شهيّد مؤتَه [ عَبدُاللهِ بِنْ روَآحَة ]

[أبو بـ ح ـر]

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12926214411.png

عبدُاللهِ بِنْ روَآحّه
هُو أبُو محمدْ بِن عبداللهِ بِنْ روَآحه بِنْ ثعلبّة الأنصَآري الخَزرجِيْ
صحَآبِيْ كَآنْ يكتُبْ بِ الجَآهليَةٍ ويقولْ شعرًا ،
شهَدْ العقبَة نقيبًا عَنْ أهله
وَ أخى الرسُولْ صَلىّ اللهُ عليه وسَلم بينِه وبين
المقدآد بن عمروُ شَآركَ فِي خزوَة بدرْ وكَآنْ أوَلْ مَنْ خرجَ للمُبآرزَة مَع أثنينْ مِن الأنصَآرْ
لكِنْ عُتبّه بِنْ ربيعّة أبى إلآ أن يبكُونْ النزَآل مَع قُريشّ فَ خرجْ حمزَة ورفآقَه عليّ وعبيده بن الحآرثْ
وَأَرُسُلَّه الْرَّسُول صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم لِيُبَشِّر الْمُسْلِمِيْن بِالْنَّصْر وَشَهِد مَابَعْدَهَا مِن مَشَاهِد
و كَآِن كَثِيْر الْتَّعَبُّد ثَنَى عَلَيْه الْنَّبِي فَقَال:
«رَحِم الْلَّه عَبْد الْلَّه بْن رَوَاحَة إِنَّه يُحِب الْمَجَالِس الَّتِي تَتَبَاهَى بِهَا الْمَلَائِكَة».
وَقَال أَيْضا : «نِعْم الْرَّجُل عَبْد الْلَّه بْن رَوَاحَة»
وَرُوِي أَنَّه أَتَى الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم وَهُو يَخْطُب فَسَمِعَه يَقُوْل: اجْلِسُوْا. فَجَلَس مَكَانَه
خَارِج الْمَسْجِد حَتَّى فَرَغ الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم مَن خُطْبَتِه
فَقَال لَه: زَادَك الْلَّه حِرْصَا عَلَى طَوَاعِيَة الْلَّه وَطَوَاعِيَة رَسُوْلِه.
وَكَان أَوَّل خَارِج إِلَى الْغَزْو وَآَخِر قَافِل مِنْه.


http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12926214412.png

كَان أَحَد الْشُّعَرَاء الْثَّلاثَة الَّذِيْن تَصَدَّوْا لِلْمُشْرِكِيْن وَدَافِعُوْا عَن
رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم وَعَن الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمِيْن.
وَمِن شِعْرِه فِي الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم:

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12926196341.png

فَقَال لَه الْنَّبِي : «وَأَنْت فَثَبَّتَك الْلَّه يَا بْن رَوَاحَة»
-
وَمَن أَحْسَن مَا مُدِح بِه الْنَّبِي قَوْل عَبْد الْلَّه بْن رَوَاحَة :

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12926196342.png

وَفِي عُمْرَة الْقَضَاء قَال بَيْن يَدَي الْنَّبِي :

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12926196343.png

فَقَال لَه عُمَر بْن الْخَطَّاب: « يَا بْن رَوَاحَة أَفِي حَرَم الْلَّه وَبَيْن يَدَي رَسُوْل الْلَّه ؟ »
فَقَال الْنَّبِي : «خِل عَنْه يَاعُمَر، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه لَكَلَامُه أَشَد عَلَيْهِم مِن وَقْع الْنِّبَال»
،
وَفِي سَنَة ثَمَان لِلْهِجْرَة أَرْسَل رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم جَيْشَا لِمُوَاجَهَة الْرُّوْم وَأْمُر عَلِيّه
زَيْد بْن حَارِثَة وَجَعْفَر بْن أَبِي طَالِب وَعَبْدُاللَّه بْن رَوَاحَة فَإِن اسْتَشْهِدُوْا
ف لْيَرْتض الْمُسْلِمُوْن رَجُلا فَلِيَجْعَلُوه عَلَيْهِم. وَلَمَّا أَرَادُوْا الْخُرُوْج بَكَى عَبْد الْلَّه، فَقَالُوَا
«مَا يُبْكِيْك يَا بْن رَوَاحَة ؟ »
فَقَال: «أَمَا وَالْلَّه مَابْي حَب الْدُّنْيَا وَلَا صُبَابَة إِلَيْهَا وَلَكِنِّي سَمِعْت رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَقْرَأ
( وَإِن مِّنْكُم إِلَّا وَارِدُهَا كَان عَلَى رَبِّك حَتْمَا مَّقْضِيّا ) فَلَسْت أَدْرِي كَيْف لِي بِالْصَّدْر بَعْد الْوُرُوْد ؟ »
قَال الْمُسْلِمُوْن : « صَحِبَكُم الْلَّه وِرُدُّكُم إِلَيْنَا صَالِحِيِن وَدَفَع عَنْكُم »
فَأَجَابَهُم عَبْد الْلَّه مُّبِيْنا تَطَلُّعَه إِلَى الْشَّهَادَة

