همام
19-05-2012, 03:34 PM
يحكى أن الفرزدق طلق زوجته نوار فبانت منه و قد كان يحبها فأنشد:-
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيّ لَمّا == غَدَتْ مِنّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ
وَكَانَتْ جَنّتي، فَخَرَجْتُ منها == كَآدَمَ حِينَ لَجّ بِهِ الضِّرَارُ
وَكُنْتُ كَفاقىءٍ عَيْنَيْهِ عَمْداً == فَأصْبَحَ مَا يُضِيءُ لَهُ النّهَارُ
وَلا يُوفي بحبِّ نَوَارَ عِنْدِي،== وَلا كَلَفي بهَا إلاّ انْتِحَارُ
وَلَوْ رَضِيتْ يَدايَ بهَا وَقَرّتْ == لَكَانَ لهَا عَلى القَدَرِ الخِيَارُ
وَمَا فَارَقْتُهَا شِبَعاً، وَلَكِنْ == رَأيْتُ الدّهْرَ يَأخُذُ مَا يُعَارُ
الطلاق هو زلزال الحياة الزوجية و قد شرعه الله ليكون حلا لبعض المشاكل التي ليس لها حل و شرع السبل و الوسائل لحل المشكلات الزوجية قبل الوصول إليه من موعظة الزوجة و الضرب غير المبرح و الهجران في الفراش و الاحتكام و لم يجعل العصمة بيد الرجل لتكون عصا يلوح بها في كل مشكلة بسيطة بل جعلها بيده لأن تحكمه في عواطفه أكثر من المرأة فلا يتخذ القرارات الخطيرة بسبب نزوة غضب أو شهوة انتقام.
لقد كان البعض يتخوف عند بدء تحديد المهر عندنا من أن حالات الطلاق ستكون كثيرة بسبب سهولة الزواج و لكن الأيام أثبتت أن هذا التخوف لم يكن صحيحا فخلال حوالي ثلاثين سنة لم تسجل حسب علمي إلا ثلاث حالات طلاق و هذه نسبة معقولة خلال هذه السنين لكن المقلق أن حالات الطلاق هذه الأيام بدأت تزداد مما يدل على أن هناك عوامل جديدة غير مسألة قلة المهر.
إن الحياة بتعقيداتها الجديدة أفرزت لنا جيلا له اهتماماته التي لم تكن فيمن سبقه فقد أصبح الشباب اليوم أقل تحملا للمسؤولية من ذي قبل و أدى توظيف المرأة و حصولها على راتب إلى بعض النزاعات بسبب رغبة الزوج في السيطرة على الراتب و بسبب زيادة ثقة المرأة بنفسها و أنها لا تحتاج الرجل فتنازعه على القوامة.
لقد أدى انفتاح الناس على القرية العالمية بسبب وجود الشبكة العنكبوتية و الهواتف الذكية ببرامج البلاك بيري و الوتس أب و غيرها إلى تفكك الأسرة و دخول الزوجين في مشاكل هم في غنى عنها. إننا للأسف – و أسمحوا لي على هذه القسوة- لا نعرف من التقنية إلا أسوأ ما فيها إلا من رحم الله و قليل ما هم.
إن التخطيط لبناء أسرة مسلمة ينبغي أن يبدأ من قبل الزواج من استحضار النية الطيبة و أن يهدف من الزواج أن يعف نفسه عن الحرام و أن يعف امرأة مسلمة و أن يبني أسرة مؤمنة تنتج للأمة أبناء و بنات صالحين يفاخر بهم النبي صلى الله عليه و سلم. ينبغي أن يستحضر الزوج البحث عن ذات الدين (فاظفر بذات الدين تربت يداك) و أن يبحث أهل الزوجة عن صاحب الخلق و الدين لابنتهم. إن التوافق في الطبائع من الأمور التي ينبغي أخذها بالاعتبار و كذلك التوافق في المستوى الاجتماعي و مستوى التعليم لأن هذه هي المنافذ التي يدخل منها الشيطان خاصة إذا كان تعليم الزوجة أكبر من تعليم الزوج.
