همام
17-05-2012, 06:43 AM
يحكى أن (16)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يحكى أن الفضل بن يحيى البرمكي دخل مع والده السجن بعد غضبة الرشيد عليهم و كان والده لا يتوضأ إلا بالماء الدافىء و لم يكن يسمح لهم بإدخال الحطب إلى السجن، فكان الفضل يمسك بالماء قريبا من المصباح إلى الفجر ليأتيه من حرارته ما يدفئه من أجل أن يتوضأ والده بالماء الدافىء. فطن السجان لما يفعل الفضل فأبعد عنه المصباح، فما كان من الفضل إلا أن أمسك بالماء بين جلده و ملابسه إلى الفجر لكي يكتسب الحرارة من جسمه فيكون جاهزا لوالده.
حقا لقد أتعبت من بعدك أيها الفضل.
أيها الأخوة، بعض المواضيع التكرار فيها يمل، و أما البعض فإن الحديث عنها لا ينتهي و منها بر الوالدين.
إن بر الوالدين ليس ردا للجميل الذي أسداه لك والداك فحسب و إنما هو عبادة و أي عبادة. إن برك لوالديك طاعة لربك قبل أن يكون طاعة لهما و هذا المعنى مهم جدا لكي لا نبر آبائنا ليقال عنا أننا نبرهم و إنما لنال رضا الرحمن بالدرجة الأولى ثم رضا الوالدين. إن التربية بالجوانب المشرقة و القصص الإيجابية – مثل حكايتنا هذه – أفضل بكثير من التربية بالقصص السلبية و التي فيها عقوق.
لقد سطر لنا السلف روائع في برهم لآبائهم فهذا محمد بن المنكدر يقول : "بات أخي يصلي، وبتُّ أغمز قدم أمي، وما أحبُّ أن ليلتي بليلته" إنه إختصار لمعنى العبادة الحقيقية لمن يعلم ما معنى العبادة. و يحكى أن محمد بن سيرين كان إذا كان بحضرة أمه يظن أنه مريض بل هذا حيوة ابن شريح أحد التابعين كان يدرس في المسجد وكانت تأتيه أمه فتقول له : قم فاعلف الدجاج فيقوم ويترك التعليم براً بوالدته. يا إلهي يقصده الناس كلهم و هم مجتمعون عنده و هو رأس و يترك الدرس ليعلف الدجاج برا بأمه. نعم لقد أتعبونا فمهما عملنا مع آبائنا فلن نوفيهم شيئا من حقوقهم و لذلك أختصر النبي صلى الله عليه و سلم ذلك بقوله: (لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه) رواه مسلم و غيره قال الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله في معناه:( مهما فعل الولد من المعروف والإحسان إلى والده لا يجزيه في بره له، ولا يستطيع أن يكافئه على تربيته إياه، إلا أن يجد الولد والده عبداً فيحرره فيكون بذلك قد كافأه)، و لذلك عندما سئل أحدهم ابن عمر هل أدى حق أمه و هو يصف له ما يفعل بها من بره أجابه: لا، و لا بطلقة من طلقاتها.
أيها الأخوة، إنه مهما حرص المرء على بر والديه فإنه سيعجز عن الكمال و لكن أدعوكم جميعا و أدعو نفسي إلى الحرص الشديد على بر آبائنا و أمهاتنا فهما سر وجودنا في الحياة بفضل الله تعالى.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يحكى أن الفضل بن يحيى البرمكي دخل مع والده السجن بعد غضبة الرشيد عليهم و كان والده لا يتوضأ إلا بالماء الدافىء و لم يكن يسمح لهم بإدخال الحطب إلى السجن، فكان الفضل يمسك بالماء قريبا من المصباح إلى الفجر ليأتيه من حرارته ما يدفئه من أجل أن يتوضأ والده بالماء الدافىء. فطن السجان لما يفعل الفضل فأبعد عنه المصباح، فما كان من الفضل إلا أن أمسك بالماء بين جلده و ملابسه إلى الفجر لكي يكتسب الحرارة من جسمه فيكون جاهزا لوالده.
حقا لقد أتعبت من بعدك أيها الفضل.
أيها الأخوة، بعض المواضيع التكرار فيها يمل، و أما البعض فإن الحديث عنها لا ينتهي و منها بر الوالدين.
إن بر الوالدين ليس ردا للجميل الذي أسداه لك والداك فحسب و إنما هو عبادة و أي عبادة. إن برك لوالديك طاعة لربك قبل أن يكون طاعة لهما و هذا المعنى مهم جدا لكي لا نبر آبائنا ليقال عنا أننا نبرهم و إنما لنال رضا الرحمن بالدرجة الأولى ثم رضا الوالدين. إن التربية بالجوانب المشرقة و القصص الإيجابية – مثل حكايتنا هذه – أفضل بكثير من التربية بالقصص السلبية و التي فيها عقوق.
لقد سطر لنا السلف روائع في برهم لآبائهم فهذا محمد بن المنكدر يقول : "بات أخي يصلي، وبتُّ أغمز قدم أمي، وما أحبُّ أن ليلتي بليلته" إنه إختصار لمعنى العبادة الحقيقية لمن يعلم ما معنى العبادة. و يحكى أن محمد بن سيرين كان إذا كان بحضرة أمه يظن أنه مريض بل هذا حيوة ابن شريح أحد التابعين كان يدرس في المسجد وكانت تأتيه أمه فتقول له : قم فاعلف الدجاج فيقوم ويترك التعليم براً بوالدته. يا إلهي يقصده الناس كلهم و هم مجتمعون عنده و هو رأس و يترك الدرس ليعلف الدجاج برا بأمه. نعم لقد أتعبونا فمهما عملنا مع آبائنا فلن نوفيهم شيئا من حقوقهم و لذلك أختصر النبي صلى الله عليه و سلم ذلك بقوله: (لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه) رواه مسلم و غيره قال الشيخ عبدالرزاق عفيفي رحمه الله في معناه:( مهما فعل الولد من المعروف والإحسان إلى والده لا يجزيه في بره له، ولا يستطيع أن يكافئه على تربيته إياه، إلا أن يجد الولد والده عبداً فيحرره فيكون بذلك قد كافأه)، و لذلك عندما سئل أحدهم ابن عمر هل أدى حق أمه و هو يصف له ما يفعل بها من بره أجابه: لا، و لا بطلقة من طلقاتها.
أيها الأخوة، إنه مهما حرص المرء على بر والديه فإنه سيعجز عن الكمال و لكن أدعوكم جميعا و أدعو نفسي إلى الحرص الشديد على بر آبائنا و أمهاتنا فهما سر وجودنا في الحياة بفضل الله تعالى.