المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ومرت أيام 1428 هجرية


ابو نايف
28-12-2007, 08:35 PM
إذا أصبحت في آخر ليالي هذا العام ، وشعرت أنك سوف تودع شمس اليوم الأخير من أيام ذي الحجة ...
فارتقب وقوع حدث كوني هام ، واحشد طاقتك لإستقباله!
أنصت بأذن قلبك قليلاً ، فلعلها ساعات أو دقائق وتسمع صرير بوابة العام الهجري الجديد وهي تفتح...ياله من حدث عظيم لو استشعرناه حقاً و صدقاً!!
حدث يحتاج منا إلى وقفة تأمل قبل وقوعه..ألق نظرة متأملة إلى الخلف...إلى هذا العام المنصرم الذي ستغادر بوابته بعد قليل...ماذا فعلت فيه؟؟

كم منعطف من منعطفاته استهواك فانزلقت قدماك فيه؟
كم محطة من محطات الوقود فيه فاتتك فلم تتزود منها؟!
لو نطق هذا العام أتراه سيكون شاهداً لك أم عليك؟!

انظر إلى السجاد الطويل الذي ظللت تسير عليه مسيرة ثلاثمائة وستين يوماً!!!
إنه يطوى الآن طيا
يطوى ويطوي معه كل ماطبعت عليه من آثار وخطوات..وكل ما سطرت عليه من أحرف وكلمات ..
هناك مساحات مضيئه تشهد لك بذكر وطاعة وصلاة وصيام وامر بالمعروف وتنفيس كرب وتعاون وقول للمعروف...

وبين الطيات أجزاء سود ملطخة بأوحال الذنوب وأدران المعاصي (سمع للحرام ونظر للحرام وفعل للحرام وتفكير في الحرام...)
والسجاد يطوى ويطوى ولم يب
ق منه سوى الجزء اليسير الذي تقف عليه الآن ، وبعد قليل سيطوى هو أيضاً..ليصبح لك سجل كوني يشهد غدا بما فعلت فيه..

سجل اسمه العام (1428 هــ) !!!..

يقول الله عزوجل { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ـــ ووجدوا ماعملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا}

عام ينطوي من أعمارنا وينقضي من آجالنا..وهذا حال الدنيا كما تشرق شمسها لابد أن تغيب...
وكما تغيب شمس هذا العام ستغيب شمس أعمارنا وصدق الحسن البصري عندما قال (( يا ابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك))

ترى ماهو الأثر الأخير الذي تود طباعته على سجاد هذا العام قبل أن تخطوا آخر خطوة وتتركه؟!
كن عالي الهمة وانهض وافعل شيئاً تفتخر بحفظه في سجل هذا العام ... حاول أن تسجل هدفا في الوقت الضائع كما يقولون...

إذا داهمك الوقت وشعرت أن السجاد يسحب من تحت قدميك فلا أقل من أن تقول ثلاثًاً وبقلب حاضرا (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) فإنها تغفر الذنوب وإن كانت مثل زبد البحر..وإنك إن فعلت ذلك تكون قد غسلت سجادك في لحظة من كل آثار الأوحال والأقدار ، واحتفظت بسجل نقي طاهر لا رجس فيه ولا دنس.....والآن انظر إلى الأمام

تقدم نحو البوابة المفتوحة أمامك..نحو السجاد الأبيض الجديد المفروش بين يديك.. حذار حذار أن تلوثه من الخطوة الأولى ...

قف قليلاً قبل أن تطأه و اسال الله أن يلهمك في عامك الجديد الهدى والسداد...ثم اضمر النية على أن تفعل في هذا العام من القرب والتزود ونصرة المسلمين مالم تفعله من قبل...
احرص على أن يكون عامك الجديد أفضل من المنصرم..حتى يكون خط سيرك إلى الله في صعود لا هبوط..

تحلل من جواذب الأرض ما استطعت إن كنت تريد الارتقاء...تعرف إلى الله بكل وسيلة تزود حبا..وشوقاً إليه وقرباً منه....بهذه المعاني أخي الكريم انطلق في عامك الجديد


وكل عام وانتم إلى الله أقرب

ابو سعود
28-12-2007, 09:04 PM
مشكور يالغالي على موضوعك الرائع

نسير إلى الآجال في كل لحظة = وأعمارنا تطوى وهنَّ مراحل

ترحل من الدنيا بزاد من التقى = فعمرك أيـام وهن قلائــل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

أعد الليالي ليلة بعد ليلة = وقد عشت دهراً لا أعد اللياليا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إنا لنفرح بالأيام نقطعهــــا = وكل يوم مضـى يدني من الأجل

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً = فإنما الربح والخسران في العمـل

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ها نحن نودع عاماً كاملاً من أعوام العمر، فما أسرع ما مضى وانقضى، وما أعظم ما حوى، فكم من حبيب فيه فارقنا،

وكم من اختبار وبلاء فيه واجهنا، وكم من سيئات فيه اجترحنا، وكم من عزيز أمسى فيه ذليلاً، وكم من غني أضحى

فيه فقيراً، وكم من حوادث عظام مرت بنا ولكن أين المعتبرون المبصرون، وأين الناظرون إلى قول النبي : ((نعمتان

مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))