المغرم الولهان
07-10-2008, 01:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محافظة الخــــــــــــرج
تمتد محافظة الخرج بين دائرتي عرض 10َ 23ْ و 30َ 24ْ شمالاً وخطي طول 30َ 46ْ و 15َ 48ْ شرقاً. وتشمل المحافظة الجزء الأكبر من الحوض الأعلى لوادي السهباء والذي تصب فيه الأودية التي تصرف المنحدر الخلفي لجبال طويق الرسوبية. كما يحتل النطاق الحضري والريفي للمحافظة الجزء الأكبر من هذا الحوض وبالتحديد في المنطقة السهلية (سهل الخرج) المحصورة ما بين الحافة الشرقية لمرتفعات علية غرباً حتى السهباء شرقاً ومن جبال مغره شمالاً وحتى مرتفعات القصيعة جنوباً.
التسمية
الخرج في اللغة هو الوادي الذي لا منفذ له وهذا يصدق على هذه المحافظة حيث إن الأودية التي تصب فيها تتجه شرقاً في روضة السبهاء وتحجزها رمال الدهناء، والخرج على زنته أيضاً المراد به الغلة مما يخرج من الأرض ومنه قوله تعالى : (أم تسألهم خرجاً فخراج ربك خير) والخراج هو ما ينطبق على الخرج فهو منطقة زراعية منذ أقدم العصور، والتسمية قديمة منذ عهد جديس حيث يقول شاعر الملك الحميري أسعد أبي كرب الأوسط:
وبعثنـا إلى اليمــامــة جيشــاً فأتينــا هموُ بحــزم وجـــ،ـــــد
وجعلنـا الخـــرج مـنزل قيـــس قد أقـروا بالخـرج من غير عهد
ويقول الشاعر الذي عاش في العصر الجاهلي وهو من أصحاب المعلقات عبيد بن الأبرص:
تغـيرت الديـار بــذي الدفــين فأوديـة اللــوى فرمــال فلين
فخــرجي ذروة فـلوى ذيـــال يعفـــي آيــة مـــــر السـنين
هذا إلى جانب الاسم القديم جو وينسب إلى الخضرمة أو الخضارم فيقال الخضرمة "جو الخضارم" .... قال الأعشى بن قيس عند قدومه إلى هوذة بن علي الحنفي:
تجانـف عن جل اليمامـة ناقتـي وما قصـدت من أهلـها لسوائكا
فلمــا أتت آطــام جــو وأهـــــله أناخـت وألقت رحلـها بفنائكــــا
لذا فهذه المحافظة هي جو اليمامة والخرج إلا أن الأخير أصبح مشهوراً.
عدد سكان الخرج
يقدر عدد سكان محافظة الخرج حالياً بأكثر من أربعمائة ألف نسمة ومركزها الرئيسي في مدينة السيح (الخرج سابقاً) ومن أهم المدن الأخرى مدينتي الدلم والهياثم. كما يتبع الخرج عددمن المراكز العمرانية المشهورة من اهمها نعجان واليمامة والسلمية.
الخصائص الطبيعية لمحافظة الخرج:
من الناحية الجيولوجية تقع محافظة الخرج بشكل كامل ضمن حدود الرف العربي لذا فان التتابع الطبقي للتكوينات الرسوبية من الغرب إلى الشرق هو السمة الغالبة على الخريطة الجيولوجية. حيث تسيطر صخور العصر الجوراسي الأعلى الكربونية على معظم الجزء الغربي بينما تسيطر صخور العصر الكريتاسي على معظم منطقة الوسط وصخور عصر البالويسين على الجزء الشرقي للمحافظة. ويقطع هذه التكوينات ما يعرف بسهل الخرج الذي يمثل منخفظاً تكتونياً بدليل وجود كتل جبلية تظهر على جانبي السهل وترجع لنفس هذه التكوينات. كما تظهر على الخريطة مجموعة من الصدوع التي تقطع هذه التكوينات وخاصة صخور العصر الجوراسي في الغرب وشمال وسط المحافظة. كذلك تتنوع المظاهر الجيومورفولوجية لمحافظة الخرج تبعاً للتكوين الجيولوجي لها حيث تتراوح هذه المظاهر ما بين الأشكال البنيوية التي تشتمل على الهضاب والحواف والبروزات الجبلية والفوالق والصدوع والطيات والأشكال الريحية التي تشتمل على الكثبان الرملية والرق والحماد والأشكال الفيضية والتي تشتمل على المجاري المائية والمراوح الفيضية وأحواض التصريف والسهول الفيضية.
