فرقاك عادي
19-06-2012, 08:50 AM
الكتاب
من التراث الشعبي
المؤلف
د. أحمد زياد محبك
الناشر
دار المعرفة - بيروت
في هذا المؤلَّف يجول الدكتور أحمد زياد محبك في الحكاية الشعبية مؤرخاً ومحللاً وسارداً لبعضها، والدكتور محبك له العديد من المؤلفات المتعلقة بحقل الفلكلور والدراسات الشعبية، وتُعدّ دراسته الحالية عن الحكاية الشعبية من أكثر الدراسات عمقاً في هذا الجانب من التراث الشعبي.
ويبدأ المؤلِّف الكتاب بمناقشة أهمية التراث الشعبي، وحفظه وكيفية تأثيره في حياة الشعوب، وتشكيله لوعي أبنائها؛ إذ يرى أن التراث الشعبي إبداع عفوي أصيل، يحمل ملامح الشعب ويحفظ سماته، ويؤكد عراقته، ويعبر بصدق عن همومه اليومية، ومعاناة أفراده، على مختلف مستوياتهم، وهو صورة لروحهم العامة، وشعورهم المشترك.
ويضيف المؤلف: لقد عُنيت أكثر شعوب العالم بتراثها الشعبي، وحفظته وسجلته، وأقامت عليه دراسات راقية متطورة، ويكفي أن يبحث المرء في جانب من جوانب التراث الشعبي في الغرب حتى يجد في هذا الجانب مئات المصادر في المادة الأولية نفسها، عدا ما يجده من مراجع تدرس تلك المادة. أما حين يفكر المرء بالبحث في شيء من التراث الشعبي عند العرب، فلا يستطيع أن يضع في قائمة مصادره غير عشرات العناوين، وأقل منها ستكون قائمة مراجعة.
وإلى أن يدرك العرب قيمة التراث الشعبي وأهميته فإن كثيراً من جوانب التراث الشعبي عرضة للتغير المستمر؛ إذ لا ثبات فيه على شكل معين، ولأن الحياة المعاصرة قد أخذت تقلل من دور التراث الشعبي، وتقضي على جوانب منه، وتطرح جوانب أخرى بديلة، ومن ذلك الحكايات الشعبية والسير مثلاً، فقد كان الأحفاد يلتفّون حول الجدة يستمعون إلى ما ترويه من حكايات في ليالي الشتاء الطويلة، وكان الرجال يجتمعون أمام الحكواتي في المقهى يقرأ عليهم في السير الشعبية، وقد غاب هذا كله، وحل محله التلفاز.
ولذلك تبدو أهمية النهوض لحفظ التراث الشعبي وتسجيله، قبل أن يأتي يوم تكون فيه أكثر جوانبه قد ضاعت.
ويضم هذا الكتاب بين دفّتيه مجموعة دراسات عن التراث الشعبي، موزّعة على قسمين:
ضم الأول عدة دراسات عن الحكاية الشعبية، وضم القسم الثاني دراسات عن عدة أنواع من التراث الشعبي، مثل خيال الظل، والعلاج الخرافي، وعادات تربية الأطفال، وأغنيات ترقيص الأطفال، وتم وضع مدخل للقسمين يُعرّف التراثي الشعبي ويؤكّد أهميته.
ومما لا شك فيه أن في التراث الشعبي أشكالاً أخرى كثيرة، وما يسعى إليه هذا الكتاب هو تقديم أمثلة، ولا يدّعي الحصر ولا الاستقصاء، والأمثلة في هذا الكتاب مجموعة من أحاديث الناس وأقوالهم، ومقتبسه من عاداتهم في أماكن شتى، ومواضع مختلفة من سورية، ولا سيما مدينة حلب، وقد تم عرض الأمثلة بدقة وأمانة كما سُمعت أو شوهدت، من غير تعديل ولا تحوير ولا تغيير، ولكن أداءها تم في معظم الحالات باللغة العربية الفصيحة، إلاّ في بعض الحالات حيث تكون اللهجة المحكية ضرورية.
وما يطمح إليه هذا الكتاب هو التعريف بتلك الأشكال من التراث الشعبي، والحفز إلى استقصائها، والبحث عن أمثالها وجمعها، وإقامة دراسات عليها، كما يطمح أيضاً إلى منح القارئ بعض المتعة، وإذا حقق شيئاً من هذا فهو حسبه.
وينقسم الكتاب إلى عدة أقسام:
1- التراث الشعبي.
2- الحكاية الشعبية.
