( أبو ســـهـل )
10-11-2008, 11:19 PM
هل فعلاً اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية؟
http://i38.tinypic.com/29n7xhl.jpg
دانية مزاحم آل غالب
جريدة المدينه
علاقاتنا الاجتماعية ساءت وتفككت بسبب دور الناقد اللاذع ودور الصامت السلبي، وواقع سيكولوجية الإنسان الرافضة للنقد. وقد تصبح العلاقات أفضل ، لو أعدنا إلى قناعاتنا مبدأ (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية).
دانية مزاحم آل غالب
هيهات أن يكون الإنسان كاملاً لا يخطئ. لكن جلّ الناس يأبون أن يقال لهم : هذا خطأ . وينقمون على الصراحة والنقد مهما كان بناءً.
وقد أثبت علم النفس أن طبيعة الإنسان و (سيكولوجيته) المفطور عليها تجعله يقبل بالمجاملات والبشاشة ولو كانت خداعاً ونفاقاً..ويرفض الصراحة مهما حملت له من حقائق لو أخذها بعين الاعتبار لاستفاد كثيراً.
وتجد هؤلاء -وهم كثر- يذهلون إذا ما صارحتهم بأخطائهم وواجهتهم بعيوبهم وجوانب القصور لديهم وكأنهم في النيران يحترقون.
وتجدهم يهبون يدافعون ويجادلون ويبحثون عن مبررات ويحاولون مغالطة الحقيقة/ وقد لايقف الأمر عند هذا الحد بل يتعدى إلى اتهامك بأنك صاحب نوايا خبيثة ، أو تغار منهم ،أو ينقلب الأمر عليك بأن ينهال عليك من واجهته بخطئه بذكر هناتك وأخطائك، وزلاتك وهفواتك، فيتحوّل الأمر إلى معركة.. (الشاطر) فيها من يسدد للآخر أكبر قدر من الاتهامات والانتقادات. وكأن هم الدنيا لدى هؤلاء يحصر في أن يكونوا على صواب، وأقرب إلى الكمال إن لم يكونوا الكمال نفسه!! وينسون أنهم لم يخلقوا والكمال في بوتقة واحدة. فالكمال غاية كلنا نحلم بالوصول إليها لكننا لانصلها مطلقا..لأن الكمال ليست صفة إنسانية!.
لذا أصبحت المجاملات الكاذبة والنفاق الاجتماعي اللغة السائدة بين الناس . ومن لايجامل يتهم بأنه فظ غليظ عديم الذوق.وتجده يتخذ موقفا يلتزم فيه الصمت تحت شعار (وأنا مالي)!! ليتجنّب إيذاء مشاعر أحد أو إثارة غضبه .. وخسران مودته .
لأننا نعيش زمنا أعتنق أهله مبدأ : (اختلاف الرأي يفسد للود كل قضية). وهذا الموقف الصامت سلبي بكل المقاييس، لأنه يعوّد المرء على السكوت عن الحق .. فبالتالي كثرت الشياطين الخرساء بيننا.
فمراعاة مشاعر الآخرين وتجنب إثارة غضبهم ممكن أن يتحققا متى ما عرف المرء كيف يواجه الآخرين بأخطائهم دون هجوم وتجريح وإهانة . ودون أن يتخذ موقف الواعظ الذي يرفضه الكثيرون.
وصنف آخر من الناس تجده يتخذ موقف الناقد دوما (بلزوم ومن غير لزوم) فينتقد هذا ويوبخ ذاك.. ويذكر عيوب الثالث ويواجهه بها مؤمناً بأنه لابد أن يقول الحق غير عابئ بمشاعر الناس، متجاهلاً الحقيقة التي ذكرتها في بدء مقالي حول رفض الناس للنقد وذكر العيوب والأخطاء.
وتجده يواجهك بأخطائك بأسلوب قاس لاذع يشبه ضرب السياط وقد يكون قصده حسناً.. فهو يريد تبصيرك بأخطائك لكنه خسر في معركة حسن النوايا بسوء الكلام الذي صدر منه.
وبدلا من أن تقدّر فيه بادرته وصراحته تجد نفسك وقد نفرت منه وغضبت من أسلوبه، وربما يصيبك العناد فتأبى العودة عن أخطائك. وبالتالي تكون النتيجة سلبية وهو أمر طبيعي لبداية سلبية.
وعلاقاتنا الاجتماعية ساءت وتفككت بسبب دور الناقد اللاذع ودور الصامت السلبي، وواقع سيكولوجية الإنسان الرافضة للنقد. وقد تصبح العلاقات أفضل ، وتقل المشاحنات .. لو أعدنا إلى قناعاتنا مبدأ (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية) بأن يتوخى المرء المواجهة مع الآخر بالهجوم والنقد الجارح.. وأن يتحوّل من المجابهة إلى الملاينة، وأن يذكر محاسن الآخر قبل عيوبه.. وأن يذكر عيوب نفسه وأخطاءه قبل أن ينحني على الآخر باللائمة وأن يقدّم النصح بأسلوب رقيق بعيداً عن الأوامر وفرض الرأي وأسلوب المعلّم الذي يريد أن يُظهر تفوّقاً لا أن يُعلّم متفوّقاً.
فبدلاً من قول : افعل ولا تفعل.. يمكن استخدام: ألا تظن أنه كان جديراً بك أن تفعل هذا؟!.