كما تنتشر في سهل الخرج عدد من أنماط الارسابات الرملية المختلفة والتي من اشهرها عروق الضاحي الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من السهل وبالتحديد في المنطقة المحصورة بين مدينتي الخرج والدلم وتطغى عليها الأشكال المستعرضة والطولية. في الجزء الشمالي الغربي من السهل تتطور عروق العفجة التي تطغى عليها الأشكال البرخانية والطولية. أما عروق الريحان فتنتشر في أسفل وادي الثليماء وبالتحديد إلى الشرق من مدينة الخرج وتطغى عليها الأشكال البرخانية.
محافظة الخرج والمحافظات المحيطة بها
مناخياً فإن موقع منطقة الخرج في وسط المملكة العربية السعودية وبعدها عن المسطحات المائية يجعلها ضمن النطاق المداري الحار الجاف الذي يغلب عليه المناخ القاري المعروف بشدة الحرارة صيفاً والبرودة شتاءً. ولذلك تتأثر المنطقة بالتقلبات الحرارية التي تحدث بين فصل وآخر حيث يصل متوسط درجة الحرارة في فصل الصيف أقصاه خلال شهر يوليو بـ 48ْ في حين يصل أدناه في فصل الشتاء خلال شهر يناير بـ 2ْ. ولذا فإن المتوسط السنوي للتبخر يتأثر بهذا المدى الحراري الكبير بين فصلي الصيف والشتاء بحيث يصل إلى 2629 ملم. وتعد أمطار منطقة الخرج أمطارا متذبذبة وغير منتظمة تتساقط عادة بشكل فجائي وبزخات شديدة ومتباينة الكمية في المكان والزمان كما هو الحال في الأقاليم الجافة.
أهمية الخرج قديماً وحديثاً :
تدل المادة الأثرية التي عثر عليها على قدم الاستقرار البشري في المنطقة، فقد وجد فيها ما يدل على أنها سكنت منذ القدم حيث وجدت آثار هذا الاستقرار في أماكن متفرقة في محافظة الخرج تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد حيث كانت هذه البلاد مرتعاً وفيافي تصول وتجول فيها طسم وجديس وهذه حضارة سادت ثم بادت، وجاء الحنفيون إليها واستقروا ثم قدم الحنفيون من عالة نجد واستقروا فيها، وكانت هذه البلاد تسمى "جو الخضارم" الخضرمة.
وحينما شع نور الإسلام انطلقت رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلاد فارس والروم وجاءت رسله صلى الله عليه وسلم إلى هذه البلاد حيث كانت "جو الخضارم" وما يجاورها من البلدان تحت زعامة "هوذة بن علي السحيمي" الحنفي الذي كان يسكن "جو الخضارم" في العهد الماضي (الخرج) العهد الحاضر، وبعث له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بعث إلى الملوك والعظماء وكتب إليه كما كتب لقيصر وكسرى (1)، ولما هلك هوذة بن علي، تولى الحكم بعده ثمامة بن أثال الحنفي (2) الذي أسلم فيما بعد وحسن إسلامه في قصة معروفة مشهورة واستنكرت قريش إسلامه، فقطع عنهم المؤنة التي كانت تردهم من الخرج، فكتبت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبون منه الشفاعة لدى ثمامة بن أثال، فأعاد إليهم ما طلبوا بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي عهد أبي بكر الصديق ارتد بعض من بني حنيفة بزعامة مسيلمة الكذاب، وتم دحرهم وإلحاق الهزيمة بهم، وفي عهد أبي بكر الصديق كانت هذه البلاد تحت ولاية سليط بن قيس الأنصاري، وهو من بني النجار، وكان ممن شهد بدراً، ثم قدم وفد من بني حنيفة على أبي بكر الصديق وفيهم مجاعة بن مرارة الحنفي فأقطعه أبو بكر الحضرمة (الخرج) ولما تولى عمر بن الخطاب الخلافة قدم إليه مجاعة بن مرارة على رأس قومه فأقطعه عيناً في الخرج تسمى الزباء.
