همام
16-05-2010, 11:25 AM
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على هادي البشرية
ليس هذا فصلا من قصة خيالية، و ليست أيضا بالغرق الذي يفزع له كل الناس، لكنه غرق من نوع آخر لا يفطن له إلا من تبصر بالأمور، و عرف ما هو مأزور عليه و ما هو مأجور. إنه الغرق في الحضارة و التمدن.
الحضارة حلوة خضرة، و هي نتاج طبيعي لتطور الإنسان، و تجعل حياة الإنسان- كما هي دعايات شركة الاتصالات- أسهل، لكن السؤال المهم، هل تجعله أسعد؟ و هل تجعله إلى خالقه أقرب؟
الحضارة و التمدن مثل الدواء الفعال، لكن كل دواء له آثاره الجانبية، و الطبيب الحاذق هو الذي يعرف كيف يستخدم الدواء بدون ظهور آثاره الجانبية.
كانت القرية- و لازالت الى حد ما- تحتفظ ببعض القيم و العادات التي تجعل لأهلها مناعة من آثار الحضارة الجانبية، مع الإستفادة من معطياتها المفيدة في حياتنا. إن هذه الخصوصية للقرية جعلت ابنائها يتعودون على الجدية في السابق مما أخرج فئة ناجحة منهم. السؤال، هل تغيرت مفاهيم أهل القرية؟ و هل أثرت فيهم الحضارة سلبا, سواء من كان يعيش فيها الآن و من هو في المدن؟ للأسف، الإجابة: نعم.
سأضرب أمثلة لتتضح الفكرة لأن الأمثلة تقرب دائما. عندما بدأ الغزو الفضائي كان الناس يعولون على العادات و الغيرة و الحمية و أنها ستكون سدا قويا لدخول هذه الأطباق بيوتنا في القرية، و سرعان ما أثبت هذا الخط الدفاعي فشله و أصبحت الأطباق في كل بيت الا من كان لديه دين و غيرة على محارمه.
انفتح أبناء القرية و بناتها على الدنيا فرأوا تقليعات الموضات و صرخات الموديلات فأصبحوا يلهثون وراءها حتى أنك تستحي أن تنظر الى بعضهم -أو بعضهن- و هي في جانب البنات و النساء أكثر، لأنهن مجبولات على حب الزينة و التقليد حتى لو كان في ذلك هلكة.
انطلقت الشبكة العنكبوتية بما فيها من مفيد و مضر فلم نكن أحسن حظا من غيرنا. لم يستفد كثير من شبابنا و شاباتنا منها كما ينبغي بل تعلموا الشات و المواقع المضرة.
اندثرت بعض العادات الجميلة في حياة ابنائنا مثل الترحيب بالضيف و خدمة الاهل و النجدة و شتى مظاهر الرجولة و أصبحت ترى شبابا خاملا تجده في المجلس لا يأبه بشيء الا بمشاركة مقاطع الجوالات و تركوا التعلم من كبار السن و إدارتهم للأمور و ما علموا أنهم سيفقدونهم قريبا و يفقدون فرصة التعلم منهم و هذا سينعكس على ابناءهم.
لا أريد أن أكون متشائما، لكنها مظاهر لم تعجبني و لم أكن أتوقعها من ابناء قريتي الذين لازالوا يعيشون في القرية أو يعيشون في المدن. رسالتي أيها الأخوة أننا كأبناء للقرية لنا خصوصيتنا و مناعتنا ضد إفرازات الحضارة و باستطاعتنا الاستفادة منها دون الغرق في وحلها. نستطيع أن نقتني أحسن الأجهزة و لا نستخدمها في ما يغضب الله، و نستطيع أن نلبس أحسن اللباس مع البعد عن التعري و التقليعات. يجب أن نحتفظ بمظاهر الرجولة و البعد عن التنعم. إننا نستطيع أن نبقى متميزين إذا أردنا.
