المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يحكى أن (11)


همام
01-05-2011, 10:06 AM
يحكى أن رفقة قاموا بزيارة لحديقة الحيوان ليشاهدوا حيوانا ضخما لم يسبق أن رآه أهل القرية يسمى الفيل. وقف كل واحد منهم بجانب جزء من جسم الفيل الضخم ثم رجعوا إلى أهل قريتهم. بدأ الناس يسألونهم عن هذا المخلوق الضخم؟ فأجابهم كل واحد كما ظنه. أما الأول فقد كان يقف عند رجله فقال لهم: الفيل عبارة عن جذع شجرة كبيرة. أما الثاني فقد كان عند خرطومه فقال لهم عندما سألوه عن الفيل : هو عبارة عن أنبوب كبير لضخ الماء. الثالث كان نصيبه عند أذن الفيل فتصور أن الفيل عبارة عن مهفة كبيره للتبريد وقت الحر و هو ما أجاب أصحابه عندما سألوه عن الفيل. الرابع كان بعيدا عنهم فقد كان عند ذيل الفيل فأجاب بأن الفيل مكنسة كبيرة لتنظيف العرصات. الخامس مكث بعيدا عنهم لكنه كان أحسنهم حالا حيث أجابهم: بأن الفيل حيوان ضخم له أربع أرجل كبيره تشبه جذع الشجرة و له خرطوم طويل يشبه الأنبوب و له آذان كبيرة و ذيل طويل.
إن النظرة الجزئية للأشياء هي سبب كبير لبعض مشاكلنا حيث تؤدي إلى عدم النضج في الحكم عليها. إن نظرة هؤلاء الزوار للفيل كانت خاطئة لأنهم أغرقوا في الجزئيات بينما وفق صاحبهم الذي كانت نظرته شامله.
إن الشرع يدلنا على النظرة الشمولية لكل الأمور و الذي له نظر يرى ذلك في مواطن عدة و سأورد بعض الأمثلة. أرشد النبي صلى الله عليه و سلم إلى الطريقة الصحيحة عند التعامل مع الزوجة فقال: (( لا يفرك ( أي لا يكره) مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر)) فينبغي النظر إلى حال الزوجة بالكامل. كذلك ورد عنه صلى الله عليه و سلم أن الله يعز الدين بالرجل الفاجر، لأن قوة الفاجر تصب في المصلحة العامة للمسلمين أما فجوره فهو على نفسه بعكس الرجل الصالح الضعيف فإن ضعفه سيكون على المسلمين و صلاحه لن ينفع المسلمين عامة و لذلك كان يقول عمر رضي الله عنه: اللهم إني أشكو إليك جلد الفاجر و عجز الثقة.
ينبغي الحرص على النظرة الشمولية حتى في جوانب العبادة و كلنا يعرف حديث الثلاثة الذين تقالوا عبادة النبي صلى الله عليه و سلم ( أي رأوها قليلة) لكن وجدوا له عذرا بأنه صلى الله عليه و سلم غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فقال أحدهم: أما أنا فأصوم و لا أفطر، و قال الثاني: أما أنا فأقوم و لا أنام ، و قال الثالث: أما أنا فلا أتزوج النساء، فصحح لهم النبي صلى الله عليه و سلم الصورة و قال لهم: أما أنا فأصوم و أفطر و أقوم و أنام و أتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
ينبغي أن نربي أنفسنا على النظرة الشمولية لكل شيء و البعد عن أن تطغى علينا الجزئيات مع أهميتها بعد النظرة الشمولية لأن ذلك سيجعل معالجتنا للأمور أكثر نضجا.

سؤال: ورد في المقال كلمة لها علاقة بموضوع: مصطلحات حبية لها أصول عربية فما هي؟

الى اللقاء

ريح الشرق
02-05-2011, 10:55 AM
شكــــــــــــــرا لك

موضوع رائع ومميز

الله يعطيك العافية

تقبل أجمل تحية

شسار
03-05-2011, 03:25 AM
http://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/38.gif


الله ماأروعها من كلمات من شخص

مبدع لايتواني عن طرح كل ماهو جميل

سلمت يداك وهي تكتب سحر الكلمات

أسأل الله لك التوفيق الدائم

اجمل التحايا واجملها

بنت الديره
04-05-2011, 04:24 AM
http://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/70.gif

الحياة امل
04-05-2011, 02:33 PM
بارك الله فيك

وجزاك الجنةhttp://www.alhebah.com/vb/mwaextraedit4/extra/57.gif

صاحب السمو
06-05-2011, 03:35 AM
شكرا لك اخي همــــــــــــــــام

على الموضوع الجميل و المفيد ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر

همام
07-05-2011, 08:38 AM
أشكركم جميعا على مروركم و حسن تعليقكم

همام
09-05-2011, 07:58 AM
كنت أتوقع أن المعتصم بالله يدخل و يجيب على السؤال في آخر المقال لكن لعل له عذرا و أنت تلوم. الكلمة التي له علاقة بموضوع مصطلحات حبية لها أصول عربية هي العرصات فكنا نقول لأرضية الغرفة: عرصة، و جمعها عرصات و هو المكان الواسع الذي لا بناء فيه و قد نكون استخدمناها مجازا للدلالة على أرضية الغرفة و منها عرصات يوم القيامة و هي مواقف الحساب التي يرى الناس فيها ربهم