3- الآباء والأبناء في الحكاية الشعبية.
4- فانتازيا السحر والخيال في الحكاية الشعبية.
5- العجائبية في الحكاية الشعبية.
6- تشابه الحكايات الشعبية.
7- جماليات المكان في الحكاية الشعبية وقصص الأطفال.
8- حكايات الأخوين جريم.
9- نماذج من الحكايات الشعبية.
وتُعرف الحكاية الشعبية بأنها أحدوثة يسردها راوية في جماعة من المتلقّين، وهو يحفظها مشافهة عن راوية آخر، ولكنه يؤديها بلغته، غير متقيد بألفاظ الحكاية، وإن كان يتقيد بشخصياتها وحوادثها، ومجمل بنائها العام.
والحكاية تقدم قصة ذات بداية ونهاية، متكاملة، وتمتاز بالتماسك، وقوة الحبك والبناء، وهي تعتمد على حوادث كبيرة فاصلة، وغالباً ما تكون غريبة ونادرة، وهي حوادث كثيرة وكبيرة، وليس فيها شيء من الوقوف على الحوادث الصغيرة والتفصيلات، أو شيء من الاهتمام بالمواقف النفسية والانفعالات.
والشخصيات في الحكاية واضحة محددة، وهي على الأغلب شخصيات نمطية، تتحدد بموقعها في الأسرة، أو بمكانتها في المجتمع، كالأب والابن والزوج والكنة والحماة، أو كالملك والوزير والتاجر والسياف والخادم والفقير، ولا توصف الشخصيات، ولا تُحدّد ملامحها الجسمانية أو النفسية، إلاّ إذا كان فيها عيب، من عور أو عرج أو قصر، مثلاً، أو بخل أو جبن أو خبل، وغالباً ما يكتفي بصفة واحدة، تتحدّد بها الشخصية.
وتتشابه كثير من الحكايات الشعبية -على الرغم مما يكون بينها من تباعد- في اللغة والمكان، فقد يسمع المرء حكاية في قومه وبلغته، ثم يسمعها هي نفسها، أو يسمع ما يشبهها شبهاً كبيراً في قوم آخرين، وبلغة أخرى مختلفة، وبين القومين تباعد كبير واختلاف، فما سر ذلك التشابه؟ وما طبيعته؟ وما مرجعه؟
من التراث الشعبي
المؤلف
د. أحمد زياد محبك
الناشر
دار المعرفة - بيروت
في هذا المؤلَّف يجول الدكتور أحمد زياد محبك في الحكاية الشعبية مؤرخاً ومحللاً وسارداً لبعضها، والدكتور محبك له العديد من المؤلفات المتعلقة بحقل الفلكلور والدراسات الشعبية، وتُعدّ دراسته الحالية عن الحكاية الشعبية من أكثر الدراسات عمقاً في هذا الجانب من التراث الشعبي.
ويبدأ المؤلِّف الكتاب بمناقشة أهمية التراث الشعبي، وحفظه وكيفية تأثيره في حياة الشعوب، وتشكيله لوعي أبنائها؛ إذ يرى أن التراث الشعبي إبداع عفوي أصيل، يحمل ملامح الشعب ويحفظ سماته، ويؤكد عراقته، ويعبر بصدق عن همومه اليومية، ومعاناة أفراده، على مختلف مستوياتهم، وهو صورة لروحهم العامة، وشعورهم المشترك.
ويضيف المؤلف: لقد عُنيت أكثر شعوب العالم بتراثها الشعبي، وحفظته وسجلته، وأقامت عليه دراسات راقية متطورة، ويكفي أن يبحث المرء في جانب من جوانب التراث الشعبي في الغرب حتى يجد في هذا الجانب مئات المصادر في المادة الأولية نفسها، عدا ما يجده من مراجع تدرس تلك المادة. أما حين يفكر المرء بالبحث في شيء من التراث الشعبي عند العرب، فلا يستطيع أن يضع في قائمة مصادره غير عشرات العناوين، وأقل منها ستكون قائمة مراجعة.
وإلى أن يدرك العرب قيمة التراث الشعبي وأهميته فإن كثيراً من جوانب التراث الشعبي عرضة للتغير المستمر؛ إذ لا ثبات فيه على شكل معين، ولأن الحياة المعاصرة قد أخذت تقلل من دور التراث الشعبي، وتقضي على جوانب منه، وتطرح جوانب أخرى بديلة، ومن ذلك الحكايات الشعبية والسير مثلاً، فقد كان الأحفاد يلتفّون حول الجدة يستمعون إلى ما ترويه من حكايات في ليالي الشتاء الطويلة، وكان الرجال يجتمعون أمام الحكواتي في المقهى يقرأ عليهم في السير الشعبية، وقد غاب هذا كله، وحل محله التلفاز.