إن المسافر إذا سلك طريقا وعرا و هو يعلم أنه وعر يسهل عليه عبوره لأن توقعاته تهيئه لذلك أما الذي يسلك طريق يعتقد أنه سهلا ثم يكتشف أنه وعر يصعب عليه التغلب عليه و كذلك الحياة، فينبغي للزوج أن يعلم أنه لم يكمل من النساء إلا القليل الذين ذكروا في الحديث و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول :- (استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج، وأعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقومه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستمتعوا بهن على عوجهن) رواه البخاري و مسلم و في رواية وكسرها طلاقها.
أيها الأزواج و الزوجات، ليكن شعارنا و هدفنا أن تكون بيوتنا بيوت مطمئنة خالية من الخلافات و مبنية على المودة و الرحمة و عدم الإعتداد بالرأي و سأرسل رسائل للأزواج و الزوجات.
أيه الزوج ، اتق الله في المسئولية التي استرعاك الله عليها و عامل الزوجة بالرفق و الحنان و لا تندفع معها حين تندفع في عواطفها و لا تسمع كلامها حين تطلب الطلاق و تقول : هي التي طلبت فإنها تطلب فإذا نفذت بدأت في البكاء و العويل و لذلك ينبغي الاهتمام بأن لا توقع الطلاق إلا على الأصول الشرعية بأن يكون في طهر لم تجامعها فيه و هذا كفيل بأن تكون المشكلة انتهت عند ذاك و انظر لمحاسنها بميزان لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (لا يفرك (لا يبغض) رجل امرأته فإن كره منها خلقا أحب فيها آخر) فبالتأكيد ستجد صفات فيها طيبة و إياك أن تظلمها أو تتعدى على حقوقها أو راتبها إلا ما طابت نفسها به و تفاهمتم عليه من دون ضغط عليها أو خداع فإنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس. إياك أن يكون الطلاق عصا في يدك تلوح بها كل ما صار مشكلة و اجعلها آخر شيء تفكر فيه إلا اذا استعصى الأمر بعد التأني و بذل الطرق الشرعية للإصلاح و اعلم أن الزوجة تسير على ما عودها زوجها من البداية فلا ترخي لها في أشياء كثيرة فإذا تعودت منك هذا الأسلوب تغيرت و أردت أن تنتقل من اللين إلى الشدة فإنه مدعاة للمنازعة.
أيتها الزوجة، إن حق الزوج قد يفوق أحيانا حق الأم و الأب فانظري أين مكانك منه و تذكري قول الإعرابية وهي توصي ابنتها ليلة زفافها: كوني له أمة يكن لك عبدا. إن كثير من الأزواج يسحرهن المعاملة الطيبة أكثر من الجمال الجسدي و إياك أن تنازعيه القوامة فإنها أكبر مبغض له فيك و عليك بشكر صنيعه معك ففي الحديث : (لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه) صححه الألباني في صحيح الترغيب و إياك ثم إياك أن تطلبي الطلاق عند حدوث أي مشكلة صغيرة و ليس فيها ضرر عليك لقول النبي صلى الله عليه و سلم : (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة) صححه الألباني رحمه الله تعالى و إذا رأيتيه ينوي الطلاق فضعي يدك على فيه إن استطعتي لأن المحافظة على بناء الأسرة مسئوليتكما جميعا. حاولي أن تبتعدي عن بهرج الحياة الإلكترونية ما استطعتي فإن شرها أكثر من خيرها.
