همام
02-11-2012, 08:36 PM
يحكى أن أحد الملوك أراد أن يبني مسجدا عظيما يشيد باسمه فجمع له من المال شيئا كبيرا و اختار له مكانا مميزا و قام على بنائه أمهر المعماريين في عصره و أشاع في الناس أن الملك ﻻ يريد أن يشاركه أحد في بناء المسجد لكي يستحوذ على اﻷجر كله .
بينما كان المسجد يشارف على اﻹنتهاء و قد وضع اسم الملك في مكان بارز من المسجد على هيئة زخرفية مميزة إذ رأى الملك في المنام أن ملكا ينزل من السماء و يمحو اسم الملك و يكتب اسم امرأة مكانه فقام منزعجا و لكنه فسر ذلك بأنه أضغاث أحﻼم ثم رأى نفس الرؤيا في الليلة الثانية فقام منزعجا و عرف أن اﻷمر جد لكنه نسي اسم المرأة التي كتب و في الليلة الثالثة رأى نفس الرؤيا لكنه استطاع أن يتذكر اسم المرأة فأمر صاحب الشرطة بأن يبحث عن هذه المرأة و يحضرها و ﻻ يؤذيها فبحث صاحب الشرطة حتى وجد امرأة كبيرة تعيش بمفردها في أطراف المدينة فأحضروها إلى الملك و هي مرعوبة رغم طمأنتهم لها فلما أن صارت أمام الملك قال لها : اصدقيني القول' ما الذي شاركتي به في بناء المسجد؟ فأجابته بالنفي و قالت : كيف يجرؤ أحد على مخالفة أمرك؟ فهددها إن لم تخبره بماذا شاركت به فقالت : لم أشارك بشيء إﻻ أنني مررت أحد اﻷيام فإذا بإحدى الدواب التي كانت تستخدم في حمل الحصى إلى المسجد تلهث من شدة العطش فأسقيتها فقال : هي هذه أنت عملتي ما عملتي ترجين ثواب الله و أنا بنيت المسجد ليذكرني الناس ثم أمر بمسح اسمه من على المسجد و وضع اسم هذه المرأة بدﻻ منه.
إن الحديث عن اﻹخﻼص حديث ذو شجون فكل عمل متعلق بالنية و قد بدأ البخاري رحمه الله صحيحه بحديث إنما اﻷعمال بالنيات و نرجو أنه أحسن النية فكتب الله لكتابه القبول و قد وردت نصوص كثيرة من الكتاب و السنة في وجوب اﻹخﻼص و لعل ما يجدر اﻹشارة إليه قوله تعالى في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ' من أشرك معي غيري تركته و شركه) فمن الناس من يعمل الخير و يقول هو لله و فزعة لربعي و جماعتي و قبيلتي و هذا هو ما ذكر الله غناه عنه لكن ينبغي أن يجعل نيته خالصة لوجه الله ﻻ يريد بها مدحا أو غيره و ﻻ يمنع أن يكون اﻷقربون أولى بالمعروف فيوجه الخير و المعروف إلى اﻷقربين لكن يكون أصل النية طلب ما عند الله و إذا وصلت إلى درجة أن الذي يمدحك و الذي ﻻ يمدحك على عملك سواء فاعلم أنك على خير إن شاء الله و لقد أعجبتني مقولة اﻹمام مالك : ما كان لله بقي و ما كان لغير الله لم يبق.
اسأل الله العظيم أن يرزقني و إياكم اﻹخﻼص في القول و العمل و أن يوفقنا لخيري الدنيا و اﻵخرة و إلى اللقاء .
بينما كان المسجد يشارف على اﻹنتهاء و قد وضع اسم الملك في مكان بارز من المسجد على هيئة زخرفية مميزة إذ رأى الملك في المنام أن ملكا ينزل من السماء و يمحو اسم الملك و يكتب اسم امرأة مكانه فقام منزعجا و لكنه فسر ذلك بأنه أضغاث أحﻼم ثم رأى نفس الرؤيا في الليلة الثانية فقام منزعجا و عرف أن اﻷمر جد لكنه نسي اسم المرأة التي كتب و في الليلة الثالثة رأى نفس الرؤيا لكنه استطاع أن يتذكر اسم المرأة فأمر صاحب الشرطة بأن يبحث عن هذه المرأة و يحضرها و ﻻ يؤذيها فبحث صاحب الشرطة حتى وجد امرأة كبيرة تعيش بمفردها في أطراف المدينة فأحضروها إلى الملك و هي مرعوبة رغم طمأنتهم لها فلما أن صارت أمام الملك قال لها : اصدقيني القول' ما الذي شاركتي به في بناء المسجد؟ فأجابته بالنفي و قالت : كيف يجرؤ أحد على مخالفة أمرك؟ فهددها إن لم تخبره بماذا شاركت به فقالت : لم أشارك بشيء إﻻ أنني مررت أحد اﻷيام فإذا بإحدى الدواب التي كانت تستخدم في حمل الحصى إلى المسجد تلهث من شدة العطش فأسقيتها فقال : هي هذه أنت عملتي ما عملتي ترجين ثواب الله و أنا بنيت المسجد ليذكرني الناس ثم أمر بمسح اسمه من على المسجد و وضع اسم هذه المرأة بدﻻ منه.
إن الحديث عن اﻹخﻼص حديث ذو شجون فكل عمل متعلق بالنية و قد بدأ البخاري رحمه الله صحيحه بحديث إنما اﻷعمال بالنيات و نرجو أنه أحسن النية فكتب الله لكتابه القبول و قد وردت نصوص كثيرة من الكتاب و السنة في وجوب اﻹخﻼص و لعل ما يجدر اﻹشارة إليه قوله تعالى في الحديث القدسي : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ' من أشرك معي غيري تركته و شركه) فمن الناس من يعمل الخير و يقول هو لله و فزعة لربعي و جماعتي و قبيلتي و هذا هو ما ذكر الله غناه عنه لكن ينبغي أن يجعل نيته خالصة لوجه الله ﻻ يريد بها مدحا أو غيره و ﻻ يمنع أن يكون اﻷقربون أولى بالمعروف فيوجه الخير و المعروف إلى اﻷقربين لكن يكون أصل النية طلب ما عند الله و إذا وصلت إلى درجة أن الذي يمدحك و الذي ﻻ يمدحك على عملك سواء فاعلم أنك على خير إن شاء الله و لقد أعجبتني مقولة اﻹمام مالك : ما كان لله بقي و ما كان لغير الله لم يبق.
اسأل الله العظيم أن يرزقني و إياكم اﻹخﻼص في القول و العمل و أن يوفقنا لخيري الدنيا و اﻵخرة و إلى اللقاء .