المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يحكى أن (35)


همام
20-12-2015, 09:09 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يحكى أن ثلاثة شباب تعطلت سيارتهم وهم على الطريق السريع و لم يكن له حواف جانبية، فقرروا أن يدفعوها إلى المحطة التي تبعد مائة و خمسين مترا و لكنهم اختلفوا في المكان الأفضل الذي يدفعونها منه. قال الأول: ندفعها من منتصف المؤخرة فنبذل قوة أقل و دفع جيد، فعارضه الثاني: لكن هذا المكان خطير فقد تاتي سيارة فتدعسنا و لا يكون هناك مجال للهرب، أرى أن ندفعها من الخلف لكن من الزاوية الخارجية لكي يكون هناك مجال للهرب، فصاح الثالث: و هل تظن أنك في منأى عن السيارات عندما تكون في الزاوية، أنا أرى أن نفتح نافذة الباب الأيمن و ندفعها من هناك فهو أبعد عن المؤخرة و خطرها. لم يتفق الجميع على رأي واحد، فاتفقوا على أن يدفع كل واحد منهم السيارة خمسين مترا بالتناوب. دفع الأول السيارة من الخلف حتى أكمل حصته، ثم تولى الثاني الدفع من الزاوية الخلفية فاستطاع أن يدفعها لكنه أحتاج إلى بذل قوة أكبر لأن إتجاه القوة لم يكن متوازيا مع إتجاه الحركة بل كان بمحور مائل،ثم جاء دور الثالث الذي سيدفع من النافذة اليمنى فأوصلها إلى المحطة و لكنه بذل قوة أكثر من الثاني لأن درجة ميل إتجاه القوة عنده عن محور إتجاه السيارة كان أكبر من الثاني إلا أنه في النهاية أنهى مهمته.
لو قدر لأحدنا أن يكون حكما بينهم لقلنا أن الذي دفع من وسط المؤخرة هو الصواب إلا أننا لا نستطيع أن نحكم بأن الآخرين كانوا مخطئين لأنه كان لديهم ظروف تجعلهم يختارون الأقل صوابا، رغم اعترافهم بالصواب الكامل لو كانت الظروف مواتية.
الصواب قد يتجزأ، و تطبيق قاعدة إما الكل أو لا شيء يؤدي إلى نتائج سيئة في جوانب الحياة كلها و قد غاب ذلك مؤقتا عن عمر رضي الله عنه عند صلح الحديبية فقد كان يناقش النبي صلى الله عليه و سلم بقوله: ألسنا على الحق؟!!!! فلم نعطي الدنية من ديننا؟ و لكن الرسول صلى الله عليه و سلم قال بثبات: يا عمر، إني رسول الله و لا أعصيه.
لقد طبق بوش الأحمق قاعدة من لم يكن معنا فهو ضدنا، فجر ويلات على العالم و ليس على المسلمين فقط نحتاج إلى مدة طويلة لحلها. لقد طبق العرب مفهوم أن الصواب الكامل قد لا يمكن الحصول عليه فيكتفى بما هو دونه فقالوا: ما يدرك كله لا يترك جله.
لنرى بعض الأمثلة على نتائج الإصرار على الحلول الجذرية و ما تؤدي إليه.
رجلان يكرهان التدخين، و لا يسمحان بدخوله إلى بيتيهما فابتليا بولدين يدخنان، فأما الأول فلم يتمالك نفسه و قال لإبنه: إما أن تترك التدخين او تخرج من بيتي، فلعبت المراهقة بعقل الصبي و خرج من البيت، فوقع في يد عصابة أدخلته في دهاليز المخدرات و الرذيلة و الترويج فكانت نهايته السجن. أما الآخر فتمالك نفسه و أخذ ينصح إبنه و يدعو له و بعد خمس سنوات من المعاناة ثاب الشاب إلى رشده و ترك التدخين و نجح في بناء مستقبله.
إكتشف تاجران أن عامليهما الماهرين في العمل يسرقانهما و لكن ذلك لم يؤثر كثيرا على الأداء العام. أما الأول فقد استشاط غضبا و طرد العامل، و لأنه كان الملم بالعمل خلال سنوات فقد عجز أن يجد له بديلا مناسبا و تأثرت تجارته و بعد أشهر من المقاومة أغلق محله بسبب خسارته. أما الآخر فقام برفع راتب العامل و أرسل إليه بطريقة غير مباشرة من يذكره بالله و قام بتركيب كاميرات مراقبة في المحل لكي يشعر أنه تحت المراقبة، فاستمرت التجارة و خفت سرقة العامل.
جاء مريضان في الخمسينيات من العمر إلى جراحي مخ و أعصاب و تم تشخيصهما على وجود ورم خبيث في عمق الدماغ. قرر الجراح الأول استئصال الورم بالكامل، إلا أن هذا الاستئصال أدى إلى إتلاف مراكز حيوية هامة نتج عنه شلل تام و فقدان للإحساس الخارجي فكان يغذى عن طريق الأنبوب و يعتني به ابناؤه على هذه الحياة الشبيهة بالموت فعاش بعدها عشرين سنة. إختار الجراح الآخر أن يستأصل الجزء الكبير من الورم، و ترك الجزء الذي قد يؤدي إلى تلف كبير و أعطى المريض جرعات أشعة فعاش المريض حياة شبه طبيعية مدة عشر سنوات زوج خلالها أربعة من أبنائه، و كان خلال هذه الفترة يعتمد على نفسه في كل شيء، إلا أنه عاد الورم إليه بعد عشر سنوات لأنه لم يستأصل بالكامل فمات منه.
كلنا يحب الحلول الجذرية، و لا يتنازل عن الصواب لكن في الامثلة الثلاثة السابقة كانت الحلول الجذرية كارثية. إن إستعمال الحكمة و القبول ببعض الصواب إذا كان الصواب الكامل غير ممكن هو الأجدر بالعاقل فينبغي عدم إغفال ذلك.
إلى اللقاء.