إن تقوى الله هي الباعث على المحافظة على الحياة الزوجية من الجهتين و قد قال الإمام أحمد رحمه الله بعد وفاة زوجه: رحم الله أم صالح، مكثت و إياها أربعين سنة ما اختلفنا على كلمة واحدة و قد يصعب علينا أن نصل إلى ما وصل إليه الإمام أحمد لكن نتشبه بهم إن التشبه بالكرام فلاح ولنرفع شعار
بيوت مطمئنة
ملاحظة: في أبيات الفرزدق مخالفات لا أقرها و من أراد أن يعرف من هو الكسعي الذي ندم مثل ندامته فليقرأ موضوع قصة و قصيدة (3)
إلى اللقاء
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيّ لَمّا == غَدَتْ مِنّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ
وَكَانَتْ جَنّتي، فَخَرَجْتُ منها == كَآدَمَ حِينَ لَجّ بِهِ الضِّرَارُ
وَكُنْتُ كَفاقىءٍ عَيْنَيْهِ عَمْداً == فَأصْبَحَ مَا يُضِيءُ لَهُ النّهَارُ
وَلا يُوفي بحبِّ نَوَارَ عِنْدِي،== وَلا كَلَفي بهَا إلاّ انْتِحَارُ
وَلَوْ رَضِيتْ يَدايَ بهَا وَقَرّتْ == لَكَانَ لهَا عَلى القَدَرِ الخِيَارُ
وَمَا فَارَقْتُهَا شِبَعاً، وَلَكِنْ == رَأيْتُ الدّهْرَ يَأخُذُ مَا يُعَارُ
الطلاق هو زلزال الحياة الزوجية و قد شرعه الله ليكون حلا لبعض المشاكل التي ليس لها حل و شرع السبل و الوسائل لحل المشكلات الزوجية قبل الوصول إليه من موعظة الزوجة و الضرب غير المبرح و الهجران في الفراش و الاحتكام و لم يجعل العصمة بيد الرجل لتكون عصا يلوح بها في كل مشكلة بسيطة بل جعلها بيده لأن تحكمه في عواطفه أكثر من المرأة فلا يتخذ القرارات الخطيرة بسبب نزوة غضب أو شهوة انتقام.
لقد كان البعض يتخوف عند بدء تحديد المهر عندنا من أن حالات الطلاق ستكون كثيرة بسبب سهولة الزواج و لكن الأيام أثبتت أن هذا التخوف لم يكن صحيحا فخلال حوالي ثلاثين سنة لم تسجل حسب علمي إلا ثلاث حالات طلاق و هذه نسبة معقولة خلال هذه السنين لكن المقلق أن حالات الطلاق هذه الأيام بدأت تزداد مما يدل على أن هناك عوامل جديدة غير مسألة قلة المهر.
إن الحياة بتعقيداتها الجديدة أفرزت لنا جيلا له اهتماماته التي لم تكن فيمن سبقه فقد أصبح الشباب اليوم أقل تحملا للمسؤولية من ذي قبل و أدى توظيف المرأة و حصولها على راتب إلى بعض النزاعات بسبب رغبة الزوج في السيطرة على الراتب و بسبب زيادة ثقة المرأة بنفسها و أنها لا تحتاج الرجل فتنازعه على القوامة.
لقد أدى انفتاح الناس على القرية العالمية بسبب وجود الشبكة العنكبوتية و الهواتف الذكية ببرامج البلاك بيري و الوتس أب و غيرها إلى تفكك الأسرة و دخول الزوجين في مشاكل هم في غنى عنها. إننا للأسف – و أسمحوا لي على هذه القسوة- لا نعرف من التقنية إلا أسوأ ما فيها إلا من رحم الله و قليل ما هم.
إن التخطيط لبناء أسرة مسلمة ينبغي أن يبدأ من قبل الزواج من استحضار النية الطيبة و أن يهدف من الزواج أن يعف نفسه عن الحرام و أن يعف امرأة مسلمة و أن يبني أسرة مؤمنة تنتج للأمة أبناء و بنات صالحين يفاخر بهم النبي صلى الله عليه و سلم. ينبغي أن يستحضر الزوج البحث عن ذات الدين (فاظفر بذات الدين تربت يداك) و أن يبحث أهل الزوجة عن صاحب الخلق و الدين لابنتهم. إن التوافق في الطبائع من الأمور التي ينبغي أخذها بالاعتبار و كذلك التوافق في المستوى الاجتماعي و مستوى التعليم لأن هذه هي المنافذ التي يدخل منها الشيطان خاصة إذا كان تعليم الزوجة أكبر من تعليم الزوج.