ولذلك تبدو أهمية النهوض لحفظ التراث الشعبي وتسجيله، قبل أن يأتي يوم تكون فيه أكثر جوانبه قد ضاعت.
ويضم هذا الكتاب بين دفّتيه مجموعة دراسات عن التراث الشعبي، موزّعة على قسمين:
ضم الأول عدة دراسات عن الحكاية الشعبية، وضم القسم الثاني دراسات عن عدة أنواع من التراث الشعبي، مثل خيال الظل، والعلاج الخرافي، وعادات تربية الأطفال، وأغنيات ترقيص الأطفال، وتم وضع مدخل للقسمين يُعرّف التراثي الشعبي ويؤكّد أهميته.
ومما لا شك فيه أن في التراث الشعبي أشكالاً أخرى كثيرة، وما يسعى إليه هذا الكتاب هو تقديم أمثلة، ولا يدّعي الحصر ولا الاستقصاء، والأمثلة في هذا الكتاب مجموعة من أحاديث الناس وأقوالهم، ومقتبسه من عاداتهم في أماكن شتى، ومواضع مختلفة من سورية، ولا سيما مدينة حلب، وقد تم عرض الأمثلة بدقة وأمانة كما سُمعت أو شوهدت، من غير تعديل ولا تحوير ولا تغيير، ولكن أداءها تم في معظم الحالات باللغة العربية الفصيحة، إلاّ في بعض الحالات حيث تكون اللهجة المحكية ضرورية.
وما يطمح إليه هذا الكتاب هو التعريف بتلك الأشكال من التراث الشعبي، والحفز إلى استقصائها، والبحث عن أمثالها وجمعها، وإقامة دراسات عليها، كما يطمح أيضاً إلى منح القارئ بعض المتعة، وإذا حقق شيئاً من هذا فهو حسبه.
وينقسم الكتاب إلى عدة أقسام:
1- التراث الشعبي.
2- الحكاية الشعبية.
3- الآباء والأبناء في الحكاية الشعبية.
4- فانتازيا السحر والخيال في الحكاية الشعبية.
5- العجائبية في الحكاية الشعبية.
6- تشابه الحكايات الشعبية.
7- جماليات المكان في الحكاية الشعبية وقصص الأطفال.
8- حكايات الأخوين جريم.
9- نماذج من الحكايات الشعبية.
وتُعرف الحكاية الشعبية بأنها أحدوثة يسردها راوية في جماعة من المتلقّين، وهو يحفظها مشافهة عن راوية آخر، ولكنه يؤديها بلغته، غير متقيد بألفاظ الحكاية، وإن كان يتقيد بشخصياتها وحوادثها، ومجمل بنائها العام.
والحكاية تقدم قصة ذات بداية ونهاية، متكاملة، وتمتاز بالتماسك، وقوة الحبك والبناء، وهي تعتمد على حوادث كبيرة فاصلة، وغالباً ما تكون غريبة ونادرة، وهي حوادث كثيرة وكبيرة، وليس فيها شيء من الوقوف على الحوادث الصغيرة والتفصيلات، أو شيء من الاهتمام بالمواقف النفسية والانفعالات.
والشخصيات في الحكاية واضحة محددة، وهي على الأغلب شخصيات نمطية، تتحدد بموقعها في الأسرة، أو بمكانتها في المجتمع، كالأب والابن والزوج والكنة والحماة، أو كالملك والوزير والتاجر والسياف والخادم والفقير، ولا توصف الشخصيات، ولا تُحدّد ملامحها الجسمانية أو النفسية، إلاّ إذا كان فيها عيب، من عور أو عرج أو قصر، مثلاً، أو بخل أو جبن أو خبل، وغالباً ما يكتفي بصفة واحدة، تتحدّد بها الشخصية.
وتتشابه كثير من الحكايات الشعبية -على الرغم مما يكون بينها من تباعد- في اللغة والمكان، فقد يسمع المرء حكاية في قومه وبلغته، ثم يسمعها هي نفسها، أو يسمع ما يشبهها شبهاً كبيراً في قوم آخرين، وبلغة أخرى مختلفة، وبين القومين تباعد كبير واختلاف، فما سر ذلك التشابه؟ وما طبيعته؟ وما مرجعه؟