ريح الشرق
04-06-2010, 01:55 PM
المقال الذي أخر صدور جريدة الجزيرة يوم الجمعة الماضي
http://www.al-jazirah.com.sa/writers/photos/1516.jpg
ناصر صالح الصرامي
العبيكان وحلاق أبي حنيفة !
أعطني عقلاً وحدثني بما لا يعقل ,
لن أخيب ظنك وسوف أصدق لتعلم أن عقلي يعمل كما هو مطلوب منه ,
فحتى عقولنا أصبح أمر تفكيرها يثير الريبة ,
وكما يقول علي حرب : إننا وفي أحيانٍ كثيرة لا نستعدي الأخر لأنه شرير أو ظالم ,
بل لأنه ناجح أو متفوق , أو لأننا نعجز عن اللحاق به ..
ورغم كل شيء يدور حول علي حرب إلا أنه صدق ..
فأنا أعادي هذه الأيام أشخاصاً لأنهم ناجحون ومتفوقون
أما نحن فنحن العامة والرعاع لا نسقي عقولنا إلا حين يسقون
ولا نفكر إلا حين يفكرون ...
بعض من حولي يخبروني يومياً أني سأجن عمّا قريب ..
لا أدري أين يجب علينا أن نضع الجنون هذه الأيام هل هو كما كان سابقاً من ضمن تلك الأشياء التي لا تفيد كما كانت ...
أم أن الجنون تغير وضعه , وزادت فرصته الحياتية , حتى أصبح المجانين يجدون من يهتم بهم بعكس العاقلين الذين يجب عليهم أن يتنفسوا العناء حتى يجنوا لاحقاً ..
ثم أما بعد :
هل أتاكم حديث العبيكان حول إرضاع الكبير ..
تباً لكل العوائق , وأهلاً بالأخوة ,,
كنت وقبل أن أبدأ أحاول جمع أكبر قدر ممكن من الشتائم , فكما جرت عادتنا في أي شيء نحاول أن نبدي تجاهه موقفاً مغاير , فلا بد أن ننكه حديثنا بقليل من الشتم حتى ندخل للمتلقي الأخر الذي يجد في الشتم روحانية تجعله يتقبل أي رأي بعده ,,
ومن هذا المنطلق , قررت أن أشتم نفسي عوضاً عن هذا , فالعبيكان ومنذ فترة يحاول جاهداً أن يثبت وبكل قوة نظرية الضد في واحد , وهو ينجح في كل مرة ,,
وهو ذاته الذي نال مراكز شرفيه في بلاده منذ أن أصبح مستشاراً وعضواً في الشورى وغيرها الكثير ,,
بينما أنا لم أنل سوى يوزر وكيبورد وقليل من الحروف
فكان الأجدر بي أن أصمت كما يخبرني بهذا أصحاب العقول السديدة والآراء الجميلة لأننا ومن منطلق العداوة لكل نجاح نتحدث وقد صدق فينا قول علي حرب ,,
الشيخ عبد المحسن نال كثير من الامتيازات في حياته وهو ما جعله يجد سنداً يقف عليه حين يتكلم , وعليه كان هناك "فئة ضالة" تخبرنا بما يجب علينا أن نفعله , فالصمت ثم الصمت ثم الصمت ,, هذه هي الخيارات المتاحة حالياً ...
أما العبيكان فهو رجل دين صال وجال في دراساته وفي علمه فكيف بنا نحن الرعاع والعامة أن نرد عليه ,,
يروي من يروي عن ابي حنيفة عندما كان رحمه الله في الحج وأراد أن يتحلل
جلس إلى الحلاق ليحلق رأسه، فسأله أبو حنيفة: كم سأدفع لك؟
أجابه الحلاق: لا يصح في النسك أن نتشارط على المال ..
فاستأذنه أبو حنيفة في كتابتها، ثم عاد فجلس .
فقال له الحلاق: استدر نحو القبلة فهذا نسك !
فكتبها أبو حنيفة ،,
ثم إن أبا حنيفة أعطى الحلاق شقه الأيسر ..
فقال له الحلاق : بل الأيمن !
ثم قال له الحلاق: كَبِّرْ وهلِّل إنها نُسك !
