همام
13-06-2012, 05:39 AM
يحكى أنه أتي بأثنين من الرقيق من الحبشة ليباعا في سوق مصر فدار بينهما حوار فقال أحدهما : أتمنى أن أعمل طباخا لكي ﻻ أجوع ؛ أما اﻵخر فقد تمنى أمنية غربية فقال : أتمنى أن أحكم هذه البﻼد. أتدرون من هو صاحب هذه اﻷمنية الغريبة؟ إنه كافور اﻷخشيدي.
بيع كافور لصاحب معصرة عانى فيها كثيرا ثم اشتراه أديب كاتب فتهيأ لكافور تعلم اﻷدب و العلم فما كان من سيده إﻻ أن أرسله إلى اﻹخشيد -لقب حاكم مصر آنذاك - بهدية فأعجب اﻹخشيد بأدبه فاشتراه و قربه و عينه في الجيش ثم ترقى حتى صار وصيا على ولده من بعده حيث أنه مات و ولده لم يبلغ الحلم فكان هو حاكم مصر لما يزيد على عشرين سنة و أصبح يسمى كافور اﻹخشيدي و كانت سيرته حسنة بعكس ما صور لنا المتنبي حيث لم يعطه وﻻية كما كان يطمع.
بغض النظر عن صحة أمنية كافور من عدمها إﻻ أنها تدلنا على أن صاحب الهمة العالية لن يعوقه شيء فلم يعقه ذل العبودية من تعلم اﻷدب و العلم الذين جعﻼ اﻹخشيد يعجب به أصﻼ و ذكرتنا بقول الشاعر :
نفس عصام سودت عصاما == و علمته الكر و اﻹقداما
و صيرته بطﻼ هماما
إن الهمة العالية صنعت تأريخا و ذكرا لكثير من العظماء سواء لعلماء أم حكام و كثيرة هي قصص أصحاب الهمم العالية فهذا اﻹمام الطبري يقول لتﻼميذه :تعالوا نكتب التاريخ ؛ قالوا : في كم؟ قال : في ثﻼثين ألف صفحة ؛ قالوا : رحمك الله تفنى اﻷعمار ؛ فقال : ضاعت الهمم ' و هذا أبو جعفر المنصور يسأل أصحابه : من صقر قريش؟ !! فأجاب المتملقون : أمير المؤمنين ؛ يقصدونه فقال : ﻻ ' فأخذوا يخمنون حتى قال : بل هو عبدالرحمن بن معاوية - مؤسس الدولة اﻷموية في اﻷندلس الملقب بالداخل - دخل وحيدا و بعزمه و همته أسس دولة ' فلم يمنع عداء أبي جعفر المنصور له بأن يلقبه بهذا اللقب الذي لزمه ؛ و في الحقيقة أنني لم أر شبيها به إﻻ الملك عبدالعزيز رحمه الله حيث كانت هذه البﻼد مشتتة واقعة في الحروب القبلية و لم يفلح أحد في توحيدها تحت راية حتى وفق الله الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى توحيدها بعزمه و رفعة همته و قبلها توفيق الله له و هو ما نرى حيث يسافر المسافر من الشرق إلى الغرب و من الشمال إلى الجنوب ﻻ يخشى إﻻ الله.
أيها اﻷخوة ؛ إن الهمة العالية هو ما نحتاجه في شبابنا و لقد رأيت البعض همته جندي في الدفاع المدني - و أنا ﻻ أحتقر ذلك - لكننا نريد همما عالية تعانق السحاب في التحصيل و المثابرة و ﻷن كنا بفضل الله لدينا أساتذة جامعات و أطباء و مهندسون و ضباط و معلمون و غيرهم فإننا نريد أكثر من ذلك و نريد من كل شاب أن يكون صاحب همة عالية و ﻻ يمنعه إﻻ أنه بذل ما بوسعه و أن يتمثل قول الشاعر :
لو كان في اﻷلف منا واحد فدعوا == من فارس؟ خالهم إياه يعنونا
و اعلموا أن أصحاب الهمم يتعبون لكنهم يتلذذون بما ينجزون و ﻻ يصيبهم الملل :
و إذا كانت النفوس كبارا == تعبت في مرادها اﻷجسام
ينبغي للمربين و المعلمين اﻷفاضل أن يكون من جملة أهدافهم كيف يشحذوا الهمم لدى الشباب و يبصرونهم بمعالي اﻷمور.
