همام
24-05-2010, 03:14 PM
كثير من القصائد لها قصة، و معرفة القصة يزيد القصيدة جمالا، و لأنني أحب المواضيع المترابطة فسأبدأ باذن الله سلسلة ذكر قصائد و القصص المرتبطة بها و أتمنى أن لا يطول الوقت بين القصيدة و الأخرى.
قصيدة اليوم هو للشاعرة المصرية عائشة التيمورية، ولدت 1256 هـ و كانت والدتها شركسية و أبوها من أصحاب الخديوي. اعتنى بها أبوها و برزت في علوم العربية و الشريعة و الشعر العربي و الفارسي و له شعر جميل في اعتزازها بحجابها. تزوجت و رزقت بولدين و ابنة أسمتها توحيدة. اعتنت بتوحيدة أيما إعتناء و لكن القدر كتب فيه أنها تفقدها بمرض بدأها في شهر رمضان فلما توفيت رثتها بمراثي و منها هذه المرثية التي تفيض مشاعر و حزن فإليكم هذه القصيدة:
إن سال من غرب العيون بحور = فالدهر باغ والزمان غدور
فلكل عين حق مدرار الدما=ولكل قلب لوعة وثبور
ستر السنا وتحجبت شمس الضحى = وتغيبت بعد الشروق بدور
ومضى الذي أهوى وجرّعني الأسى=وغدت بقلبي جذوة وسعير
ياليته لما نوى عهد النوى=وآفى العيون من الظلام نذير
ناهيك ما فعلت بماء حشاشتي = نار لها بين الضلوع زفير
لو بث حزني في الورى لم يلتفت = لمصاب قيس والمصاب كبير
طافت بشهر الصوم كاسات الردى = سحراً وأكواب الدموع تدور
فتناولت منها ابنتي فتغيرت = وجنات خد شأنها التغيير
فذوت أزاهير الحياة بروضها = وانقد منها مائس ونضير
لبست ثياب السقم في صغر وقد = ذاقت شراب الموت وهو مرير
جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا=إن الطبيب بطبه مغرور
وصف التجرع وهو يزعم أنه=بالبرء من كل السقام بشير
فتنفست للحزن قائلة له = عجل ببرئي حيث أنت خبير
وارحم شبابي إن والدتي غدت=ثكلى يشير لها الجوى وتشير
وارأف بعين حرمت طيب الكرى=تشكو السهاد وفي الجفون فتور
لما رأت يأس الطبيب وعجزه = قالت ودمع المقلتين غزير
أماه قد عز اللقاء وفي غد=سترين نعشي كالعروس يسير
وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي = هو منزلي وله الجموع تصير
قولي لرب اللحد رفقا بابنتي=جاءت عروسا ساقها التقدير
وتجلدي بإزاء لحدى برهة=فتراك روح راعها المقدور
أماه قد سلفت لنا أمنية = ياحسنها لو ساقها التيسير
كانت كأحاوم مضت وتخلفت = مذ بان يوم البين وهو عسير
عودي إلى ربع خلا ومآثر=قد خلفت عني لها تأثير
صوني جهـاز العرس تذكارا فلي = قد كان منه إلى الزفاف سرور
جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا=لبس السواد ونفد المسطور
والقبر صار لغصن قدي روضة = ريحانها عند المزار زهور
أماه لا تنسي بحق بنوتي = قبري لئلا يحزن المقبور
فأجبتها والدمع يحبس منطقي = والدهر من بعد الجوار يجور
بنتها ياكبدي ولوعة مهجتي = قد زال صفو شأنه التكدير
لا توصي ثكلى قد أذاب فؤادها = حزن عليك وحسرة وزفير
أبكيك حتى نلتقي في جنة = برياض الخلد زينتها الحور
إن قيل (عائشة) أقول لقد فنى = عيشي وصبري والإله خبير
ولهي على (توحيدة) الحسن التي = قد غاب بدر جمالها المستور
