المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يحكى أن (34)


همام
20-11-2015, 08:38 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يحكى أن مسلمة بن عبدالملك حاصر حصناً واستعصى على المسلمين فتحه خلال الفتوحات الإسلامية ، فندب الناس -أي أرشدهم ودلهم- إلى نَقْب منه، لعل أحدًا منهم يدخل منه ويقاتل في الداخل ويفتح أبواب الحصن للمسلمين، فما دخله أحد فجاء رجل من عُرض الجيش، فدخله ففتحه الله عليهم: فنادى مسلمة: "أين صاحب النِّقب؟" فما جاء أحد. فنادى: "إني قد أمرت الآذن بإدخاله ساعة يأتي، فعزمت عليه إلا جاء"؛ فجاء رجل فقال: "استأذن لي على الأمير". فقال له: "أنت صاحب النِّقب؟" قال: "أنا أخبركم عنه"، فأتى مسلمة فأخبره عنه، فأذن له، فقال: "إن صاحب النِّقب يأخذ عليكم ثلاثاً: ألا تُسَوِّدُوا اسمه في صحيفة إلى الخليفة، ولا تأمروا له بشيء، ولا تسألوه: ممن هو؟" قال مسلمة: "فذاك له"، قال: "أنا هو". فكان مسلمة لا يصلي بعدها إلا قال: "اللهم أجعلني مع صاحب النقِّب".
هكذا خلد التاريخ ذكر مسلمة في الفاتحين، ومع ذلك يدعو بعد كل صلاة أن يحشره الله مع صاحب النقب الذي كان سببًا في فتح الحصن، ولم يعرف التاريخ اسمه ولا قبيلته -وما ضره ذلك.
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم" إنَّ اللهَ يحبُّ العبدَ التَّقيَّ ، الغنيَّ ، الخفيَّ " رواه مسلم. حب الظهور و مدح الناس جبلة في الإنسان لا ينكرها أحد و عندما يتنازل الإنسان عن حب الظهور فإنما يتنازل عن ذلك طلبا في ما هو أعلى منه و هو نيل الأجر من الله. ينبغي للإنسان أن يجتهد في أن تكون معاملاته مع الله وحده فالتجارة معه لا تخسر ابدا و ينبغي لمن كان يرائي الناس أن لا يتعب نفسه. قد تختلف درجات حب الظهور فتصبح مرضا فمنهم من لو تصدق بريال لود ان يعلم الناس كلهم بذلك و ليس الامر محصورا في الصدقة وحدها. أتى الرسول يزف بشرى النصر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخذ يسأل عن قتلى المسلمين فاخبره الرسول و قال قتل فلان و قتل فلان و فلان و أناس لا يعرفهم أمير المؤمنين فبكى عمر رضي الله عنه بكاء شديدا و قال : و ما ضرهم ان لا يعرفهم عمر ما دام الله يعرفهم.
البعض لا يريد أن يقدم شيئا إلا أن يكون في المقدمة و الإدارة النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( طوبى لعبدٍ آخذٍ بعنانِ فرسِهِ في سبيلِ اللهِ ، أشعثَ رأسُهُ ، مغبرَّةً قدماهُ ، إن كان في الحراسةِ كان في الحراسةِ ، وإن كان في الساقةِ كان في الساقةِ ، إن استأذنَ لم يُؤْذَنْ لهُ ، وإن شَفَعَ لم يُشَفَّعْ) رواه البخاري.
اللهم اجعلنا من الأتقياء الأغنياء الأخفياء.
إلى اللقاء.

محمد صالح
20-11-2015, 02:27 PM
طرح مميز ...
جزاك الله خيرا الاخ الكريم

نادرة الوجود
03-12-2015, 01:46 PM
إنتقاء ثري بالذائقه
سلمت ودام رقي ذوقك
بإنتظار القادم بشوق
كل الود لروحك

عاشق ديرتي
05-12-2015, 02:44 AM
موضوع رائع وشيق
وكنت من المتابعين لهذا الموضوع
ولكن لا اعلم سبب انقطاعك يا ابو همام
لك جل احترامي وتقديري

همام
09-12-2015, 09:56 PM
أشكركم جميعا على لطف متابعتكم
أخي الغالي عاشق ديرتي
أعترف بالتقصير لكن الصوارف كثيرة و نحاول جهدنا لعل الله أن يحسن لنا النية و ينفعنا جميعا بما نكتب و نقرأ.

ملامح خجوله
12-12-2015, 01:33 PM
دمت متألق أخى العزيز
ومن تميز لأميز
تقبل أرق التحايا كرقتك
وأستمر وأنتَ مبدع دائماً