فجعلها أبو حنيفة في فقهه وقال: تعلمتُ من الحلاق مسائل في الفقه لم أكن أعلمها من قبل ..
ونحن يموت فينا كل يوم العلم في صدور الحلاقين والمزارعين والعامة
وهو ذات الدين الذي يخبرونا بأننا لن نجده إلا في عروش القادة والكبار والمقربين ,,
حتى إن كانت القضية ليست رضاعة أو أخوة , وهي في نظر شيخنا غاية نبيلة , ومقصد جليل يهون من أجله كل عيب
وإن كانت قضية عقل ومنطق وفكر , فعلى أي سند سنوقف عقولنا ونحن نحاول أن نبرر فعل العبيكان
الذي كان يثبت نفسه في أكثر من مناسبة , ويثبت أن الدين الذي نعرفه ناقص كثيراً , وأن الدين الذي يعرفه هو دين الحكماء وهو الدين الكامل كما نزلت على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ,
ولقد شاهدت قبل أعوام , أيام الوقفة الإسلامية ضد الدنمارك - التي وبالمناسبة ماتت على يد علماء هي الأخرى - الشيخ نبيل العوضي أو كما يحلوا لرافضة الكويت تسميته "الوهابي" وهو يقول بالحرف الواحد .. تعبت نفسك , ترى الكويت مو صوبك , ترى الناس تجاوزت هذه الفتوى وهذه الأشخاص ...
نعم كان يقولها العوضي وكله غضب مما يحصل على لسان العبيكان , الذي يريد بأن يثبت أن الضد في واحد , والعوضي على حسب مقياس بني الإسلام لم يتلوث بعد بالمناصب , ولم يجد لنفسه مزاحمه في تقديم الفتوى لمن يغزو العراق ..
وهو وفي ذات الوقت ليس كحلاق أبي حنيفة من الرعاع والعامة , ولكنه - ورغم هذا - لم يجد صدى لصوته في جدار العبيكان ..
ويتكرر المشهد في ذات العام وفي حين غره عندما يردد علينا العبيكان بأن المقاومات الإسلامية ضرب من الخيال , وأن الضعف المنتشر بين أزقة المسلمين يوجب الانصياع التام لأمريكا في العراق واليهود في غزة ..
ولما جاء موعد الاستدلال لهذه - الشطحة - قال وكله ثقة الدليل قول الله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"
وأظن العبيكان لم يجد حلاق ابي حنيفة ليخبره بأن سبب نزول هذه الآية هو ترك الجهاد , لا كما يلوي العبيكان عنقها لتكون عكس ما هي , ويكون سببها الجهاد ..
فعدما تحرك ذاك الهمام ليشق صف الروم تعجب المسلمين من مدى جراءته وقالوا : سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة؟
فقام أبو أيوب فقال: يا أيها الناس إنكم لتتأولون هذه الآية هذا التأويل , وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه ،
فقال بعضنا لبعض سراً دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن أموالنا قد ضاعت ، وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه ، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها...
فأنزل الله تعالى على نبيه يرد علينا ما قلنا " وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ "
نعم هكذا يا عبيكان
كان السبب هو ترك الجهاد لا إقامته ,, ولزيادة العلم فقط فقد مات أبو أيوب في بلاد الروم مقبلاً غير مدبر رضي الله عنه وبلغه منازل الشهداء وجمعنا به يوم القيامة ...
يقول أوشو : نحن لسنا وحدنا , نحن في الداخل حشد من ناس كُثر وهم يقاتلون بعضهم بعضاً , يحاولون الفوز بالسيطرة , كل قطعة من عقولنا تريد أن تصبح هي المتمكنة !
فأي قطع العبيكان التي تريد الفوز بالسيطرة , هل هي تلك التي تحاول جاهداً إدراك المناصب , أم أنها تلك المستعدة لمخالفة الجميع , أم أنها تلك البعيدة التي نهجت المنهج الديني , أم أنها تلك المستعدة لتقديم الفتاوى المعلبة لإرضاء من يبحث عن الرضا ,,
ولما ضج الحلاقين والرعاع على كلمات سفير الكلمة الصادقة , وشيخ الفنانين , أبو نوره بعد فتواه الأخيرة بأن الرسول - صلوات ربي عليه - سعودي ..
