المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يحكى أن (2)


همام
03-08-2009, 10:25 PM
يُحكى أنَ رجلا سبعينيا دخل على ولده المنهمك في عمله على حاسوبه فجلس بجانبه ثم نظر إلى طائر في حديقة المنزل فقال لولده: يا بني ما هذا؟ فالتفت الابن إلى الحديقة فلم رأى الطائر قال: هذا طائر, و عاد إلى حاسوبه. سكت الأب قليلا ثم أعاد السؤال على ولده: يا بني ما هذا؟ فالتفت الابن مرة أخرى إلى الحديقة فلما علم أنه يقصد الطائر قال له - و لكن بنبرة أشد من الأولى-: يا أبي قلت لك هذا طائر, و عاد إلى حاسوبه لكن كان يبدو عليه التوتر. سكت الأب قليلا تم أعاد السؤال على ابنه مرة ثالثة. فالتفت إليه الولد وقال و هو مغضب: يا أبي ألا تفهم, ألا ترى, أقول لك هذا طائر, هذا طائر, كم مرة تريدني أن أرددها عليك, ألا تريدني أن أكمل عملي.
سكت الأب قليلا ثم دخل المنزل و خرج بعد دقائق إلى ولده و في يده دفتر للمذكرات و يبدو عليه القدم, فقال لابنه: يا بني, هل تسمح أن تقرأ هذه الصفحة؟ أخذ الابن الدفتر- وكان لا يزال يبدو عليه بعض الانفعال- ثم بدأ يقرأ
(( في هذا اليوم كنت منهمكا في تصميم بعض المخططات الإنشائية فدخل علي ابني صاحب الأربع سنين و أخذ يعبث قليلا بالمكتب فلما رأى طائرا على شرفة المنزل بادرني بالسؤال: أبي ما هذا؟ فالتفت, فإذا به يشير إلى الطائر فقلت له: هذا طائر, ثم عدت إلى تصاميمي, فأعاد علي السؤال مرة أخرى أبي, ما هذا؟ فظننته يشير إلى شيء آخر, فالتفت, فإذا هو يشير إلى نفس الطائر, فقلت له: يا حبيبي, هذا طائر. جعل ابني يكرر علي السؤال و أنا أجيبه بنفس الإجابة, لكنني كنت أجيبه و أنا أرسم التصاميم دون الالتفات إليه حتى كرر السؤال عشرين مرة. وضعت القلم و التفت إليه و قد فهمت المغزى و قلت له: أكل هذا غيرة من هذه الأوراق ثم أسرعت إليه و حملته, و ضممته إلى صدري, و خرجت به إلى حديقة المنزل لنلعب سويا ))
أدرك الابن خطأه و وضع وجهه بين دفتي الدفتر و أجهش بالبكاء.
ألا ما أرحم الآباء بأبنائهم و ما أقسى الأبناء على آبائهم إلا من رحم الله.
قال تعالى: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً . واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيراً)
إلى اللقاء في الحلقة القادمة من هذه السلسلة

بنت الديره
03-08-2009, 10:48 PM
همام
سلمت يداك على هذا الطرح الرائع
قصه معبره ومؤثره
لك مني كل الشكر والتقدير

الوسام
03-08-2009, 11:36 PM
همام
اسال الله لك الهمة في هذه السلسله الجميله التربوية الباره
قصه رائعه تحمل بين طياتها معاني جليله
وكم من الاهمال سواء بين الاب او الابن والاعتراف بالحق فضيله
جزيت خيرا على الابداع وننتظر المزيد

فخورة بحجابها
04-08-2009, 06:29 AM
نعم قصه مواثره
اسال الله ان يغفرلي و لوالديه ولجميع المسلمين
نحن في تقصير نسال الله السلامه

همام
04-08-2009, 02:28 PM
بنت الديرة
الوسام
فخورة بحجابها
لكم شكري على مروركم وتعليقكم

ابو خالـــد
04-08-2009, 10:23 PM
حياك الله اخي همام وعودا حميدا

نرجوا ان نراك دائما

موضوع رائع تشكر عليه

لك مني كل التقدير والاحترام

عود الآراك
05-08-2009, 09:26 PM
الله يجزاك خير يا همام



ونسأل الله سبحانه أن يغفر لنا ولوالدينا أجمعين
فحب الوالدين للولد أكبر من حجم الولد نفسه


قصة ذات مغزى وعبر .. لك كل الشكر عليها

همام
05-08-2009, 09:28 PM
أبا خالد
لك شكري على مرورك و تعليقك و حرصي على أن تكون مشاركاتي من مكتوبي لا من منقولي يجعل المسافات بين الحلقات متباعدة كما نبهت في الحلقة الأولى لأن الصوارف كثيرة و الأوقات قليلة وفي الاخوة الخير و البركة و الله المستعان

همام
07-08-2009, 03:35 AM
عود الأرآك
اشكر لك مرورك و تعليقك و كما قلت لابد أن يقوم كل بواجبه لكن التقصير-بشكل عام- في جانب الابناء أكثر.

شاطئ المحبة
07-08-2009, 01:20 PM
شكرا وبارك الله فيك لك مني اجمل تحية

أسـ آل حبه ــد
07-08-2009, 03:21 PM
الله يعطيك العافية والصحة الدائمة على هذا الموضوع ... لك مني أجمل تحية .

همام
07-08-2009, 11:16 PM
شاطئ المحبة
أسد آل حبة
أشكر لكم مروركم و حسن ثناءكم