دمتم بخير
ليس هذا فصلا من قصة خيالية، و ليست أيضا بالغرق الذي يفزع له كل الناس، لكنه غرق من نوع آخر لا يفطن له إلا من تبصر بالأمور، و عرف ما هو مأزور عليه و ما هو مأجور. إنه الغرق في الحضارة و التمدن.
الحضارة حلوة خضرة، و هي نتاج طبيعي لتطور الإنسان، و تجعل حياة الإنسان- كما هي دعايات شركة الاتصالات- أسهل، لكن السؤال المهم، هل تجعله أسعد؟ و هل تجعله إلى خالقه أقرب؟
الحضارة و التمدن مثل الدواء الفعال، لكن كل دواء له آثاره الجانبية، و الطبيب الحاذق هو الذي يعرف كيف يستخدم الدواء بدون ظهور آثاره الجانبية.
كانت القرية- و لازالت الى حد ما- تحتفظ ببعض القيم و العادات التي تجعل لأهلها مناعة من آثار الحضارة الجانبية، مع الإستفادة من معطياتها المفيدة في حياتنا. إن هذه الخصوصية للقرية جعلت ابنائها يتعودون على الجدية في السابق مما أخرج فئة ناجحة منهم. السؤال، هل تغيرت مفاهيم أهل القرية؟ و هل أثرت فيهم الحضارة سلبا, سواء من كان يعيش فيها الآن و من هو في المدن؟ للأسف، الإجابة: نعم.
سأضرب أمثلة لتتضح الفكرة لأن الأمثلة تقرب دائما. عندما بدأ الغزو الفضائي كان الناس يعولون على العادات و الغيرة و الحمية و أنها ستكون سدا قويا لدخول هذه الأطباق بيوتنا في القرية، و سرعان ما أثبت هذا الخط الدفاعي فشله و أصبحت الأطباق في كل بيت الا من كان لديه دين و غيرة على محارمه.
انفتح أبناء القرية و بناتها على الدنيا فرأوا تقليعات الموضات و صرخات الموديلات فأصبحوا يلهثون وراءها حتى أنك تستحي أن تنظر الى بعضهم -أو بعضهن- و هي في جانب البنات و النساء أكثر، لأنهن مجبولات على حب الزينة و التقليد حتى لو كان في ذلك هلكة.
انطلقت الشبكة العنكبوتية بما فيها من مفيد و مضر فلم نكن أحسن حظا من غيرنا. لم يستفد كثير من شبابنا و شاباتنا منها كما ينبغي بل تعلموا الشات و المواقع المضرة.
اندثرت بعض العادات الجميلة في حياة ابنائنا مثل الترحيب بالضيف و خدمة الاهل و النجدة و شتى مظاهر الرجولة و أصبحت ترى شبابا خاملا تجده في المجلس لا يأبه بشيء الا بمشاركة مقاطع الجوالات و تركوا التعلم من كبار السن و إدارتهم للأمور و ما علموا أنهم سيفقدونهم قريبا و يفقدون فرصة التعلم منهم و هذا سينعكس على ابناءهم.
لا أريد أن أكون متشائما، لكنها مظاهر لم تعجبني و لم أكن أتوقعها من ابناء قريتي الذين لازالوا يعيشون في القرية أو يعيشون في المدن. رسالتي أيها الأخوة أننا كأبناء للقرية لنا خصوصيتنا و مناعتنا ضد إفرازات الحضارة و باستطاعتنا الاستفادة منها دون الغرق في وحلها. نستطيع أن نقتني أحسن الأجهزة و لا نستخدمها في ما يغضب الله، و نستطيع أن نلبس أحسن اللباس مع البعد عن التعري و التقليعات. يجب أن نحتفظ بمظاهر الرجولة و البعد عن التنعم. إننا نستطيع أن نبقى متميزين إذا أردنا.
دمتم بخير