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12926196344.png

ثُم سَارُوْا حَتَّى بَلَغُوْا بِادْيَة الْشَّام فَعَلِمُوَا بِأَن الْرُّوْم مِئَتَا أَلْف بَيْنَمَا جَيْش الْمُسْلِمِيْن ثَلَاثَة آَلِاف
فَأَرَادُوَا أَن يَتَوَقَّفُوا وَيُرْسِلُوْا إِلَى رَسُوْل الْلَّه لِيَعْلِّمُوه فَشَجَّعَهُم عَبْد الْلَّه بْن رَوَاحَة
عَلَى الْمُضِي إِلَى الْجِهَاد. وَسَمِعَه زَيْد بْن أَرْقَم ذَات لَيْلَة يَقُوْل:

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12926196345.png

فَبَكَى زَيْد، فَضَرَبَه عَبْد الْلَّه بِالْدِّرَّة وَقَال : «مَاعَلَيْك يَا لُكَع أَن يَرْزُقَنِي الْلَّه الْشَّهَادَة وَتَرْجِع أَنْت»
وَلْمَادار الْقِتَال اسْتُشْهِد زَيْد وَجَعْفَر فَحَمَل الْرَّايَة عَبْد الْلَّه وَهُو يَقُوْل:

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12926203861.png

ثُم قَال: «يَا نَفْس إِلَى أَي شَيْء تَّتُوْقِيْن؟ إِلَى فُلَانَة -امْرَأَتَه- فَهِي طَالِق وَإِلَى فُلَان وَفُلَان -غِلْمَانَه-
فَهُم أَحْرَار وَإِلَى بُسْتَان لَه فَهُو لِلَّه وَلِرَسُوْلِه». ثُم قَال:

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12926203862.png

فَانْدَفَع يُقَاتِل بِبَسَالَة لَا مِثَيِل لَهَا، فَطُعِن فَاسْتَقْبَل الْدَّم بِيَدِه فَدَلَك بِه وَجْهُه وَقَال:
«يَا مَعْشَر الْمُسْلِمِيْن ذُبُّوا عَن لَحْم أَخِيْكُم»


