والأفكار،
وحل الصراعات والخلافات قانونيا.
أما في المجتمعات الأهلية (مثل المجتمعات العشائرية والطائفية) يكون الفرد مندمج اندماجاً عضوياً في عشيرته أو طائفته وانتماؤه إليها قسري،
فلا يملك حق نقدها أو مخالفتها،
وكل خروج على أعرافها يضعه في خانة التكفير والعصيان،
فالقيم والمعايير والأعراف والأنظمة مفروضة فرضاً،
لا خيار في قبولها أو رفضها.
ولا تعترف العشيرة بالفرد وحريته (الحرية الشخصية)،
ولا تُراعى المساواة بين أعضائها، فهي قائمة على مراتبية طبقية.
وانا حقيقه ضد من قال ان
العشائرية قد تكون عقبة في تحقيق الدولة القومية الحديثة القائمة على الانصهار الثقافي وتطوير مؤسساتها

ساحر القلوب
11-02-2010, 03:08 PM
يعطيك العافيه

هل تقصد أن الدول لا تستحق الهيمنة والسيطرة بسبب اعتمادها على القوانين وعدم التزامها بالشرف والهدنة وما الى ذلك ؟

اذا فلماذا كانت الدول هي المسيطرة ؟

ومما تتكون هذه الدول ؟

وما الذي جعل العشائر تسقط امام الدول ؟

تساؤلات كثيرة ارجو الاجابة عليها مشكورا

عبدالكريم الخلايله
11-02-2010, 04:23 PM
ساحر القلوب


* ليس في مقالتي مايشير إلى ماذهبت َ إليه ، فأنا هنا لا أبحث عن المفاضلة بل إلى المقارنة حسب التطور التنظيمي للحياة

* أنا أتحدث عن التكوينات الإجتماعية الناظمة للحياة ومدى توفر عناصرها

* إذا كان للدول قوانين وأنظمة فللعشائر عادات ٌ وتقاليد ٌ وأعراف ٌ تسير عليها

** أشكرك َ جزيلاً على مداخلتك الرائعة التي تنحو بإتجاه المناقشة والحوار وهذا ما يسعدني كثيرا ً

*** تقبل مني وافر التقدير والإحترام

عاشق الجنان
12-02-2010, 04:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشكر أخي العزيز
موضوع في قمة الروعه
والفائدة بارك الله فيك

عبدالكريم الخلايله
15-02-2010, 09:45 PM
عاشق الجنان يحفظك الله ُ

لك مني جزيل الشكر وفائق الإحترام ، فمتابعاتك وتواصلك موضع التقدير من لدنا

ابو سعود
20-02-2010, 06:08 PM
موضوع قيم يستحق المشاركة والتعليق

لاشك ان البون شاسع في المقارنات بين الدول والقبائل
وسأتناول مداخلتي من جانب واحد وهو المصلحة المراد تحقيقها من المعاهدة

واتحدث خاصة عن المجتمع الاسلامي كوننا نعيش فيه

من حيث المعاهدات فهي مستنبطة من الكتاب والسنة والعرف السائد بين القبائل وكما قيل "العادة محكمة"

وحينما تتعاهد او تتحالف قبيلة - مع او ضد - الاخرى فهي ناشئة من اعتقادات وقيم متأصلة في نفوس افراد القبائل
فما يُحكم به عليك اليوم سُيحكم به عليك في المستقبل فالامور دِول

والقبائل محدودة الصلاحيات والحدود وافرادها قلة واتجاهات القبيلة الفكرية والدينية والثقافية والاجتماعية محدودة

فهذا قد يعد من الحكم الذاتي على افراد معينين والذي يخترق العادات والعوائد والاعراف يعتبر طعنا وخرقا في مروءة القبيلة او الاسرة فيخشى مايخشاه فماله الا التسليم بالامر الواقع وهذا دافع قوي للعمل بالاتفاق

بالنسبة للدول لا يحكمها دين او عرف او اخلاق ونحوه بل تحكمها المصلحة ,والمصلحة فقط
ومتى ماكانت المعاهدة في مصلحة الاقوى تم العمل بها الى حين