لم يمنع الناس أحد من هذا ..
فأبو نوره فاسد مسبقاً , والحلاقين والمزارعين والعمال يبحثون عن نصرة دينهم من هذا العبث ..
لكن أن يكون العابث بهذا الدين له سند يدعي أنه يقف عليه
فعلينا أن نلزم حدودنا وأن نعرف كيف نتكلم , فنحن لا نستعدي الأخر لأنه شرير أو ظالم ,
بل لأنه ناجح أو متفوق , أو لأننا نعجز عن اللحاق به ..
ومن سخافة القدر أن الشيخ – كما ينادونه - الغامدي رفع دعوى ضد شابين في مكة بعد فتواه الأخيرة التي تجيز الاختلاط
بعد أن قاموا بطلبه بأن يأتي بنساء بيته ليجلسوا معهم كما تشير فتواه ,,,
فما كان يراه الغامدي حلال على الناس لم يعد يراه على أهل بيته ,,
فرفع دعوى ضدهم لأنهم على حد زعمه حاولوا التعدي عليه ,,
فما هي ردة فعل العبيكان إن طلب منه أحدهم أن يكون أب أو جد له بالرضاعة , هل سيرفع دعوى هو الأخر أم أنه سينتظر حلاق كحلاق أبي حنيفة ليجد له في شطحته هذه مخرجاً , كما سيبحث معه شطحاته القادمة ...
وبالمناسبة , وبما أن الحلاق بالحلاق يذكر ,,
فأمجد "حلاق حارتنا" كنت عنده يوم أمس أخبره بهذه الفتوى وعن ما يترتب عليها ,,,
طبعاً أنا متأكد أن أمجد لم يفهم كثير مما أخبره , لكنها كانت فرصة جيدة لأن أثرثر عليه !!
ولما هممت بالخروج قلت لأمجد مازحاً معه : لا أريد أن أراك تملك أخوة من الرضاعة عندما أزورك المرة القادمة ..
فقال لي : لا تخاف يا ناصر أنا أتابع برنامج للرجيم ولا أشرب إلا حليب منزوع الدسم !!
وبين حلاقي وحلاق أبي حنيفة شجون
وسبحان من ألهم الحلاقين الكلام ..
http://www.al-jazirah.com.sa/writers/photos/1516.jpg
ناصر صالح الصرامي
العبيكان وحلاق أبي حنيفة !
أعطني عقلاً وحدثني بما لا يعقل ,
لن أخيب ظنك وسوف أصدق لتعلم أن عقلي يعمل كما هو مطلوب منه ,
فحتى عقولنا أصبح أمر تفكيرها يثير الريبة ,
وكما يقول علي حرب : إننا وفي أحيانٍ كثيرة لا نستعدي الأخر لأنه شرير أو ظالم ,
بل لأنه ناجح أو متفوق , أو لأننا نعجز عن اللحاق به ..
ورغم كل شيء يدور حول علي حرب إلا أنه صدق ..
فأنا أعادي هذه الأيام أشخاصاً لأنهم ناجحون ومتفوقون
أما نحن فنحن العامة والرعاع لا نسقي عقولنا إلا حين يسقون
ولا نفكر إلا حين يفكرون ...
بعض من حولي يخبروني يومياً أني سأجن عمّا قريب ..
لا أدري أين يجب علينا أن نضع الجنون هذه الأيام هل هو كما كان سابقاً من ضمن تلك الأشياء التي لا تفيد كما كانت ...
أم أن الجنون تغير وضعه , وزادت فرصته الحياتية , حتى أصبح المجانين يجدون من يهتم بهم بعكس العاقلين الذين يجب عليهم أن يتنفسوا العناء حتى يجنوا لاحقاً ..
ثم أما بعد :
هل أتاكم حديث العبيكان حول إرضاع الكبير ..