http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12926214413.png

وَجَاءَت غَزْوَة مُؤْتَة
وَكَان عَبْدُاللَّه بْن رَوَاحَة ثَالِث الْأُمَرَاء بِعَد زَيّد وَجَعْفَر
وَوَقَف ابْن رَوَاحَة رَضِي الْلَّه عَنْه وَالْجَيْش يَتَأَهَّب لِمُغَادَرَة الْمَدِيْنَة
وَتُحَرِّك الْجَيْش الَى مُؤْتَة وَحِيْن اسْتَشْرَف الْمُسْلِمُوْن عَدُوِّهِم
حَزَرَوْا جَيْش الْرُّوْم بِمِائَتَي أَلْف مُقَاتِل ، اذ رَأَوْا صُفُوْفا لَا آَخِر لَهَا، وَأَعْدَاد نَفُوْق الْحَصْر وَالْحِسَاب..!!
وَنَظَر الْمُسْلِمُوْن الَى عَدَدِهِم الْقَلِيْل، فوْجَمُوا.. وَقَال بَعْضُهُم :
" فَلْنَبْعَث الَى رَسُوْل الْلَّه، نَخْبُرَه بِعَدَد عَدُوِّنَا، فَامَّا أَن يَمُدَّنَا بِالْرِّجَال، وَأَمَّا أَن يَأْمُرَنَا بِالزَّحْف فَنُطِيع"..
نَهَض أَبِن رَوَآحَه وَسَط صُفُوْفَهُم كَالْنَّهَار، وَقَال لَهُم:
" يَا قَوْم..
انّا وَالْلَّه، مَا نُقَاتِل الَا بِهَذَا الْدِّيْن الَّذِي أَكْرَمَنَا الْلَّه بِه
فَانْطَلَقُوْا.. فَانَّمَا هِي احْدَى الْحُسْنَيَيْن، الْنَّصْر أَو الْشَّهَادَة"...
وَهَتَف الْمُسْلِمُوْن الْأَقَلُّون عَدَدَا، الْأَكْثَرُوْن ايْمَانا،..
هَتَفُوُا قَائِلِيْن:
"قَد وَالْلَّه صَدَق ابْن رَوَاحَة"..
وَمَضَى الْجَيْش الَى غَايَتُه، يُلَاقِي بِعَدَدِه الْقَلِيْل مِائَتَي أَلْف
حَشَدَهُم الْرُّوْم لِلَقَّال الْضَّارِي الْرَّهِيْب
وَالْتُّقَى الْجَيْشَان كَمَا ذَكَرْنَا مِن قِبَل
وَسَقَط الْأَمِير الْأَوَّل زَيْد بْن حَارِثَة شَهِيْدا مُجِيدا
وَتَلَاه الْأَمِير الْثَّانِي جَعْفَر بْن عَبْد الْمُطَّلِب حَتَّى أَدْرَك الْشَّهَادَة فِي غِبْطَة وَعَظَمَة
وَتَلَاه ثَالِث الْأُمَرَاء عَبْدِالْلَّه بْن رَوَاحَة فَحَمَل الْرَّايَة مِن يَمِيْن جَعْفَر..
وَكَان الْقِتَال قَد بَلَغ ضَراوَتِه ، وَكَادَت الْقِلَّة الْمُسْلِمَة تَتُوْه فِي زِحَام الْعَرَمْرَم الْلَّجِب، الَّذِي حَشْدِه هِرَقْل..
وَحِيْن كَان ابْن رَوَاحَة يُقَاتِل كَجُنْدِي، كَان يَصُوْل وَيَجُوْل فِي غَيْر تَرَدُّد وَلَا مُبَالَاة
أَمَّا الْآَن، وَقَد صَار أَمِيْرَا لِلْجَيْش وَمَسْؤُولا عَن حَيَاتِه،
فَقَد بَدَا أَمَام ضَرَاوَة الْرُّوْم، وَكَأَنَّمَا مَرَّت بِه لَمْسَة تَرَدُّد وَتَهَيُّب، لَكِنَّه مَا لَبِث
أَن اسْتَجَاش كُل قَوِى الْمُخَاطَرَة فِي نَفْسِه وَصَاح انْطَلِق يَعْصِف بِالْرَّوْم عَصْفا..
وَلَا كِتَاب سَبَق بِأَن يَكُوْن مَوْعِدُه مَع الْجَنَّة، لَظَل يَضْرِب بِسَيْفِه حَتَّى يُفْنِي الْجُمُوْع الْمُقَاتِلَة..
لَكِن سَاعَة الْرَّحِيْل قَد دُقَّت مُعْلِنَة بِدْء الْمَسِيرَة الَى الْلَّه، فَصَعِد شَهِيْدا..
هَوَى جَسَدِه، فَصَعِدْت الَى الْرَّفِيْق الْأَعْلَى رُوْحُه الْمُسْتبسّلّة الْطَّاهِرَة
وَتَحَقَّقَت أَغْلَى أَمَانِيِّه:
حَتَّى يُقَال اذَا مَرُّوْا عَلَى جَدَثِي !
يَا أَرْشَد الْلَّه مِن غَار، وَقَد رَشَدَا
نَعَم يَا ابْن رَوَاحَة..
يَا أَرْشَد الْلَّه مِن غَاز وَقَد رَشَدَا..!!
وَبَيْنَمَا كَان الْقِتَال يَدُوْر فَوْق أَرْض الْبَلْقَاء بِالْشَّام
كَان رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَجْلِس مَع أَصْحَابِه فِي الْمَدِيْنَة، يُحَادِثُهُم وَيُحَادِّثُونَه..
وَفَجْأَة وَالْحَدِيْث مَاض فِي تَهَلَّل وَطُمَأْنِيْنَة، صَمَت رَسُوُل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم
وَأُسْدِل جَفْنَيْه قَلِيْلا.. ثُم رَفَعَهُمَا لِيَنْطَلِق مِن عَيْنَيْه بَرِيْق سَاطِع يُبَلِّلُه أَسَى وُحَنَان..!!
وطوّفت نَظَرَاتِه الْآَسِيَّة وُجُوْه أَصْحَابِه وَقَال:
"أَخَذ الْرَّايَة زَيْد بْن حَارِثَة فَقَاتَل بِهَا حَتَّى قُتِل شَهِيْدا
ثُم أَخَذَهَا جَعْفَر فَقَاتَل بِهَا، حَتَّى قُتِل شَهِيْدا"
وَصُمْت قَلِيْلا ثُم اسْتَأْنَف كَلِمَاتِه قَائِلا:
" ثُم أَخَذَهَا عَبْدِالْلَّه بْن رَوَاحَة فَقَاتِل بِهَا، حَتَّى قُتِل شَهِيْدا"..
ثُم صَمَت قَلِيْلا وَتَأَلَّقَت عَيْنَاه بِوَمْض مُتَهَلِّل، مُطْمَئِن، مُشْتَاق. ثُم قَال:
" لَقَد رُفِعُوْا الَى الْجَنَّة"..
أَيَّة رِحْلَة مَجِيْدَة كَانَت..
وَأَي اتِّفَاق سَعِيْد كَان..
لَقَد خَرَجُوْا الَى الْغَزْو مَعَا..
وَكَانَت خَيْر تَحِيَّة تُوَجَّه لِذِكْرَاهُم الْخَالِدَة، كَلِمَات رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم:
" لَقَد رُفِعُوْا الَى الْجَنَّة".

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12926203863.png

[السلطان]

http://img167.imageshack.us/img167/7738/99801138oz2.gif

[( أبو ســـهـل )]

ابو بحر
جزاك الله خير الجزاء
وجعل الله ما قدمت في ميزان حسناتك
الله يعطيك الف عافية
تقبل أجمل التحايا وأعطرها