وفطن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه إلى أهمية هذه البلاد الزراعية فأرسل إليها آلاف الزراع من الشام للعناية بها واستصلاح شأنها، ثم كان عبد الملك بن مروان رحمه الله، فوجه "آل أبي حفصة" إلى الاستقرار في الخرج والعناية بزراعتها. وفيما بين عامي (253- 467هـ) حكم الأخيضريون الخرج واتخذوا من الخضرمة قاعدة لهم.
في عام 1157هـ اتفق الإمام محمد بن سعود بن مقرن، والإمام محمد بن عبد الوهاب على نصرة الدين وتكوين دولة أساسها الإيمان وشريعتها القرآن، وانضمت الخرج للدولة السعودية الأولى في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في عام 1190 هـ، وفي عام 1240هـ كانت الخرج ضمن ولاية الإمام تركي بن عبد الله في الدولة السعودية الثانية.
في عام 1253هـ كانت قاعدة الخرج (الدلم) عاصمة للدولة السعودية الثانية، حيث استقر فيها الإمام فيصل بن تركي فترة من الزمن وأخذ يبعث بعوثه ويرسل إلى البلدان والأمصار، ولذلك شعرت القوى المعادية بأن هذه البلاد التي اتخذ منها الإمام فيصل بن تركي منطلقاً لغزواته أصبحت تهدد أمنها فوجهت إليها الجيوش، ورغم بعد المسافة ومشقة الطريق وصلت تلك القوات الغازية، الخرج وحاصرت الدلم.
ما بين عامي 1307 - 1309هـ بويع عبد الرحمن بن فيصل بالإمامة فقدم إليه أهل الخرج مهنئين مبايعين، وحينما فتح الملك عبد العزيز رحمه الله الرياض في شهر شوال سنة 1319هـ قدم أهل الخرج وبايعوا الملك عبد العزيز على السمع والطاعة.
وفي الوقت الحاضر تشهد المحافظة تطوراً ونمواً متسارعاً على كافة الاصعدة بفضل من الله ثم بفضل جهود صاحب السمو الملكي الامير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ الخرج والتي من أبرزها مشروع مجمع الكليات الجامعية الذي يتم إنشائه حالياً والذي من المتوقع أن يتم الانتهاء من أولى الكليات مطلع العام الدراسي القادم.
محافظة الخــــــــــــرج
تمتد محافظة الخرج بين دائرتي عرض 10َ 23ْ و 30َ 24ْ شمالاً وخطي طول 30َ 46ْ و 15َ 48ْ شرقاً. وتشمل المحافظة الجزء الأكبر من الحوض الأعلى لوادي السهباء والذي تصب فيه الأودية التي تصرف المنحدر الخلفي لجبال طويق الرسوبية. كما يحتل النطاق الحضري والريفي للمحافظة الجزء الأكبر من هذا الحوض وبالتحديد في المنطقة السهلية (سهل الخرج) المحصورة ما بين الحافة الشرقية لمرتفعات علية غرباً حتى السهباء شرقاً ومن جبال مغره شمالاً وحتى مرتفعات القصيعة جنوباً.
التسمية
الخرج في اللغة هو الوادي الذي لا منفذ له وهذا يصدق على هذه المحافظة حيث إن الأودية التي تصب فيها تتجه شرقاً في روضة السبهاء وتحجزها رمال الدهناء، والخرج على زنته أيضاً المراد به الغلة مما يخرج من الأرض ومنه قوله تعالى : (أم تسألهم خرجاً فخراج ربك خير) والخراج هو ما ينطبق على الخرج فهو منطقة زراعية منذ أقدم العصور، والتسمية قديمة منذ عهد جديس حيث يقول شاعر الملك الحميري أسعد أبي كرب الأوسط:
وبعثنـا إلى اليمــامــة جيشــاً فأتينــا هموُ بحــزم وجـــ،ـــــد
وجعلنـا الخـــرج مـنزل قيـــس قد أقـروا بالخـرج من غير عهد
ويقول الشاعر الذي عاش في العصر الجاهلي وهو من أصحاب المعلقات عبيد بن الأبرص:
تغـيرت الديـار بــذي الدفــين فأوديـة اللــوى فرمــال فلين
فخــرجي ذروة فـلوى ذيـــال يعفـــي آيــة مـــــر السـنين
هذا إلى جانب الاسم القديم جو وينسب إلى الخضرمة أو الخضارم فيقال الخضرمة "جو الخضارم" .... قال الأعشى بن قيس عند قدومه إلى هوذة بن علي الحنفي:
تجانـف عن جل اليمامـة ناقتـي وما قصـدت من أهلـها لسوائكا
فلمــا أتت آطــام جــو وأهـــــله أناخـت وألقت رحلـها بفنائكــــا
لذا فهذه المحافظة هي جو اليمامة والخرج إلا أن الأخير أصبح مشهوراً.
