همام
22-07-2012, 02:53 AM
يحكى أنه دخل رجﻼن بالغان أحد المطاعم بعد عناء في البحث عنه حيث كادا أن يهلكا من شدة الجوع و عند الدخول أخبرهما النادل بأن أمامهما ثﻼثين دقيقة لﻸكل و كان في المطعم ما لذ و طاب على هيئة بوفيه مفتوح و عند الدخول أخذ أحدهما في ملء صحنه باﻷكل و شرع يأكل بجد لكي ﻻ يدركه الوقت و أما اﻵخر فقد لفت انتباهه بعض اﻷلعاب اﻹلكترونية في إحدى جوانب المطعم فانصرف -رغم جوعه الشديد - إلى اﻷلعاب و لم يسمع نداءات صاحبه المتكررة بأن يترك اللعب و يستغل الوقت في اﻷكل ﻷنه قد ﻻ يجد أي مطعم بعد ذلك لكنه إنهمك في لعبه و لم يعر نصائحه أي اهتمام.
انتهت ثﻼثون دقيقة و قد شبع صاحبنا؛ و قد كان اﻵخر ﻻ يزال في لهوه حين نادهم النادل بأن الوقت قد انتهى و عليهم مغادرة المطعم و حينها انتبه صاحبنا الﻼهي و لكن استجدائه للنادل و توسﻼته لم تفلح في إقناعه بتمديد الوقت فخرج جائعا كما دخل و أخذ يكيل الشتائم للنادل و لكن صاحبه انتهره و أخبره أنه هو المفرط فﻼ ينبغي أن يرمي أخطائه على اﻵخرين.
إنما مثل صاحبنا مثل من يفرط في أبواب الطاعات في رمضان فقد ورد أن النبي صلى الله عليه و سلم صعد المنبر فقال آمين ثﻼث مرات فسأله الصحابة عن ذلك فقال إنه أتاني جبريل فقال رجل أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله قل : آمين فقلت: آمين و رجل أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخل الجنة فأبعده الله قل: آمين فقلت آمين و رجل ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل : آمين فقلت: آمين.
الذي يتأمل هذه اﻷعمال يعلم أن فيها تنوعا كبيرا يكفي أن يكون سببا في المغفرة و دخول الجنة و الذي يفرط فيها فهو الملوم مثل صاحبنا الذي دخل المطعم جائعا و خرج -بتفريطه- جائعا رغم أنه بالغ من المفترض أنه يميز بين المفيد و غير المفيد و مع ذلك فقد تيسر له صاحب كان يذكره عندما رأه ناسيا و مع ذلك لم يتعظ بل بقي في لهوه حتى انقضى الوقت. إن رمضان بستان كبير فيه من الزهور و الثمار ما يكفي ﻷن يدخل المجد فيها الجنة و إن المفرط في هذا الخير الكبير من صيام و قيام و قراءة قرآن و ذكر و صدقة و اعتكاف و غيرها من الطاعات التي ﻻ تحصى أقول إن المفرط في كل هذا ملوم ملوم و هو مهدد باﻹبعاد و العياذ بالله فهل وصلت الرسالة.
اسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يحب و يرضى.
إلى اللقاء
انتهت ثﻼثون دقيقة و قد شبع صاحبنا؛ و قد كان اﻵخر ﻻ يزال في لهوه حين نادهم النادل بأن الوقت قد انتهى و عليهم مغادرة المطعم و حينها انتبه صاحبنا الﻼهي و لكن استجدائه للنادل و توسﻼته لم تفلح في إقناعه بتمديد الوقت فخرج جائعا كما دخل و أخذ يكيل الشتائم للنادل و لكن صاحبه انتهره و أخبره أنه هو المفرط فﻼ ينبغي أن يرمي أخطائه على اﻵخرين.
إنما مثل صاحبنا مثل من يفرط في أبواب الطاعات في رمضان فقد ورد أن النبي صلى الله عليه و سلم صعد المنبر فقال آمين ثﻼث مرات فسأله الصحابة عن ذلك فقال إنه أتاني جبريل فقال رجل أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله قل : آمين فقلت: آمين و رجل أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخل الجنة فأبعده الله قل: آمين فقلت آمين و رجل ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل : آمين فقلت: آمين.
الذي يتأمل هذه اﻷعمال يعلم أن فيها تنوعا كبيرا يكفي أن يكون سببا في المغفرة و دخول الجنة و الذي يفرط فيها فهو الملوم مثل صاحبنا الذي دخل المطعم جائعا و خرج -بتفريطه- جائعا رغم أنه بالغ من المفترض أنه يميز بين المفيد و غير المفيد و مع ذلك فقد تيسر له صاحب كان يذكره عندما رأه ناسيا و مع ذلك لم يتعظ بل بقي في لهوه حتى انقضى الوقت. إن رمضان بستان كبير فيه من الزهور و الثمار ما يكفي ﻷن يدخل المجد فيها الجنة و إن المفرط في هذا الخير الكبير من صيام و قيام و قراءة قرآن و ذكر و صدقة و اعتكاف و غيرها من الطاعات التي ﻻ تحصى أقول إن المفرط في كل هذا ملوم ملوم و هو مهدد باﻹبعاد و العياذ بالله فهل وصلت الرسالة.
اسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يحب و يرضى.
إلى اللقاء