فهناك الثقافة والدين والمال والفكر تتحكم كل جزئية بحد ذاتها في المعاهدة فما بالك لو اجتمعت

ولا شك ان المصالح المراد تحقيقها من وراء المصالحة او المعاهدة - المؤقتة - تتحقق وبعد تحقق ولو جزء يسير منها لكانت كافية للدخول في صراع جديد لتحقيق مآرب اخرى ولتكن خطة لتحقيق معاهدة جديدة فتكون بمثابة استراحة محارب ليعَد عُدته من جديد باسلوب ملتو وسينجح كما نجح مسبقا

خذ مثلا اليهود حينما احتلوا فلسطين لم يكونوا ليحلموا بذلك ابدا وبدأت التصعيدات من الجانبين وتدخلت كثير من القوى السياسية لفرض هيمنتها الى ان تمت المعاهدة بين اليهود والفلسطينيين ومن طبع اليهود الخيانة
فنقضوا العهد الى ان تم الاعتراف بهم فوقعوا معاهدة اخرى ثم نقضت واصبح الفلسطينيون هم الذين يطالبون بجزء من الوطن ليعيشوا وهذا مثال لمعاهدات الدول اذ لم يحكمها سوى المصلحة فقط والهيمنة والسيطرة

اذا يمكن ان الخص مداخلتي في : ان المعاهدات بين الدول ليست لمصلحة الطرفين وانما لمصلحة الطرف الاقوى
اذ ان قانون الغاب مطبق بين الدول ومتى لم تعجب به فهنا حق النقض الفيتو لو اجمعت الدول على خلاف مصلحة الجانب الاقوى وهو قانون التمرد على الجانب الاخلاقي

بينما في القبائل تحكمها المصلحة العامة لجميع الاطراف ويحكمها الدين والعرف والعادة والمروؤة والشرف

عبدالكريم الخلايله
21-02-2010, 08:34 PM
الأخ " أبو سعود " يحفظك الله ُ

* بمزيد ٍ من السرور والغبطة طالعت ُ ماكتبت َ من آراء ٍ غاية ً في الروعة

* أشكرك جزيلا ً على مساهمتك الإثرائية المرتكزة على التحليل والتفكير السليم

* تقبل مني فائق التقدير وبالغ الإحترام

عبدالكريم الخلايله
25-03-2010, 03:58 PM
الأخ أبونايف يحفظك الله ُ

* أعتذر عن التأخر في الرد

* نعم ياسيدي الأساس في التكوينات الدُّولية هو القبائل

* نحترم القبائل ونحترم الدول طالما تتمشى مع القواعد الإنسانية والأخلاقية دون تمييز عنصري ٍ او طائفي

*** أشكرك أخي أبو نايف ولك َ مني فائق التقدير والإحترام

عبدالكريم الخلايله
10-06-2011, 09:27 PM
الأخ الفيصل يحفظك الله ُ

* أعجبتني كثيرا ً مداخلتك الرائعة ، فالقوانين عند الدول هي التي تنظم ُ العلاقات بينها وبحسب المصلحة دون مراعاة للعلاقات الإنسانية .......... بينما في العشائر فإن العادات والتقاليد والأعراف هي التي تحدد ُ وتنظم العلاقات بين العشائر مع ضرورة مراعاة العلاقات الإنسانية ......... فمثلا ً الدول تتحارب وتتقاتل وتتصالح بهدنة أو إتفاقية ثم نجد بعضها يخالف ما تم الإتفاق عليه دون التأثر بالإتفاقيات / في حين أن العشائر تلتزم بما تم الإتفاق عليه وأن أية مخالفة سيكون لها تبـِعات خطيرة .

* أشكرك جزيلا ً ولك َ مني أطيب َ تحية

لورانـــــس
11-06-2011, 02:22 AM
http://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/69.gif

عبدالكريم الخلايله
28-01-2013, 09:47 PM
الأخ الفيصل يحفظك الله


أشكرك جزيلا ً على مداخلتك الطيبه

لك مني أطيب َ تحيه