إلى اللقاء
بيع كافور لصاحب معصرة عانى فيها كثيرا ثم اشتراه أديب كاتب فتهيأ لكافور تعلم اﻷدب و العلم فما كان من سيده إﻻ أن أرسله إلى اﻹخشيد -لقب حاكم مصر آنذاك - بهدية فأعجب اﻹخشيد بأدبه فاشتراه و قربه و عينه في الجيش ثم ترقى حتى صار وصيا على ولده من بعده حيث أنه مات و ولده لم يبلغ الحلم فكان هو حاكم مصر لما يزيد على عشرين سنة و أصبح يسمى كافور اﻹخشيدي و كانت سيرته حسنة بعكس ما صور لنا المتنبي حيث لم يعطه وﻻية كما كان يطمع.
بغض النظر عن صحة أمنية كافور من عدمها إﻻ أنها تدلنا على أن صاحب الهمة العالية لن يعوقه شيء فلم يعقه ذل العبودية من تعلم اﻷدب و العلم الذين جعﻼ اﻹخشيد يعجب به أصﻼ و ذكرتنا بقول الشاعر :
نفس عصام سودت عصاما == و علمته الكر و اﻹقداما
و صيرته بطﻼ هماما
إن الهمة العالية صنعت تأريخا و ذكرا لكثير من العظماء سواء لعلماء أم حكام و كثيرة هي قصص أصحاب الهمم العالية فهذا اﻹمام الطبري يقول لتﻼميذه :تعالوا نكتب التاريخ ؛ قالوا : في كم؟ قال : في ثﻼثين ألف صفحة ؛ قالوا : رحمك الله تفنى اﻷعمار ؛ فقال : ضاعت الهمم ' و هذا أبو جعفر المنصور يسأل أصحابه : من صقر قريش؟ !! فأجاب المتملقون : أمير المؤمنين ؛ يقصدونه فقال : ﻻ ' فأخذوا يخمنون حتى قال : بل هو عبدالرحمن بن معاوية - مؤسس الدولة اﻷموية في اﻷندلس الملقب بالداخل - دخل وحيدا و بعزمه و همته أسس دولة ' فلم يمنع عداء أبي جعفر المنصور له بأن يلقبه بهذا اللقب الذي لزمه ؛ و في الحقيقة أنني لم أر شبيها به إﻻ الملك عبدالعزيز رحمه الله حيث كانت هذه البﻼد مشتتة واقعة في الحروب القبلية و لم يفلح أحد في توحيدها تحت راية حتى وفق الله الملك عبدالعزيز رحمه الله إلى توحيدها بعزمه و رفعة همته و قبلها توفيق الله له و هو ما نرى حيث يسافر المسافر من الشرق إلى الغرب و من الشمال إلى الجنوب ﻻ يخشى إﻻ الله.
أيها اﻷخوة ؛ إن الهمة العالية هو ما نحتاجه في شبابنا و لقد رأيت البعض همته جندي في الدفاع المدني - و أنا ﻻ أحتقر ذلك - لكننا نريد همما عالية تعانق السحاب في التحصيل و المثابرة و ﻷن كنا بفضل الله لدينا أساتذة جامعات و أطباء و مهندسون و ضباط و معلمون و غيرهم فإننا نريد أكثر من ذلك و نريد من كل شاب أن يكون صاحب همة عالية و ﻻ يمنعه إﻻ أنه بذل ما بوسعه و أن يتمثل قول الشاعر :
لو كان في اﻷلف منا واحد فدعوا == من فارس؟ خالهم إياه يعنونا
و اعلموا أن أصحاب الهمم يتعبون لكنهم يتلذذون بما ينجزون و ﻻ يصيبهم الملل :
و إذا كانت النفوس كبارا == تعبت في مرادها اﻷجسام
ينبغي للمربين و المعلمين اﻷفاضل أن يكون من جملة أهدافهم كيف يشحذوا الهمم لدى الشباب و يبصرونهم بمعالي اﻷمور.
إلى اللقاء