المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جناحان


همام
02-05-2017, 05:45 AM
الحياة السليمة الدنيوية و الأخروية تقوم على سنن من سنن الله، فإذا حدث خلل في هذه السنن أفرز مرضا تزداد شدته و تقل بحسب حجم هذا الخلل. التوازن هو أحد السنن التي خلقها الله في الحياة و بالتالي فإن أي خلل فيه يفرز مشكلة. التطرف هو عكس التوازن في أي مسألة و ليس على التطرف الديني فقط، فأيما امرؤ نحى جهة اليمين أو جهة اليسار في أي مسألة فقد مال إلى الطرف فهو متطرف في هذا الشأن فقط.
هناك أمثلة كثيرة لجوانب التوازن في الحياة و سنأتي على بعض الأمثلة من ذلك في حلقات قادمة بإذن الله و لا أعتقد أنها ستكون كثيرة فيما يبدو لي الآن.
خاطرة: البعض قد يرى عدم التوازن في بعض الجوانب منقبة و قد يكون معهم بعض الحق كقول الشاعر:
و انا أناس لا توسط بيننا == لنا الصدر دون العالمين أو القبر.
إلى اللقاء.

واحد من الجماعه
03-05-2017, 01:20 PM
مشكورعلى مواضيعك الاكثر من رائعه والمميزة..
وسلمت الانامل الذهبيه
دمتم متالقين مبدعين متميزين
بانتظار جديدكِم المميز
ودي واحترامي
لشخصكِم الرائع

همام
07-05-2017, 10:22 PM
واحد من الجماعة
لك شكري على المتابعة و الدعم المستمر

همام
07-05-2017, 10:27 PM
الكرم خلق جميل و منقبة حميدة و يكفي أنه سبحانه هو الكريم كامل الكرم، فكل صفة وصف الله بها نفسه فهي تدل على الكمال المطلق، كما أنه لو وصف بنفس الصفة إنسان فهي صفة يعتليها النقص. لقد كان إبراهيم عليه السلام أبو الكرماء فقد راغ إلى أهله من دون أن يشعر أضيافه ثم جاءهم بعجل، ثم إن هذا العجل من أطيب ما يقدم و هو الحنيذ و قد حث الإسلام على الكرم و وعد المحسنين بالأجر و الإخلاف كما في الحديث (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) و الكرم يطغى على كل صفة ذميمة عند الكريم كما قال الشاعر:
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّ عَيْب==*يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
و تختلف مقاصد الناس من الكرم ، فرسولنا صلى الله عليه و سلم هو سيد الكرماء، فقد كان يعطي ما بين الجبلين من الغنم للشخص الواحد، حتى قال قائلهم: جئتكم من عند من لا يخشى الفقر، لكنه صلى الله عليه و سلم، كان يريد بذلك ما عند الله و الدار الآخرة، لا كما قال حاتم:
أماوي إن المال غاد و رائح== و يبقى من المال الأحاديث و الذكر
و قد كان لحاتم ما أراد و سيكون لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم ما أراد يوم القيامة بإذن الله.
و كما أن الكرم خصلة كريمة، فإن الإسراف خصلة ذميمة بل لم يوصف أحد بأنه أخ للشيطان من غير الشرك إلا المبذر، فأين نحن.
يجب أن يكون لدينا توازن في هذه الصفتين، فالكرم مطلوب لكن ينبغي أن نرعى هذه النعم التي أنعم الله بها علينا، فقد كان أباؤنا و أجدادنا في فقر مدقع و ليس عندنا ضمان بعدم الرجوع إلى حالهم و إن من أسباب زوال النعمة، الإسراف و التبذير و كل ذلك طلب للشهرة و الصيت، و لو طلب أحدهم بدعم مشروع خيري للأرامل و الأيتام لأحجم عن عشر ما ينفقه في عزيمة واحدة.
تلعب العادات الإجتماعية دورا في هذا التبذير، و لو توجه العقلاء إلى منع ما يسمى بالمفطح و توزيع الذبيحة إلى ثمانية أجزاء لقلدهم أناس كثر.
اخي الكريم، كن كريما و لكن
لا تكن مبذرا فتكون من إخوان الشياطين.