تباً لكل العوائق , وأهلاً بالأخوة ,,
كنت وقبل أن أبدأ أحاول جمع أكبر قدر ممكن من الشتائم , فكما جرت عادتنا في أي شيء نحاول أن نبدي تجاهه موقفاً مغاير , فلا بد أن ننكه حديثنا بقليل من الشتم حتى ندخل للمتلقي الأخر الذي يجد في الشتم روحانية تجعله يتقبل أي رأي بعده ,,
ومن هذا المنطلق , قررت أن أشتم نفسي عوضاً عن هذا , فالعبيكان ومنذ فترة يحاول جاهداً أن يثبت وبكل قوة نظرية الضد في واحد , وهو ينجح في كل مرة ,,
وهو ذاته الذي نال مراكز شرفيه في بلاده منذ أن أصبح مستشاراً وعضواً في الشورى وغيرها الكثير ,,
بينما أنا لم أنل سوى يوزر وكيبورد وقليل من الحروف
فكان الأجدر بي أن أصمت كما يخبرني بهذا أصحاب العقول السديدة والآراء الجميلة لأننا ومن منطلق العداوة لكل نجاح نتحدث وقد صدق فينا قول علي حرب ,,
الشيخ عبد المحسن نال كثير من الامتيازات في حياته وهو ما جعله يجد سنداً يقف عليه حين يتكلم , وعليه كان هناك "فئة ضالة" تخبرنا بما يجب علينا أن نفعله , فالصمت ثم الصمت ثم الصمت ,, هذه هي الخيارات المتاحة حالياً ...
أما العبيكان فهو رجل دين صال وجال في دراساته وفي علمه فكيف بنا نحن الرعاع والعامة أن نرد عليه ,,
يروي من يروي عن ابي حنيفة عندما كان رحمه الله في الحج وأراد أن يتحلل
جلس إلى الحلاق ليحلق رأسه، فسأله أبو حنيفة: كم سأدفع لك؟
أجابه الحلاق: لا يصح في النسك أن نتشارط على المال ..
فاستأذنه أبو حنيفة في كتابتها، ثم عاد فجلس .
فقال له الحلاق: استدر نحو القبلة فهذا نسك !
فكتبها أبو حنيفة ،,
ثم إن أبا حنيفة أعطى الحلاق شقه الأيسر ..
فقال له الحلاق : بل الأيمن !
ثم قال له الحلاق: كَبِّرْ وهلِّل إنها نُسك !
فجعلها أبو حنيفة في فقهه وقال: تعلمتُ من الحلاق مسائل في الفقه لم أكن أعلمها من قبل ..
ونحن يموت فينا كل يوم العلم في صدور الحلاقين والمزارعين والعامة
وهو ذات الدين الذي يخبرونا بأننا لن نجده إلا في عروش القادة والكبار والمقربين ,,
حتى إن كانت القضية ليست رضاعة أو أخوة , وهي في نظر شيخنا غاية نبيلة , ومقصد جليل يهون من أجله كل عيب
وإن كانت قضية عقل ومنطق وفكر , فعلى أي سند سنوقف عقولنا ونحن نحاول أن نبرر فعل العبيكان
الذي كان يثبت نفسه في أكثر من مناسبة , ويثبت أن الدين الذي نعرفه ناقص كثيراً , وأن الدين الذي يعرفه هو دين الحكماء وهو الدين الكامل كما نزلت على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ,
ولقد شاهدت قبل أعوام , أيام الوقفة الإسلامية ضد الدنمارك - التي وبالمناسبة ماتت على يد علماء هي الأخرى - الشيخ نبيل العوضي أو كما يحلوا لرافضة الكويت تسميته "الوهابي" وهو يقول بالحرف الواحد .. تعبت نفسك , ترى الكويت مو صوبك , ترى الناس تجاوزت هذه الفتوى وهذه الأشخاص ...
نعم كان يقولها العوضي وكله غضب مما يحصل على لسان العبيكان , الذي يريد بأن يثبت أن الضد في واحد , والعوضي على حسب مقياس بني الإسلام لم يتلوث بعد بالمناصب , ولم يجد لنفسه مزاحمه في تقديم الفتوى لمن يغزو العراق ..
وهو وفي ذات الوقت ليس كحلاق أبي حنيفة من الرعاع والعامة , ولكنه - ورغم هذا - لم يجد صدى لصوته في جدار العبيكان ..
ويتكرر المشهد في ذات العام وفي حين غره عندما يردد علينا العبيكان بأن المقاومات الإسلامية ضرب من الخيال , وأن الضعف المنتشر بين أزقة المسلمين يوجب الانصياع التام لأمريكا في العراق واليهود في غزة ..