عدد سكان الخرج
يقدر عدد سكان محافظة الخرج حالياً بأكثر من أربعمائة ألف نسمة ومركزها الرئيسي في مدينة السيح (الخرج سابقاً) ومن أهم المدن الأخرى مدينتي الدلم والهياثم. كما يتبع الخرج عددمن المراكز العمرانية المشهورة من اهمها نعجان واليمامة والسلمية.
الخصائص الطبيعية لمحافظة الخرج:
من الناحية الجيولوجية تقع محافظة الخرج بشكل كامل ضمن حدود الرف العربي لذا فان التتابع الطبقي للتكوينات الرسوبية من الغرب إلى الشرق هو السمة الغالبة على الخريطة الجيولوجية. حيث تسيطر صخور العصر الجوراسي الأعلى الكربونية على معظم الجزء الغربي بينما تسيطر صخور العصر الكريتاسي على معظم منطقة الوسط وصخور عصر البالويسين على الجزء الشرقي للمحافظة. ويقطع هذه التكوينات ما يعرف بسهل الخرج الذي يمثل منخفظاً تكتونياً بدليل وجود كتل جبلية تظهر على جانبي السهل وترجع لنفس هذه التكوينات. كما تظهر على الخريطة مجموعة من الصدوع التي تقطع هذه التكوينات وخاصة صخور العصر الجوراسي في الغرب وشمال وسط المحافظة. كذلك تتنوع المظاهر الجيومورفولوجية لمحافظة الخرج تبعاً للتكوين الجيولوجي لها حيث تتراوح هذه المظاهر ما بين الأشكال البنيوية التي تشتمل على الهضاب والحواف والبروزات الجبلية والفوالق والصدوع والطيات والأشكال الريحية التي تشتمل على الكثبان الرملية والرق والحماد والأشكال الفيضية والتي تشتمل على المجاري المائية والمراوح الفيضية وأحواض التصريف والسهول الفيضية.
كما تنتشر في سهل الخرج عدد من أنماط الارسابات الرملية المختلفة والتي من اشهرها عروق الضاحي الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من السهل وبالتحديد في المنطقة المحصورة بين مدينتي الخرج والدلم وتطغى عليها الأشكال المستعرضة والطولية. في الجزء الشمالي الغربي من السهل تتطور عروق العفجة التي تطغى عليها الأشكال البرخانية والطولية. أما عروق الريحان فتنتشر في أسفل وادي الثليماء وبالتحديد إلى الشرق من مدينة الخرج وتطغى عليها الأشكال البرخانية.
محافظة الخرج والمحافظات المحيطة بها
مناخياً فإن موقع منطقة الخرج في وسط المملكة العربية السعودية وبعدها عن المسطحات المائية يجعلها ضمن النطاق المداري الحار الجاف الذي يغلب عليه المناخ القاري المعروف بشدة الحرارة صيفاً والبرودة شتاءً. ولذلك تتأثر المنطقة بالتقلبات الحرارية التي تحدث بين فصل وآخر حيث يصل متوسط درجة الحرارة في فصل الصيف أقصاه خلال شهر يوليو بـ 48ْ في حين يصل أدناه في فصل الشتاء خلال شهر يناير بـ 2ْ. ولذا فإن المتوسط السنوي للتبخر يتأثر بهذا المدى الحراري الكبير بين فصلي الصيف والشتاء بحيث يصل إلى 2629 ملم. وتعد أمطار منطقة الخرج أمطارا متذبذبة وغير منتظمة تتساقط عادة بشكل فجائي وبزخات شديدة ومتباينة الكمية في المكان والزمان كما هو الحال في الأقاليم الجافة.
