طيف
10-12-2012, 04:00 PM
مفهوم الكلمة وأصلها
ميَّز الله - سبحانه وتعالى - الإنسان بالبيان، قال -تعالى-: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 4]، وحَجَر الزاوية في هذا البيان الكلمة، وبيَّن -صلى الله عليه وسلم- حظَّها من الفضيلة أو الرذيلة؛ فقال في الحديث الشريف، الذي أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن العبدَ ليتكلَّم بالكلمة من رضوان الله، ولا يُلقي لها بالاً يرفعه اللهُ بها درجات، وإن العبد ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله -تعالى- لا يُلقي لها بالاً، يَهوِي بها في جهنَّم)).
ويُقصد بالكلمة - بمعناها الشمولي -:
الإبانةُ عن موقف إنسان، والإفصاح عن خفايا نفسه، فتُظهِر الكلمة ما خفي فيها وما استقر بها، وهي العنوان الذي تندرج تحته مواقفُ المتكلِّم، فتظهر فيها مكنوناتُ صدره، ومغيَّبات ضميره، وكل ما من شأنه أن يعبِّر عن ذات المتكلم، وأن يعربَ عن حقيقة نفسه وقصده ونيته.
فالكلام والكلمة إنما هما في الأصل تعبيرٌ عن موقف القلب ووجهته، وإعرابٌ عن سر الفؤاد ومكنون نيته.
وبيَّن المولى - سبحانه وتعالى - أن الكلمة مُحصَاة؛ فقال -تعالى-: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].
ومصدر الكلمة: القلب، وفيه تتشكَّل وتُنتَج، ووسيلةُ إخراجِها من المصنع وعرضِها اللسانُ والجوارح، أما أسلوب تناولها، فيتعدَّد وبحسب الوسيلة، إلا أن مدار الأمر وتوجيهه - في الغالب - عند الكلام عن الكلمة يتَّجه إلى اللسان، باعتباره كما وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث معاذ وسؤال معاذ - رضي الله عنه - وسلم لما قال: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار...، ثم قال: ((ألا أخبرك بمِلاكِ ذلك كله؟))، قلتُ: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه، وقال: ((كُفَّ عليك هذا))، قلتُ: يا رسول الله، وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلَّم؟ فقال: ((ثَكِلتْك أمك، وهل يكبُّ الناسَ في النار على وجوهم إلا حصائدُ ألسنتهم؟))؛ رواه الترمذي.
فاللسان يُحذَر منه ومن خطره؛ فهو قائد الأعضاء في الاستقامة والاعوجاج، وقد أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عنه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: ((إذا أصبح ابنُ آدم، فإن الأعضاء كلها تكلِّم اللسان، فتقول: اتقِ الله فينا؛ فإنما نحن بك، فإذا استقمتَ استقمنا، وإن اعوجَجْتَ اعوجَجْنا))؛ رواه الترمذي.
• الكلام منه الواجب؛ دليل ذلك قوله -تعالى-: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]؛ كذكر الله.
• ومنه المستحَبُّ، دليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الكلمة الطيِّبة صدقة)).
• ومنه المباح، ومنه المكروه، وهو ما يُخِيف المسلمين.
• ومنه الحرام، وأشده القول على الله - تعالى، قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33].
ميَّز الله - سبحانه وتعالى - الإنسان بالبيان، قال -تعالى-: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 4]، وحَجَر الزاوية في هذا البيان الكلمة، وبيَّن -صلى الله عليه وسلم- حظَّها من الفضيلة أو الرذيلة؛ فقال في الحديث الشريف، الذي أخرجه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن العبدَ ليتكلَّم بالكلمة من رضوان الله، ولا يُلقي لها بالاً يرفعه اللهُ بها درجات، وإن العبد ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله -تعالى- لا يُلقي لها بالاً، يَهوِي بها في جهنَّم)).
ويُقصد بالكلمة - بمعناها الشمولي -:
الإبانةُ عن موقف إنسان، والإفصاح عن خفايا نفسه، فتُظهِر الكلمة ما خفي فيها وما استقر بها، وهي العنوان الذي تندرج تحته مواقفُ المتكلِّم، فتظهر فيها مكنوناتُ صدره، ومغيَّبات ضميره، وكل ما من شأنه أن يعبِّر عن ذات المتكلم، وأن يعربَ عن حقيقة نفسه وقصده ونيته.
فالكلام والكلمة إنما هما في الأصل تعبيرٌ عن موقف القلب ووجهته، وإعرابٌ عن سر الفؤاد ومكنون نيته.
وبيَّن المولى - سبحانه وتعالى - أن الكلمة مُحصَاة؛ فقال -تعالى-: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].
ومصدر الكلمة: القلب، وفيه تتشكَّل وتُنتَج، ووسيلةُ إخراجِها من المصنع وعرضِها اللسانُ والجوارح، أما أسلوب تناولها، فيتعدَّد وبحسب الوسيلة، إلا أن مدار الأمر وتوجيهه - في الغالب - عند الكلام عن الكلمة يتَّجه إلى اللسان، باعتباره كما وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث معاذ وسؤال معاذ - رضي الله عنه - وسلم لما قال: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار...، ثم قال: ((ألا أخبرك بمِلاكِ ذلك كله؟))، قلتُ: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه، وقال: ((كُفَّ عليك هذا))، قلتُ: يا رسول الله، وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلَّم؟ فقال: ((ثَكِلتْك أمك، وهل يكبُّ الناسَ في النار على وجوهم إلا حصائدُ ألسنتهم؟))؛ رواه الترمذي.
فاللسان يُحذَر منه ومن خطره؛ فهو قائد الأعضاء في الاستقامة والاعوجاج، وقد أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عنه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: ((إذا أصبح ابنُ آدم، فإن الأعضاء كلها تكلِّم اللسان، فتقول: اتقِ الله فينا؛ فإنما نحن بك، فإذا استقمتَ استقمنا، وإن اعوجَجْتَ اعوجَجْنا))؛ رواه الترمذي.
• الكلام منه الواجب؛ دليل ذلك قوله -تعالى-: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]؛ كذكر الله.
• ومنه المستحَبُّ، دليل ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الكلمة الطيِّبة صدقة)).
• ومنه المباح، ومنه المكروه، وهو ما يُخِيف المسلمين.
• ومنه الحرام، وأشده القول على الله - تعالى، قال - سبحانه وتعالى -: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33].