ملامح خجوله
22-05-2017, 01:52 PM
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لكـ خالص احترامي

عاشق ديرتي
01-06-2017, 01:03 AM
http://img.el-wlid.com/imgcache/2013/12/752443.gif
شلال ابداعك مازال منهمر...
دمت ودام نبض قلمك الرائع...
وننتظر جديدك بشووق...
مجهود رائع تشكر عليه.
.. http://img.el-wlid.com/imgcache/2013/12/752438.gif

ريح الشرق
13-06-2017, 12:07 AM
طرح مكتمل بجميع جوانبه
جعل اقلامنا تقف عاجزة عن الاضافة
بارك الله فيك على هذا الموضوع المفيد والنافع
كل الشكر والتقدير

همام
29-06-2017, 12:37 AM
أشكر الجميع على المتابعة

همام
29-06-2017, 12:46 AM
العبادات و المعاملات
أكثر ما يعيب الليبراليون على المتدينين أن هناك إنفصام بين العبادات و المعاملات، فتجدهم يحافظون على الصلوات و الصيام و قراءة القرآن لكن من الممكن أن يكذبوا او يغشوا او يتعدوا على الآخرين إما لفظيا او جسديا أو مصادرة للحقوق، و هذا الإتهام الذي لا يخلو من إجحاف، فليس كل المتدنيون كذلك، و أيضا لا يعكس إتهامهم أنهم ملائكة في جانب المعاملات، فهم لم يفلحوا في هذه و لا تلك، أقول هذا الإتهام لا ينبغي أن يمر علينا مرور الكرام، فالعدو قد يخبرك بسلبياتك أكثر من الصديق، و قد صدق من قال:
عداتي لهم فضل علي ومنة == فلا أبعد الرحمن عنّي الأعاديا
هموا بحثوا عن زلتي فاجتنبتها== وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا.
العبادات و المعاملات كجناحي طائر، فلا ينبغي أن يفرط المسلم في أحد الجناحين و إلا سقط، فالعبادة تحكم ما بين العبد و ربه، و العبادة الصحيحة ستنعكس إيجابيا على جانب المعاملات التي تحكم علاقة الإنسان بالناس، فلو صلحت العبادة لأورثت الخشية من الله، و الخشية تجعل العبد يتورع عن التعدي على حقوق الآخرين بأي صورة كانت حتى و لو كانت تجاوز الصف عند مخبز أو بنك و ما شابهها. لقد ذكر الباري سبحانه أن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر، و ذكرت عائشة رضي الله عنها، أن خلق النبي صلى الله عليه و سلم القرآن.
ينبغي للمسلم أن يكون مثاليا في عبادته، و سمته، و كلامه، و جميع تعاملاته مع الخلق. ينبغي أن نفوت الفرصة على الأعداء من أن يشوهوا صورة الإسلام و التدين بإستخدام نماذج سلبية كان من الممكن تجنبها.
إلى اللقاء

الســـــراب
13-07-2017, 09:35 AM
وهل يوجـد صفة أجمل من الكــرم
أشكركـ عمووو
على ابدآعاتكـ المميـــــزهmsa_29

لمسات عاشقه
14-07-2017, 11:44 PM
أبارك لك ولنا هذا التميز اخي العزيز
فأنت اهل للتميز عرفناك متميزا
وخصالك التميز متميز في الابداع .
متميز في الاداء .
متميز في الادب والاخلاق
تقبل مني تقيما متواضعا

نادرة الوجود
18-07-2017, 02:09 PM
موضوع يحمل بين طياته الكثير من الأمل والتفاؤل والحب
سعدت جدا اخي العزيز عندما
رايت وقرأت لمحة الامل والتفاؤل بكلماتك

