همام
23-01-2011, 10:42 AM
حكي أن الاسكندر المقدوني قال لوالدته و هو يحتضر: يا أماه، إن حياتي كانت غير الناس و أريد أن يكون مأتمي غير الناس، فإذا أنا مت، فابعثي في المملكة أن لا يأتين إلا من لم يدخل بيته حزن من قبل، فنفذت وصيته بعد موته و انتظرت الناس ليعزوها في إبنها و لكن أحدا لم يأت. سألت حاشيتها عن سبب غياب الناس إذ كيف لم يحضروا مأتم ابنها، فقالوا: لقد طلبت أن لا يأتيك الا من لم يصب بمصيبه، و كل الناس قد أصيبوا بمصائب. أدركت الأم ماذا كان يقصد ابنها فقالت: لقد أحسنت عزائي فيك حيا و ميتا.
لقد فجعنا قبل أيام بفقدان فتى من فتياننا بكت لفقده عيون الأباعد قبل الأقارب فنسأل الله له المغفرة و لنا و لأهله الصبر و السلوان و لأن كان فقد رجل سبعينيٍ أو ثمانينيٍ- قد أضناه المرض- صعب على النفس لأنه إما أب أو خال أو عم أو جد فإن فقدان الشباب له وقعه الخاص و فاجعته تكون كبيرة حيث يأتي غالبا فجأة و بدون مقدمات لشباب يتدفق حيوية و نشاطا و آمالا و لذلك فقد جعلت اتأمل آمال هؤلاء الشباب الذين فقدناهم و إذا بهم كانوا يؤملون آمالا كثيرة من وظيفة و زواج و بيت و أولاد و سفر وبهجة ثم لم تلبث هذه الآمال أن تلاشت بنزول القدر و إنقطاع هذه التطلعات فوجدتني أصيح بأعلى صوتي يا شباب اتعظو
يا شباب اتعظو فالموت يأتي فجأة بدون مقدمات، يا شباب اتعظو فإني رأيت كبار السن بيننا قليل فأدركت أن الذين ماتوا و هم شباب أكثر، يا شباب اتعظو فإن الحياة مهما طالت فهي قصيرة مقارنة بالدار الآخرة. يا شباب اسمعوها من مخلص صادق لكم، كلوا و اشربوا و استمتعوا و سافروا و لكن لا تتركوا الصلاة لا تتجرؤا على المعاصي بحجة إمكانية التوبة فيما بعد كونوا عونا لبعض في الطاعة فإن الصاحب ساحب و لا تهونوا على بعض الوقوع في المعاصي و تذكروا أن نعم الله علينا كثيرة و الذي طلب منا مقابله قليل اسأل الله لي و لكم الهداية والثبات
هو الموت ما منه ملاذ و مهـــــــــرب = متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نؤمل آمالا و نرجو نتاجـــــــــــــــــها = لعل الردى مما نرجيــــــــه أقرب
و نبني القصور المشمخرات في الهوا = و في علمنا أنا نموت و تخـــــرب
إلى اللقاء
لقد فجعنا قبل أيام بفقدان فتى من فتياننا بكت لفقده عيون الأباعد قبل الأقارب فنسأل الله له المغفرة و لنا و لأهله الصبر و السلوان و لأن كان فقد رجل سبعينيٍ أو ثمانينيٍ- قد أضناه المرض- صعب على النفس لأنه إما أب أو خال أو عم أو جد فإن فقدان الشباب له وقعه الخاص و فاجعته تكون كبيرة حيث يأتي غالبا فجأة و بدون مقدمات لشباب يتدفق حيوية و نشاطا و آمالا و لذلك فقد جعلت اتأمل آمال هؤلاء الشباب الذين فقدناهم و إذا بهم كانوا يؤملون آمالا كثيرة من وظيفة و زواج و بيت و أولاد و سفر وبهجة ثم لم تلبث هذه الآمال أن تلاشت بنزول القدر و إنقطاع هذه التطلعات فوجدتني أصيح بأعلى صوتي يا شباب اتعظو
يا شباب اتعظو فالموت يأتي فجأة بدون مقدمات، يا شباب اتعظو فإني رأيت كبار السن بيننا قليل فأدركت أن الذين ماتوا و هم شباب أكثر، يا شباب اتعظو فإن الحياة مهما طالت فهي قصيرة مقارنة بالدار الآخرة. يا شباب اسمعوها من مخلص صادق لكم، كلوا و اشربوا و استمتعوا و سافروا و لكن لا تتركوا الصلاة لا تتجرؤا على المعاصي بحجة إمكانية التوبة فيما بعد كونوا عونا لبعض في الطاعة فإن الصاحب ساحب و لا تهونوا على بعض الوقوع في المعاصي و تذكروا أن نعم الله علينا كثيرة و الذي طلب منا مقابله قليل اسأل الله لي و لكم الهداية والثبات
هو الموت ما منه ملاذ و مهـــــــــرب = متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
نؤمل آمالا و نرجو نتاجـــــــــــــــــها = لعل الردى مما نرجيــــــــه أقرب
و نبني القصور المشمخرات في الهوا = و في علمنا أنا نموت و تخـــــرب
إلى اللقاء