يحكى أن ( 31 )
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يحكى أن شاباً كان يعمل في منجرة و أعتاد على أمر غريب و هو أنه كان يجمع النشارة المتناثرة من الخشب و بعض المخلفات و يغلفها تغليفا جميلا ثم يطرحها في أحد الطرقات قليلة الحركة و يبقى ينظر عن بعد ماذا سيفعل بها فعندما يمر الناس عليها و يرون جمال تغليفها تميل أنفسهم إلى أخذها خاصة و أنه لا يعرف صاحبها فيتبعهم حتى يراهم ينصدمون بواقع هذه الهدية الجميلة و حقيقتها . كان هذا الشاب يكرر هذا العمل و يتكرر معه نفس السيناريو مع إختلافات بسيطة لردة فعل الناس بعد إكتشافهم للمقلب و أنهم إنخدعوا بظاهر الهدية. إعزائي أيها اﻷفاضل إن اﻹنخداع بالمظاهر الخارجية و الغفلة عن القيمة الحقيقية للناس و اﻷشياء مشكلة واقعية لا يكاد يسلم منها أحد و لو حرص. حضرت أحد مناسبات الزواج ﻷخ من إحدى القبائل المجاورة و كان الناس يفدون إلى القصر و تتفاوت درجات اﻹحتفاء بقدومهم حتى قدم أحدهم و هو يلبس بشت و سمته حسن و عرفت فيما بعد أن لديه منصب عسكري مرموق فهب الناس يتوافدون للسلام عليه بشكل ملفت للنظر و على الرغم من أنني لم أر من الرجل ما يدعو للجفاء من كبر أو غيره و لعله كسب قلوب الناس بخلقه أو كرمه و قد لا يكون هذا و لا ذلك و لكن الناس تتهافت على من ترى لديه شيء من الشرف و الوجاهة الدنيوية الزائفة فعندها ذكرت حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: مر رجل على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :( ما تقولون في هذا). قالوا : حري إن خطب أن ينكح، و إن شفع أن يشفع، و إن قال أن يسمع. قال: ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال :ما تقولون في هذا؟ قالوا: حري إن خطب أن لا ينكح، و إن شفع أن لا يشفع، و إن قال أن لا يسمع. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا ) رواه البخاري إن النبي صلى الله عليه و سلم أراد أن يربي أصحابه على اﻹهتمام بالجوهر و ليس بالمظاهر الزائفة و قد تكرر ذلك في أكثر من موضع في مثل قوله ( رب اشعث اغبر ذو طمرين مدفوع باﻷبواب لو أقسم على الله ﻷبره ) بل غضب من الصحابة عندما ضحكوا من دقة ساق عبدالله بن مسعود رضي الله عنه و أخبرهم أنها في الميزان تثقل جبل أحد بل عندما تعجب الصحابة من نعومة حرير أهدي له صلى الله عليه و سلم أخبرهم أن مناديل سعد في الجنة خير منه. لم يكتف النبي صلى الله عليه و سلم بتوجيه أصحابه فحسب، بل مارس ذلك عمليا في سلوكه فكانت المرأة العجوز تأخذ بيده حتى يقضي حاجتها و قصة صلاته على المرأة السوداء التي كانت تقم المسجد محفوظة. ما أجمل أن نربي أنفسنا ما استطعنا على أن لا نغتر بالمظاهر فقد يكون بين ظهرانينا من الضعفاء و العمال و الخدم ممن حجز مكانهم في الجنة و نحن لا نهتم بهم. إلى اللقاء. |
رد: يحكى أن ( 31 )
|
رد: يحكى أن ( 31 )
كلام جميل يا عزيزي همام وهذا حال الناس اليوم مظاهر خداعه وصدق الشاعر في قوله ترى الرجل النحيل فتزدريه *** و في اثوابه اسد هصور و يعجبك الطرير فتشتهيه *** فيخلف ظنك الرجل الطرير |
رد: يحكى أن ( 31 )
|
رد: يحكى أن ( 31 )
لكم شكري الخاص على متابعتكم و تعليقاتكم الحسنة.
|
الساعة الآن 09:22 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir