المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإنسانية العليا


السلطان
30-01-2011, 10:11 AM
من أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، طويل السكوت، لا يتكلم في غير حاجة، ليس بالجافي ولا المهين، يعظم النعمة وإن دقت لا يذم منها شيئا, ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها، فإذا تعدى الحق لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها؛ وكان خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه ولا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه، ولا يطوي عن أحد من الناس بشره، قد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق سواء؛ يحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهيه، معتدل الأمر غير مختلف؛ وكان أشد الناس حياء، لا يثبت بصره في وجه أحد، له نور يعلوه كأن الشمس تجري في وجهه، لا يؤيس راجيه, ولا يخيب عافيه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول؛ أجود الناس بالخير.
صلى الله وسلم على صاحب هذه الصفات التي لا يجد الكمال الإنساني مذهبا عنها ولا عن شيء منها، ولا يجد النقص البشري مساغا إليها ولا إلى شيء منها؛ ففيها المعنى التام للإنسانية، كما أن فيها المعنى التام للحق، ومن اجتماع هذين يكون فيها المعنى التام للإيمان.
هي صفات إنسانها العظيم، وقد اجتمعت له لتأخذ عنه الحياة إنسانيتها العالية؛ فهي بذلك من برهانات نبوته ورسالته.
ولو جمعت كل أوصافه صلى الله عليه وسلم ونظمتها بعضها إلى بعض، واعتبرتها بأسرارها العلمية لرأيت منها كونا معنويا دقيقا قائما بهذا الإنسان الأعظم، كما يقوم هذا الكون الكبير بسننه وأصول الحكمة فيه، ولأيقنت أن هذا النبي الكريم إن هو إلا معجم نفسي حي ألفته الحكمة الإلهية بعلم من علمها، وقوة من قوتها، لتتخرج به الأمة التي تبدع العالم إبداعا جديدًا، وتنشئه النشأة المحفوظة له في أطوار كماله.
ولن ترى في الإنسانية أسمى من اجتماع هذه الصفات بعضها إلى بعض وإني لأكاد كلما تأملتها أحسب هذا السمو قضاء وقدرًا بإنسان على الإنسانية كلها. وهي دليل على أنه الإنسان الذي خلق للدنيا لا لنفسه؛ فهو لا ينمو بما يكون على الناس من الحق، ولكن بما يكون للناس عليه من الواجبات، كأنما هو حقيقة كونية تعيش عيشها، فما تكون في الوجود إلا لتقرر وجودها هي، ولا تنتهي حين تنتهي بذاتها إلا لتبدأ معانيها في غيرها، فهو صلى الله عليه وسلم إنسان غرس في التاريخ غرسا ليكون حدا لزمن وأولا لزمن بعده، وما كانت حياته تلك إلا طريقة غرسه، وهو أبدًا قائم في مكانه الاجتماعي، إذ كان الزمن كلما تقدم زاد في إثباته، وقد أصبح في الدنيا كأنه جهة من الجهات لا إنسان من الناس، فلن يتغير أو يمحى إلا إذا تغير أو محي المشرق والمغرب
__________________

الفيصل
30-01-2011, 02:37 PM
جزاك الله كل خير على هذا الموضوع

وجعله الله في ميزان حسناتك

السلطان
01-02-2011, 07:00 AM
بارك الله فيك شكرا على المرور

عاشق ديرتي
01-02-2011, 03:28 PM
جزاك الله كل خير على هذا الموضوع

وجعله الله في ميزان حسناتك

ابو نايف
02-02-2011, 06:32 AM
جزاك الله كل خير على هذا الموضوع

وجعله الله في ميزان حسناتك

الناقد
02-02-2011, 01:24 PM
بارك الله فيك يالسلطان ...وجزاك الجنه
واسال الله ان يكتبه بميزان حسناتك
يعطيك العافيه

أبو بـ ح ـر
03-02-2011, 04:48 AM
يسلمووووووووووووووو

على الموضوع الرائع

لا تحرمنا جديدك

http://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/94.gif

السلطان
03-02-2011, 07:28 AM
مشكورررررررررررررين عاى المرور