ولما جاء موعد الاستدلال لهذه - الشطحة - قال وكله ثقة الدليل قول الله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"
وأظن العبيكان لم يجد حلاق ابي حنيفة ليخبره بأن سبب نزول هذه الآية هو ترك الجهاد , لا كما يلوي العبيكان عنقها لتكون عكس ما هي , ويكون سببها الجهاد ..
فعدما تحرك ذاك الهمام ليشق صف الروم تعجب المسلمين من مدى جراءته وقالوا : سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة؟
فقام أبو أيوب فقال: يا أيها الناس إنكم لتتأولون هذه الآية هذا التأويل , وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه ،
فقال بعضنا لبعض سراً دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن أموالنا قد ضاعت ، وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه ، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها...
فأنزل الله تعالى على نبيه يرد علينا ما قلنا " وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ "
نعم هكذا يا عبيكان
كان السبب هو ترك الجهاد لا إقامته ,, ولزيادة العلم فقط فقد مات أبو أيوب في بلاد الروم مقبلاً غير مدبر رضي الله عنه وبلغه منازل الشهداء وجمعنا به يوم القيامة ...
يقول أوشو : نحن لسنا وحدنا , نحن في الداخل حشد من ناس كُثر وهم يقاتلون بعضهم بعضاً , يحاولون الفوز بالسيطرة , كل قطعة من عقولنا تريد أن تصبح هي المتمكنة !
فأي قطع العبيكان التي تريد الفوز بالسيطرة , هل هي تلك التي تحاول جاهداً إدراك المناصب , أم أنها تلك المستعدة لمخالفة الجميع , أم أنها تلك البعيدة التي نهجت المنهج الديني , أم أنها تلك المستعدة لتقديم الفتاوى المعلبة لإرضاء من يبحث عن الرضا ,,
ولما ضج الحلاقين والرعاع على كلمات سفير الكلمة الصادقة , وشيخ الفنانين , أبو نوره بعد فتواه الأخيرة بأن الرسول - صلوات ربي عليه - سعودي ..
لم يمنع الناس أحد من هذا ..
فأبو نوره فاسد مسبقاً , والحلاقين والمزارعين والعمال يبحثون عن نصرة دينهم من هذا العبث ..
لكن أن يكون العابث بهذا الدين له سند يدعي أنه يقف عليه
فعلينا أن نلزم حدودنا وأن نعرف كيف نتكلم , فنحن لا نستعدي الأخر لأنه شرير أو ظالم ,
بل لأنه ناجح أو متفوق , أو لأننا نعجز عن اللحاق به ..
ومن سخافة القدر أن الشيخ – كما ينادونه - الغامدي رفع دعوى ضد شابين في مكة بعد فتواه الأخيرة التي تجيز الاختلاط
بعد أن قاموا بطلبه بأن يأتي بنساء بيته ليجلسوا معهم كما تشير فتواه ,,,
فما كان يراه الغامدي حلال على الناس لم يعد يراه على أهل بيته ,,
فرفع دعوى ضدهم لأنهم على حد زعمه حاولوا التعدي عليه ,,
فما هي ردة فعل العبيكان إن طلب منه أحدهم أن يكون أب أو جد له بالرضاعة , هل سيرفع دعوى هو الأخر أم أنه سينتظر حلاق كحلاق أبي حنيفة ليجد له في شطحته هذه مخرجاً , كما سيبحث معه شطحاته القادمة ...
وبالمناسبة , وبما أن الحلاق بالحلاق يذكر ,,
فأمجد "حلاق حارتنا" كنت عنده يوم أمس أخبره بهذه الفتوى وعن ما يترتب عليها ,,,
طبعاً أنا متأكد أن أمجد لم يفهم كثير مما أخبره , لكنها كانت فرصة جيدة لأن أثرثر عليه !!
ولما هممت بالخروج قلت لأمجد مازحاً معه : لا أريد أن أراك تملك أخوة من الرضاعة عندما أزورك المرة القادمة ..
فقال لي : لا تخاف يا ناصر أنا أتابع برنامج للرجيم ولا أشرب إلا حليب منزوع الدسم !!
وبين حلاقي وحلاق أبي حنيفة شجون
وسبحان من ألهم الحلاقين الكلام ..