سعود الحبي
30-07-2017, 02:05 PM
موضوع في قمة الروعه

لطالما كانت مواضيعك متميزة

لا عدمنا التميز و روعة الاختيار

دمت لنا ودام تالقك الدائم

همام
05-09-2017, 03:04 PM
سلم عليه فقال مالي أرى يدك خشنة كأنك أحد الفلاحين. لم يدر صاحبنا إن كانت هذه سبة أم مدحة، فقائلها يريد بها الإنتقاد و متلقيها أعجبته فهو لا يحب التنعم بل يحب الخشونة.
التنعم للنساء شيء مألوف و هو من الفطرة ( أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) بشرط عدم الإفراط في ذلك، لكن التنعم للرجل و للشاب خاصة تحتاج إلى معادلة دقيقة.
أذن الله بالإستمتاع بالحياة الدنيا بل قد أمر به في مواضع بعضها أمر إيجاب و بعضها أمر ندب (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) و في الحديث ( إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجَمالَ ويحبُّ أن يرى أثرَ نعمتِه على عبدِه) و لكن الإفراط في التنعم للشاب خاصة ليست من الخصال المحمودة بل و لم يسد بعزمه من دون تدخل من عوامل خارجية من كان متنعما، و قد روي عن عمر رضي الله عنه: اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم، و قال أبو العتاهية:
إن الشباب و الفراغ و الجدة## مفسدة للمرء أي مفسدة
و المقصود بالجدة، أي الغنى، و نظرت عائشة رضي الله عنها إِلَى رجل كَاد يَمُوت تخافتا فَقَالَت: مَا لهَذَا، فَقيل: إِنَّه من الْقُرَّاء، فَقَالَت: كَانَ عمر سيد الْقُرَّاء، وَكَانَ إِذا مَشَى أسْرع، وَإِذا قَالَ أسمع، وَإِذا ضرب أوجع، و في رواية كان ناسكا، فقالت: و كان الناسك حقا.
نستنتج أن المرأة تميل إلى الدعة و التنعم و لا تلام في ذلك إذا لم تفرط، و الشاب لا بأس عليه أن يستمتع بما يطيب له من الحلال، لكن كثرة التنعم في الملابس، أو كثرة مرطبات الجسم أو الروائح الزكية لا ينبغي لمن كانت همته المعالي أن يتوسع فيها، فيكون متوسطا فلا نطلب منه أن تكون يده خشنة مثل الفلاحين و مثل صاحبنا و لكن يكون أقرب إلى خشونة الرجال من نعومة النساء.
اسأل الله أن يوفقنا جميعا للخير و إلى اللقاء.

محمد صالح
05-09-2017, 06:56 PM
لفته بارعه استاذ همام لهذه الظاهرة الاجتماعيه التى توجد فى جميع المجتمعات رغم قلتها .. واذا لم يتم النصح والارشاد لبعض الشباب ستعم وتنتشر انتشار الهشيم فى النار وتصبح كغيرها من الفتن التى انتشرت بين الشباب من الجنسين ..

اسال الله تعالى ان يحفظ المسلمين والمسلمات ويبعدهم من الغلو والفتن ما ظهر منها وما بطن .. انه سميع بصير .
ولك وافر الشكر للطرح المفيد اخى الغالى

الفيصل
08-09-2017, 02:19 PM
أبارك لك ولنا هذا التميز اخي العزيز
فأنت اهل للتميز عرفناك متميزا
وخصالك التميز متميز في الابداع . متميز في الاداء . متميز في الادب والاخلاق
لك صادق الدعاء...
تقبل مني تقيما متواضعا

عاشق ديرتي
28-09-2017, 01:18 PM
http://img.el-wlid.com/imgcache/2014/10/890269.gif (http://forum.el-wlid.com/t1768.html)

http://img.el-wlid.com/imgcache/2014/10/890270.gif (http://forum.el-wlid.com/t1768.html)

طيف
09-11-2017, 10:53 AM
أصفق لك بحرآره اخي العزيزعلى موضوعك الرائع
والمميز ولاعجب في ذلك مميز في أختيآرك دائما..
كلماتي تعجز عن وصف مدى ورووعة موضووعك..
أسأل الله لك التوفيق والسعادة
مع خالص احترامي وتقديري..