همام
10-08-2010, 10:39 AM
يحكى أنه كان لملك من الملوك وزيراً حكيماً يلجأ إليه في الصعاب كي يستنير برأيه و يستدل بحنكته. كان الوزير يكثر من مقولة: لعله خير إذا عرضت للملك حادثة غير سعيدة و شكى ذلك إليه. في بادئ الأمر، كان الملك يتقبل ذلك لكنه مع مرور الوقت بدأ يتضايق من إكثار وزيره من هذه المقولة. لم يفصح لوزيره بما كان يتضايق منه حتى أتى يوم و بترت أصبع الملك و هنا قال له الوزير: لعله خير. استشاط الملك غضبا إذ ما هو الخير في بتر أصبعه و أمر بسجن الوزير فكرر الوزير مقولته: لعله خير عندما علم بأمر حبسه. انطلق الملك في رحلة صيد بعد مدة ليست بالطويلة و خلال الرحلة ابتعد عن الحرس حتى وقع في أيدي جماعة مسلحة اقتادته لكي تذبحه قربانا لصنم – تقدس الله عن كل شريك- لهم. عندما هموا بتقديمه للصنم، لاحظوا أصبعه المبتورة فأطلقوه لأنهم يعتقدون أنه لا يصلح قربانا للصنم لأن به عيب. تذكر الملك وزيره المسجون و كيف أنه قال: لعله خير عندما أخبره بقطع أصبعه فأمر بإطلاق سراحه حال و صوله. عندما طيَب الملك خاطر الوزير و أجلسه بجانبه سأله: عرفت الخير في بتر أصبعي فما هو الخير في سجنك عندما حبستك؟ فأجابه الوزير الحكيم: لو كنت طليقا لكنت معك في الصيد و لأمسكوا بي معك و قدموني للصنم.
هذه هي الأمور، قد تبدوا جميلة في ظاهرها و يكون فيها الشقاء و قد تكون مؤلمة في ظاهرها و تكون فيها السعادة و كم من منحة أتت في ثوب محنة فينبغي للعبد أن يعلم أن إختيار الله له خير من إختياره لنفسه و أن يسلم لأي قدر ينزل به
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
و الله يعلم و أنتم لا تعلمون
ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى *** ذرعاً وعندالله منها المخرَجُ
إلى اللقاء
هذه هي الأمور، قد تبدوا جميلة في ظاهرها و يكون فيها الشقاء و قد تكون مؤلمة في ظاهرها و تكون فيها السعادة و كم من منحة أتت في ثوب محنة فينبغي للعبد أن يعلم أن إختيار الله له خير من إختياره لنفسه و أن يسلم لأي قدر ينزل به
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
و الله يعلم و أنتم لا تعلمون
ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى *** ذرعاً وعندالله منها المخرَجُ
إلى اللقاء