منتديات آل حبه

منتديات آل حبه (http://www.alhebah.com/vb/index.php)
-   منتدى الكاتب همام (http://www.alhebah.com/vb/forumdisplay.php?f=105)
-   -   بين القراءة و الرماية (http://www.alhebah.com/vb/showthread.php?t=101214)

همام 16-04-2013 10:33 AM

بين القراءة و الرماية
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




كان نندب حظنا ردحا من الزمن على أن شبابنا لايقرأون، و نحاول أن نشجعهم و لا نتقدم إلا خطوات هزيلة ، فلما انفتح الناس على الإنترنت و المواقع و المنتديات بدأت شريحة لا بأس بها من الشباب في القراءة، ففرحنا بذلك أيما فرح فهي علامة جيدة. واجهتنا مشكلة أن شريحة لا بأس بها بدأت تقرأ الشاذ من الكتب الفكرية و الفقهية فأصبحت قرائتهم بؤسا علينا وصرنا كحالالشاعر:-


أعلمه الرماية كل يوم == فلما اشتد ساعدهرماني



و كم علمته نظم القوافي == فلما قال قافيةهجاني


ليست أيها الأخوة تقييدا للحرية فلا تعجلوا علي و ليست تكميما للأفواه و لكن الفتن في هذا الزمان مثل البحر المتلاطم الذي لا تعرف أوله من آخره فإن رأيت في نفسك الشجاعة على خوضه سباحة فستوصف بالشجاعة حتما و لكنك ستموت حتما و أما إن آثرت السلامة فستتهم بالجبن و لكنك ستسلم و السلامة لا يعدلها شيء. إنه برزت في الآونة الأخيرة فئة تقرأ في مناهج مغايرة لما تعلمناه و ما عشناه من حداثة و ليبرالية و النص الجديد أو فتاوى تمييع الدين خاصة فيما يتعلق بحجاب المرأة و شؤونها و القضايا المالية بحجة أنه ليس لعلماء السعودية وصاية علينا فلنا الحرية أن نأخذ ممن نشاء إذا اقتنعنا بأفكارهم و لذلك نقول لهم انظروا حال من سبق فالعاقل من اتعظ بغيره و الشقي من وعظ بنفسه فقد خاض هذا البحر عمالقة من أهل الفلسفة و الكلام و خاضوا معارك مع أهل الإسلام في عصر وهج و قوة الإسلام خاصة أيام الدولة العباسية و آخر الأموية فانظروا ما قالوا.

يقول أحد من خاض هذا البحر بالتشكيك في الثوابتو إعمال العقل المتوهم في نصوص الشريعة :-


لعمري لقد طفت المعاهد كلها == وسايرت طرفي بين تلك المعالم



فلم أر إلا واضعا كف حائر == على ذقنه أو قارعا سن نادم




و هذا الآخر يقول :-


نهاية إقدام العقول عقال == وأكثر سعي العالمين ضلال



وأرواحنا في وحشة من جسومنا == وغاية دنيانا أذى ووبال



ولم نستفد من بحثنا طول دهرنا == سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا


بل الآخر يصرح بقوله :- لقد خضت البحر الخضم وتركت أهل الإسلام وعلومهم ، وخضت في الذي نهوني عنه ، والآن إن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لي ، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي و قال الآخر :- يا ليتني أموت على عقيدة عجائز نيسابور انتهى أقول : لأنها صافية لم تشبها أوساخ أفكار المتحذلقينو العباقرة الوهميين. و يحذر الآخر فيقول :- أكثر الناس شكا عند الموت أرباب الكلام(أهل الكلام الذين يتكلمون في المنطق و يعرضون شرائع الإسلام على المنطق).

يا شباب إنني أكرر بعاطفة جياشة لأخواني:- إنها ليست تقييدا للحرية و لا مصادرة للحقوق و لكن خوض هذه الأفكار مرتقى صعب و إن الناس قد فتنوا في السابق بعلم الكلام و الخوض في الأسماء و الصفات و إن فتنة هذا الزمان هي في العلمانية و الليبرالية و الحداثة و النص الجديد و إني أقول قولا أدين الله به أن علماء السعودية المعتبرين لا يحيدون بالجملة – و أكرربالجملة - عن شريعة محمد صلى الله عليه و سلم فالزموهم تسلموا فلقد رأينا إخوانا لنا في أمريكا و أوروبا و استراليا ممن لم تقيدهم العصبية يأخذون فتاوى علماء السعودية بالقبول افلا يسعنا ما وسعهم. إنها و الله ليست عصبية و لا مناطقية و لكنه خوف على إخواني من الغرق في وحول الأفكار التي تدعي أنها تمثل الإسلام و هي لا تمثله.

يتبادر إلى الذهن سؤال فكيف أعرف أن هذا حق وهذا باطل و كل يستدل بالقرآن و السنة فنقول إنه لا يخلو أمر الإنسان من ثلاث حالات: أن يكون مجتهدا فهذا سيأخذ باجتهاده أو يكون طالب علم كبير فهذا يضع أدلة الفريقين و يتبع ما يترجح لديه و إما أن يكون عاميا مثلنا فهذا يتبع من يثق في دينه و علمه فهو يثق أنه يعلم و يثق أنه لن يفتيه إلا بما يعلم فإن بعض الناس يعلم و لكنه يخضع لضغط الواقع و رغبة الناس في التسهيل و حقوق الإنسان و غيرها فيفتي بغير ما يعلم بمبررات التيسير و التسهيل و غيرها.




هل يحق لنا بعد كل هذا أن نقول ليتهم لم يقرأوا و ليتهم بقوا على بساطتهم بدون أن تلوثهم أفكار العلمانيين و الليبراليين و الحداثيين؟!!!


لن نقول ذلك لكن أملنا في شبابنا كبير بأن يعو حجم التحدي و أن يعرفوا الطريق الموصل إلى رضوان الرحمن.



دمتم بخير


الســـــراب 16-04-2013 12:27 PM

رد: بين القراءة و الرماية
 
همام
بارك الله فيك ونفع بك وأثابك
والله يصلح شبابنا

واحد من الجماعه 16-04-2013 03:23 PM

رد: بين القراءة و الرماية
 

( أبو ســـهـل ) 18-04-2013 08:27 AM

رد: بين القراءة و الرماية
 
همام
جزاك الله خير الجزاء
وجعل ما قدمت في ميزان حسناتك
وكتب لك الأجر والمثوبة
ما تطرقت له في هذا الموضوع مهما للغاية وينبغي على العلماء والدعاة أن لا يغفلوا عنه ويقوموا بواجب النصح والارشاد والتوجيه إلى الطريق الصحيح السليم
كما يجب على كل قارئ - شابا كان أو كبيرا أن يحذر من الاطلاع على مواقع الافكار والمذاهب المختلفة إلا أن كان باحثا في هذا أو لديه من اليقين والعلم ما يكفيه للتصدي لأفكارهم ومعتقداتهم فالعقل البشري قاصر ولا يكفي اعماله للتمييز بين الحق والباطل فيما يبثونه من سموم
نتج عنها إنحراف المعتقد والتخاذل عن الدين أو قد يؤدي إلى الالحاد والعياذ بالله
تقبل أجمل التحايا وأعطرها

همام 19-04-2013 05:35 AM

رد: بين القراءة و الرماية
 
أشكركم جميعاً
أشكركم على مروركم ثم أشكركم على تعليقاتكم المفيدة


الساعة الآن 03:56 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009