إن المسافر إذا سلك طريقا وعرا و هو يعلم أنه وعر يسهل عليه عبوره لأن توقعاته تهيئه لذلك أما الذي يسلك طريق يعتقد أنه سهلا ثم يكتشف أنه وعر يصعب عليه التغلب عليه و كذلك الحياة، فينبغي للزوج أن يعلم أنه لم يكمل من النساء إلا القليل الذين ذكروا في الحديث و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول :- (استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج، وأعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقومه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستمتعوا بهن على عوجهن) رواه البخاري و مسلم و في رواية وكسرها طلاقها.
أيها الأزواج و الزوجات، ليكن شعارنا و هدفنا أن تكون بيوتنا بيوت مطمئنة خالية من الخلافات و مبنية على المودة و الرحمة و عدم الإعتداد بالرأي و سأرسل رسائل للأزواج و الزوجات.
أيه الزوج ، اتق الله في المسئولية التي استرعاك الله عليها و عامل الزوجة بالرفق و الحنان و لا تندفع معها حين تندفع في عواطفها و لا تسمع كلامها حين تطلب الطلاق و تقول : هي التي طلبت فإنها تطلب فإذا نفذت بدأت في البكاء و العويل و لذلك ينبغي الاهتمام بأن لا توقع الطلاق إلا على الأصول الشرعية بأن يكون في طهر لم تجامعها فيه و هذا كفيل بأن تكون المشكلة انتهت عند ذاك و انظر لمحاسنها بميزان لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (لا يفرك (لا يبغض) رجل امرأته فإن كره منها خلقا أحب فيها آخر) فبالتأكيد ستجد صفات فيها طيبة و إياك أن تظلمها أو تتعدى على حقوقها أو راتبها إلا ما طابت نفسها به و تفاهمتم عليه من دون ضغط عليها أو خداع فإنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس. إياك أن يكون الطلاق عصا في يدك تلوح بها كل ما صار مشكلة و اجعلها آخر شيء تفكر فيه إلا اذا استعصى الأمر بعد التأني و بذل الطرق الشرعية للإصلاح و اعلم أن الزوجة تسير على ما عودها زوجها من البداية فلا ترخي لها في أشياء كثيرة فإذا تعودت منك هذا الأسلوب تغيرت و أردت أن تنتقل من اللين إلى الشدة فإنه مدعاة للمنازعة.
أيتها الزوجة، إن حق الزوج قد يفوق أحيانا حق الأم و الأب فانظري أين مكانك منه و تذكري قول الإعرابية وهي توصي ابنتها ليلة زفافها: كوني له أمة يكن لك عبدا. إن كثير من الأزواج يسحرهن المعاملة الطيبة أكثر من الجمال الجسدي و إياك أن تنازعيه القوامة فإنها أكبر مبغض له فيك و عليك بشكر صنيعه معك ففي الحديث : (لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه) صححه الألباني في صحيح الترغيب و إياك ثم إياك أن تطلبي الطلاق عند حدوث أي مشكلة صغيرة و ليس فيها ضرر عليك لقول النبي صلى الله عليه و سلم : (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة) صححه الألباني رحمه الله تعالى و إذا رأيتيه ينوي الطلاق فضعي يدك على فيه إن استطعتي لأن المحافظة على بناء الأسرة مسئوليتكما جميعا. حاولي أن تبتعدي عن بهرج الحياة الإلكترونية ما استطعتي فإن شرها أكثر من خيرها.
إن تقوى الله هي الباعث على المحافظة على الحياة الزوجية من الجهتين و قد قال الإمام أحمد رحمه الله بعد وفاة زوجه: رحم الله أم صالح، مكثت و إياها أربعين سنة ما اختلفنا على كلمة واحدة و قد يصعب علينا أن نصل إلى ما وصل إليه الإمام أحمد لكن نتشبه بهم إن التشبه بالكرام فلاح ولنرفع شعار
بيوت مطمئنة
ملاحظة: في أبيات الفرزدق مخالفات لا أقرها و من أراد أن يعرف من هو الكسعي الذي ندم مثل ندامته فليقرأ موضوع قصة و قصيدة (3)
إلى اللقاء