ابو نايف
20-12-2015, 01:57 PM
في أي مشكلة تواجه الإنسان بعد أن يحدّد السبب الرئيسي للمشكلة.
يبدأ بوضع فرضيّات أي تخمينات وحلول قد يقوم بفعلها .
فيقوم برصد مجموعة من الحلول لاختيار الأنسب،
وفي هذه الخطوة عليه العناية الشديدة فعليه ,
أن يبحث عن طرق ووسائل متعددة قد تساعده في التخلص من المشكلة.
ويُحكّم عقلة تارة ويُحكم قلبه تارة أخرى ليرى إجابة كل واحد منهم،
ويحدد أيّهما أنسب للتعامل مع المشكلة وحاول أن تجد حلاً منصفاً يتناسب مع قلبك وعقلك،
في عملية وضع الفرضيات عليك أن تتخيل الإيجابيات والسلبيات,
التي ستعود عليك عند اختيار إحدى الحلول التي قمت بوضعها،
وبعد حساب الإيجابيات السلبيات عليك باختبار الحل الذي يعود عليك بأكثر الإيجابيات وأقل السلبيات

محمد صالح
21-12-2015, 08:38 AM
بارك الله فيكم اخوانى الافاضل على الطرح ...

ام هاجر
23-12-2015, 12:58 AM
عندنا مثل بالدارجة المغربية يقول
اللي بغاها كلها يخليها كلها.
بمعنى أن من أحب أن يأخذ كل شيء لا ينال شيئا.

فعلا أحيانا كثيرا نبحث عن الحل الكامل ولا نرضى بالنواقص فلا ننال ماتريد والمشاكل في ازدياد .فتذكرة جميلة أستاذ همام شكرا لك.

كما اتفق تماما مع أستاذ أبو نايف في اختيار الحل الذي يعود علينا بأكثر الإيجابيات .

فجزاكم الله خيرا
كلمات ترفع الهمم

نادرة الوجود
23-12-2015, 01:23 PM
ساكتفى بالمرور على صفحتك اخي العزيز
دون رد او تعقيب فربما تكون شهادتي مجروحه
تقبل منى اجمل تحيه واجمل تقدير

لمسات عاشقه
25-12-2015, 12:58 PM
لا جديد سوى رائحة التميز
تثور من هنا ومن خلال هذا الطرح
الجميل والمتميز ورقي الذائقه
في استقطاب ما هو جميل ومتميز

طيف
20-02-2016, 01:45 PM
http://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/108.gif

عاشق ديرتي
26-02-2016, 02:08 PM
http://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/86.gif