المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأحلام والرؤى


ابو نايف
11-11-2007, 06:41 PM
التعامل الشرعي مع الأحلام

سار علماء الشريعة وأئمتها على منهج النبوة في تعاملهم مع الأحلام، ووقفوا على الرؤى بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه،
فالرؤيا الصالحة الصادقة حق من عند الله، منها المبشرة ومنها المنذرة،
روى مالك في الموطأ وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((ذهبت النبوة وبقيت المبشرات))، قيل: وما المبشرات؟ قال: ((الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرى له))
والتبشير هنا يحتمل التبشير بالخير والتبشير بالشر كما قال الله تعالى عن الكفار في سورة آل عمران:
( فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ). والرؤيا في المنظور الشرعي هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)) الحديث رواه البخاري ومسلم

التعلق بالأحلام والمحاذير التي يقع فيها العوام

راجت في عالمنـا الإسـلامي تجارة الأحلام و تفسيرهـا .. شُغف الناس بحب معرفة الأمور الغيبية، و أصبحت شغل الناس الشاغل في المجالس والصحف والقنوات التلفزيونية ..

و يعود هذا الرواج إلى أمرين أولهمـا : ضعف الإيمان والتوكل على الله والتعلق بالغيبيات لحل ما يعانيه الفرد في حياته ..

والثاني : الضغوط التي يعاني منهـا كثير من الناس في حياتهم ، و تضطرهم إلى التعلق بما يخلصهم منهـا و يزين لهم مستقبلهم ..

فيعيشون على أمل رأوه في رؤيا أو حلم ، و يطيلون الانتظار لما قد لا يأتي ..

أو يسعدون كثيراً بجميل أحلامهم و يغترون بهـا ورؤيا المؤمن بشرى من الله تسر الرائي ولا تغرّه، كما قال الإمام أحمد.

وهي لا تسوغ اعتقاد رائيهـا بأنه أفضل من غيره لأنه رآها ، ولا أن من لم ير رؤيا حسنة دون منه و أنه دليل نقص أو سوء فيه ..

فالأحلام لا تعطي لأحد ميزة على أحد ..



وإن الرائي لحال كثير من الناس اليوم يرى أخطاء فادحة تجاه الرؤى وجهلاً ذريعاً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك، لذا فهذه تنبيهات على بعض أخطاء الناس في ذلك.

أولاً: انشغال الناس بهذه الرؤى وتقديسها، وصرف الأوقات الكثيرة في تذاكرها والسؤال عنها، ولو سألت كثيرين من أولئك عن صلواتهم وبعض أحكام دينهم لرأيت ما يحزنك، ولا أدل على ذلك من واقع الناس اليوم، انظر إلى مجالس المعبرين ولقاءاتهم كم يحضرها، ومجالس تعلم أحكام الشرع والدين، ألا فاقدروا للأمر قدره فلا إفراط ولا تفريط.

ثانياً: إقامة المجالس واللقاءات الطويلة في تعبير الرؤى، مما زاد في إشغال الناس بهذا أكثر وأكثر، ويتبجح بعضهم بما جاء في صحيح مسلم من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كثيراً ما يسأل أصحابه بعد الفجر: ((من رأى منكم رؤيا؟))، فيجاب عن هذا بأن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يقاس عليه غيره، وكان في طور تنزّل الوحي، ومن ثم فإنه لم يثبت عن أحدٍ من الصحابة كالخلفاء الأربعة ولا من بعدهم أنهم كانوا يقيمون المجالس من أجل تعبير الرؤى، لا سيما أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بأنه عارف بتعبير الرؤى.
ثالثاً: من الأخطاء في الرؤيا خطورة الكذب فيها، ففيه إثم عظيم، أخرج البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تحلم بحلم لم يره كلَّف ـ أي: يوم القيامة ـ أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل))، قال الإمام الطبري رحمه الله: "الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه ما لم يره".

رابعاً: بعض الناس إذا رأى رؤيا لم يترك أحدًا إلا وقد سأله عنها، وقد يسأل أحياناً جهالاً لا يفقهون فيها شيئاً. تفسير الرؤى ـ يا رعاكم الله ـ علم ليس لأي أحدٍ أن يتكلّم فيه، سئل الإمام مالك رحمه الله: أيعبر الرؤيا كل أحد؟ فقال مالك: أبِالنبوة يُلعب؟! والنبي صلى الله عليه وسلم يقـول: ((إذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً)) أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وهنا تعلم خطورة نصب الإنسان نفسه مفتياً في الرؤى، يتكلم بتخمينه وظنونه، فأينه من قول الله: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً} [الإسراء:36]؟!

خامساً: يخطئ بعض الناس في اقتنائه لكتب الرؤى والاعتماد عليها، فكلما رأى في منامه شيئاً فتح كتابه، ألا فليعلم أن الرؤى يعبرها أهل العلم باعتبارات مختلفة، وقد تكون الرؤيا واحدة لشخصين لكن التأويل مختلف. جاء رجلٌ صالح لابن سيرين فقال: رأيت أني أؤذن في المنام، فعبرها له بأنه سيحج لقوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [الحج:27]، وجاء بعده آخر رأى أنه يؤذن في المنام، فعبرها له بأنه يسرق لقوله تعالى: {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} [يوسف:70].
سادساً: تنتشر بين الفينة والأخرى ورقةٌ مذكور فيها رؤيا للرجل الصالح أحمد خادم الحجرة النبوية، وفيها بعض الوصايا، وكذلك ورقة أخرى أن فتاة رأت في المنام أمَ المؤمنين زينب أو بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة تأمرها بأن تقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] كذا مرة وسيحصل لها كذا وكذا، وكل هذه خزعبلات وأكاذيب لا تنشر إلا عند الجهلاء، وقد نبهت عليها اللجنة الدائمة، وتكلم عنها الشيخ ابن باز رحمه الله في إيضاح قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، ألا فليُعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مات إلا والدين قد كمل، وأن أيّ مدّعٍ يدعي أنه اكتشف سنة عبر منام فهو كاذب، فليس هناك سنة إلا وقد بينها صلى الله عليه وسلم ، وانتهى التشريع بموته.

ابو انس
11-11-2007, 11:42 PM
من علامات الساعه كثره الفتن

علي الميموني
12-11-2007, 02:49 AM
بارك الله فيك واثابك

ااالمساااافر
22-06-2008, 11:48 AM
بعد التحية:
مشكور يا أبا نايف على ماتقدمه
ودمــــــــــنم،،