أهمية الخرج قديماً وحديثاً :
تدل المادة الأثرية التي عثر عليها على قدم الاستقرار البشري في المنطقة، فقد وجد فيها ما يدل على أنها سكنت منذ القدم حيث وجدت آثار هذا الاستقرار في أماكن متفرقة في محافظة الخرج تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد حيث كانت هذه البلاد مرتعاً وفيافي تصول وتجول فيها طسم وجديس وهذه حضارة سادت ثم بادت، وجاء الحنفيون إليها واستقروا ثم قدم الحنفيون من عالة نجد واستقروا فيها، وكانت هذه البلاد تسمى "جو الخضارم" الخضرمة.
وحينما شع نور الإسلام انطلقت رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلاد فارس والروم وجاءت رسله صلى الله عليه وسلم إلى هذه البلاد حيث كانت "جو الخضارم" وما يجاورها من البلدان تحت زعامة "هوذة بن علي السحيمي" الحنفي الذي كان يسكن "جو الخضارم" في العهد الماضي (الخرج) العهد الحاضر، وبعث له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بعث إلى الملوك والعظماء وكتب إليه كما كتب لقيصر وكسرى (1)، ولما هلك هوذة بن علي، تولى الحكم بعده ثمامة بن أثال الحنفي (2) الذي أسلم فيما بعد وحسن إسلامه في قصة معروفة مشهورة واستنكرت قريش إسلامه، فقطع عنهم المؤنة التي كانت تردهم من الخرج، فكتبت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبون منه الشفاعة لدى ثمامة بن أثال، فأعاد إليهم ما طلبوا بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي عهد أبي بكر الصديق ارتد بعض من بني حنيفة بزعامة مسيلمة الكذاب، وتم دحرهم وإلحاق الهزيمة بهم، وفي عهد أبي بكر الصديق كانت هذه البلاد تحت ولاية سليط بن قيس الأنصاري، وهو من بني النجار، وكان ممن شهد بدراً، ثم قدم وفد من بني حنيفة على أبي بكر الصديق وفيهم مجاعة بن مرارة الحنفي فأقطعه أبو بكر الحضرمة (الخرج) ولما تولى عمر بن الخطاب الخلافة قدم إليه مجاعة بن مرارة على رأس قومه فأقطعه عيناً في الخرج تسمى الزباء.
وفطن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه إلى أهمية هذه البلاد الزراعية فأرسل إليها آلاف الزراع من الشام للعناية بها واستصلاح شأنها، ثم كان عبد الملك بن مروان رحمه الله، فوجه "آل أبي حفصة" إلى الاستقرار في الخرج والعناية بزراعتها. وفيما بين عامي (253- 467هـ) حكم الأخيضريون الخرج واتخذوا من الخضرمة قاعدة لهم.
في عام 1157هـ اتفق الإمام محمد بن سعود بن مقرن، والإمام محمد بن عبد الوهاب على نصرة الدين وتكوين دولة أساسها الإيمان وشريعتها القرآن، وانضمت الخرج للدولة السعودية الأولى في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في عام 1190 هـ، وفي عام 1240هـ كانت الخرج ضمن ولاية الإمام تركي بن عبد الله في الدولة السعودية الثانية.
في عام 1253هـ كانت قاعدة الخرج (الدلم) عاصمة للدولة السعودية الثانية، حيث استقر فيها الإمام فيصل بن تركي فترة من الزمن وأخذ يبعث بعوثه ويرسل إلى البلدان والأمصار، ولذلك شعرت القوى المعادية بأن هذه البلاد التي اتخذ منها الإمام فيصل بن تركي منطلقاً لغزواته أصبحت تهدد أمنها فوجهت إليها الجيوش، ورغم بعد المسافة ومشقة الطريق وصلت تلك القوات الغازية، الخرج وحاصرت الدلم.
ما بين عامي 1307 - 1309هـ بويع عبد الرحمن بن فيصل بالإمامة فقدم إليه أهل الخرج مهنئين مبايعين، وحينما فتح الملك عبد العزيز رحمه الله الرياض في شهر شوال سنة 1319هـ قدم أهل الخرج وبايعوا الملك عبد العزيز على السمع والطاعة.
وفي الوقت الحاضر تشهد المحافظة تطوراً ونمواً متسارعاً على كافة الاصعدة بفضل من الله ثم بفضل جهود صاحب السمو الملكي الامير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ الخرج والتي من أبرزها مشروع مجمع الكليات الجامعية الذي يتم إنشائه حالياً والذي من المتوقع أن يتم الانتهاء من أولى الكليات مطلع العام الدراسي القادم.