قلبي وجفني واللسان وخالقي = راض وباك شاكر وغفور
متعت بالرضوان في خلد الرضا = ما ازينت لك غرفة وقصور
إلى اللقاء
قصيدة اليوم هو للشاعرة المصرية عائشة التيمورية، ولدت 1256 هـ و كانت والدتها شركسية و أبوها من أصحاب الخديوي. اعتنى بها أبوها و برزت في علوم العربية و الشريعة و الشعر العربي و الفارسي و له شعر جميل في اعتزازها بحجابها. تزوجت و رزقت بولدين و ابنة أسمتها توحيدة. اعتنت بتوحيدة أيما إعتناء و لكن القدر كتب فيه أنها تفقدها بمرض بدأها في شهر رمضان فلما توفيت رثتها بمراثي و منها هذه المرثية التي تفيض مشاعر و حزن فإليكم هذه القصيدة:
إن سال من غرب العيون بحور = فالدهر باغ والزمان غدور
فلكل عين حق مدرار الدما=ولكل قلب لوعة وثبور
ستر السنا وتحجبت شمس الضحى = وتغيبت بعد الشروق بدور
ومضى الذي أهوى وجرّعني الأسى=وغدت بقلبي جذوة وسعير
ياليته لما نوى عهد النوى=وآفى العيون من الظلام نذير
ناهيك ما فعلت بماء حشاشتي = نار لها بين الضلوع زفير
لو بث حزني في الورى لم يلتفت = لمصاب قيس والمصاب كبير
طافت بشهر الصوم كاسات الردى = سحراً وأكواب الدموع تدور
فتناولت منها ابنتي فتغيرت = وجنات خد شأنها التغيير
فذوت أزاهير الحياة بروضها = وانقد منها مائس ونضير
لبست ثياب السقم في صغر وقد = ذاقت شراب الموت وهو مرير
جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا=إن الطبيب بطبه مغرور
وصف التجرع وهو يزعم أنه=بالبرء من كل السقام بشير
فتنفست للحزن قائلة له = عجل ببرئي حيث أنت خبير
وارحم شبابي إن والدتي غدت=ثكلى يشير لها الجوى وتشير
وارأف بعين حرمت طيب الكرى=تشكو السهاد وفي الجفون فتور
لما رأت يأس الطبيب وعجزه = قالت ودمع المقلتين غزير
أماه قد عز اللقاء وفي غد=سترين نعشي كالعروس يسير
وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي = هو منزلي وله الجموع تصير
قولي لرب اللحد رفقا بابنتي=جاءت عروسا ساقها التقدير
وتجلدي بإزاء لحدى برهة=فتراك روح راعها المقدور
أماه قد سلفت لنا أمنية = ياحسنها لو ساقها التيسير
كانت كأحاوم مضت وتخلفت = مذ بان يوم البين وهو عسير
عودي إلى ربع خلا ومآثر=قد خلفت عني لها تأثير
صوني جهـاز العرس تذكارا فلي = قد كان منه إلى الزفاف سرور
جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا=لبس السواد ونفد المسطور
والقبر صار لغصن قدي روضة = ريحانها عند المزار زهور
أماه لا تنسي بحق بنوتي = قبري لئلا يحزن المقبور
فأجبتها والدمع يحبس منطقي = والدهر من بعد الجوار يجور
بنتها ياكبدي ولوعة مهجتي = قد زال صفو شأنه التكدير
لا توصي ثكلى قد أذاب فؤادها = حزن عليك وحسرة وزفير
أبكيك حتى نلتقي في جنة = برياض الخلد زينتها الحور
إن قيل (عائشة) أقول لقد فنى = عيشي وصبري والإله خبير
ولهي على (توحيدة) الحسن التي = قد غاب بدر جمالها المستور
قلبي وجفني واللسان وخالقي = راض وباك شاكر وغفور
متعت بالرضوان في خلد الرضا = ما ازينت لك غرفة وقصور
إلى اللقاء