وبدلاً من الهجوم بانتقاد الأخطاء.. يمكن للمرء أن يذكر أخطاءه المشابهة والتي أوصلته إلى القناعة بأن الموقف كان لابد أن يفعل فيه كذا وكذا..عندئذ تخف وطأة النقد .. ويصبح الطرف المتلقي مستقبلاً جيدا لكلام شخص لاينوي إظهار التفوق عليه.
http://i38.tinypic.com/29n7xhl.jpg
دانية مزاحم آل غالب
جريدة المدينه
علاقاتنا الاجتماعية ساءت وتفككت بسبب دور الناقد اللاذع ودور الصامت السلبي، وواقع سيكولوجية الإنسان الرافضة للنقد. وقد تصبح العلاقات أفضل ، لو أعدنا إلى قناعاتنا مبدأ (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية).
دانية مزاحم آل غالب
هيهات أن يكون الإنسان كاملاً لا يخطئ. لكن جلّ الناس يأبون أن يقال لهم : هذا خطأ . وينقمون على الصراحة والنقد مهما كان بناءً.
وقد أثبت علم النفس أن طبيعة الإنسان و (سيكولوجيته) المفطور عليها تجعله يقبل بالمجاملات والبشاشة ولو كانت خداعاً ونفاقاً..ويرفض الصراحة مهما حملت له من حقائق لو أخذها بعين الاعتبار لاستفاد كثيراً.
وتجد هؤلاء -وهم كثر- يذهلون إذا ما صارحتهم بأخطائهم وواجهتهم بعيوبهم وجوانب القصور لديهم وكأنهم في النيران يحترقون.
وتجدهم يهبون يدافعون ويجادلون ويبحثون عن مبررات ويحاولون مغالطة الحقيقة/ وقد لايقف الأمر عند هذا الحد بل يتعدى إلى اتهامك بأنك صاحب نوايا خبيثة ، أو تغار منهم ،أو ينقلب الأمر عليك بأن ينهال عليك من واجهته بخطئه بذكر هناتك وأخطائك، وزلاتك وهفواتك، فيتحوّل الأمر إلى معركة.. (الشاطر) فيها من يسدد للآخر أكبر قدر من الاتهامات والانتقادات. وكأن هم الدنيا لدى هؤلاء يحصر في أن يكونوا على صواب، وأقرب إلى الكمال إن لم يكونوا الكمال نفسه!! وينسون أنهم لم يخلقوا والكمال في بوتقة واحدة. فالكمال غاية كلنا نحلم بالوصول إليها لكننا لانصلها مطلقا..لأن الكمال ليست صفة إنسانية!.
لذا أصبحت المجاملات الكاذبة والنفاق الاجتماعي اللغة السائدة بين الناس . ومن لايجامل يتهم بأنه فظ غليظ عديم الذوق.وتجده يتخذ موقفا يلتزم فيه الصمت تحت شعار (وأنا مالي)!! ليتجنّب إيذاء مشاعر أحد أو إثارة غضبه .. وخسران مودته .
لأننا نعيش زمنا أعتنق أهله مبدأ : (اختلاف الرأي يفسد للود كل قضية). وهذا الموقف الصامت سلبي بكل المقاييس، لأنه يعوّد المرء على السكوت عن الحق .. فبالتالي كثرت الشياطين الخرساء بيننا.
فمراعاة مشاعر الآخرين وتجنب إثارة غضبهم ممكن أن يتحققا متى ما عرف المرء كيف يواجه الآخرين بأخطائهم دون هجوم وتجريح وإهانة . ودون أن يتخذ موقف الواعظ الذي يرفضه الكثيرون.
وصنف آخر من الناس تجده يتخذ موقف الناقد دوما (بلزوم ومن غير لزوم) فينتقد هذا ويوبخ ذاك.. ويذكر عيوب الثالث ويواجهه بها مؤمناً بأنه لابد أن يقول الحق غير عابئ بمشاعر الناس، متجاهلاً الحقيقة التي ذكرتها في بدء مقالي حول رفض الناس للنقد وذكر العيوب والأخطاء.
وتجده يواجهك بأخطائك بأسلوب قاس لاذع يشبه ضرب السياط وقد يكون قصده حسناً.. فهو يريد تبصيرك بأخطائك لكنه خسر في معركة حسن النوايا بسوء الكلام الذي صدر منه.
وبدلا من أن تقدّر فيه بادرته وصراحته تجد نفسك وقد نفرت منه وغضبت من أسلوبه، وربما يصيبك العناد فتأبى العودة عن أخطائك. وبالتالي تكون النتيجة سلبية وهو أمر طبيعي لبداية سلبية.
وعلاقاتنا الاجتماعية ساءت وتفككت بسبب دور الناقد اللاذع ودور الصامت السلبي، وواقع سيكولوجية الإنسان الرافضة للنقد. وقد تصبح العلاقات أفضل ، وتقل المشاحنات .. لو أعدنا إلى قناعاتنا مبدأ (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية) بأن يتوخى المرء المواجهة مع الآخر بالهجوم والنقد الجارح.. وأن يتحوّل من المجابهة إلى الملاينة، وأن يذكر محاسن الآخر قبل عيوبه.. وأن يذكر عيوب نفسه وأخطاءه قبل أن ينحني على الآخر باللائمة وأن يقدّم النصح بأسلوب رقيق بعيداً عن الأوامر وفرض الرأي وأسلوب المعلّم الذي يريد أن يُظهر تفوّقاً لا أن يُعلّم متفوّقاً.
فبدلاً من قول : افعل ولا تفعل.. يمكن استخدام: ألا تظن أنه كان جديراً بك أن تفعل هذا؟!.
وبدلاً من الهجوم بانتقاد الأخطاء.. يمكن للمرء أن يذكر أخطاءه المشابهة والتي أوصلته إلى القناعة بأن الموقف كان لابد أن يفعل فيه كذا وكذا..عندئذ تخف وطأة النقد .. ويصبح الطرف المتلقي مستقبلاً جيدا لكلام شخص لاينوي إظهار التفوق عليه.