منتديات آل حبه

منتديات آل حبه (http://www.alhebah.com/vb/index.php)
-   منتدى الكاتب همام (http://www.alhebah.com/vb/forumdisplay.php?f=105)
-   -   يحكى أن (27) (http://www.alhebah.com/vb/showthread.php?t=101309)

همام 25-04-2013 11:23 PM

يحكى أن (27)
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته





يحكى أن امرأة حضرت إلى القاضي تشكو سوء عشرة زوجها و تطلب منه أن يطلقها منه و بعد اﻹستفسار منها اقتنع بشكاتها و أخبرها بأنه سيجيبها إلى طلبها و لكنه إشترط شرطاً غريباً، و هو أنها تحضر له شعرة من شارب القرد. استغربت المرأة من هذا الطلب و حاولت أن تثني القاضي عن هذا الشرط و لكنه أصر على ذلك و نهاها أن تأتي إليه بدونه. ضاقت الدنيا بهذه المرأة فبدلاً من أن يخفف القاضي معاناتها زادها هماً إلى هم. انطلقت المرأة إلى حديقة الحيوان و طلبت من الحارس على الحديقة أن يأتيها بشعرة من شارب القرد. نظر إليها الحارس بإستغراب حيث ظن أن بها شيئا من الجنون لكنه أدرك عزمها عندما أخبرته بحالها. اعتذر منها قائلا : و من ذا الذي يستطيع أن يمسك بالقرد لكن دونك هذا مكانه و ما عليك إلا المحاولة. أخذت المرأة تأتي إلى القرد كل يوم و تأخذ معها طعاما من موز و غيره و تطعم القرد و أخذ القرد يألفها حتى أصبح لا ينفر منها بل أصبحت تربت على شعره و شيئاً فشيئاً حتى حصلت على بغيتها وهي شعرة من شارب القرد.


رجعت المرأة إلى القاضي لكي تنال مرادها بالتخلص من زوجها سيء العشرة و البحث عن حياة أفضل. عندما رأى القاضي ما أحضرت قال لها بصوت المشفق : يا ابنتي، أستطعتي أن تروضي القرد و ليس بينك و بينه وسائل تفاهم مشتركة، أفلا تستطيعين أن تروضي زوجك الذي يجمعك به نقاط تقاطع كثيرة، إذهبي و أحسني العلاقة مع زوجك و انظري للأثر و ارجعي إلي بعد ستة أشهر لأنظر في موضوع طلاقك. إنطلقت المرأة و هي متأثرة من الدرس الذي أعطاها إياه القاضي من دون أن تشعر. أخذت المرأة تحسن مع زوجها بالكلمة الحسنة، و الإستقبال الطيب و رد الكلمة السيئة بالحسنة و ترديد كلمة سمعا و طاعة و عدم إكثار الطلبات و لا الدخول في مناوشات كلامية فما إن كان من الزوج إلا أن أجابها بتحسين أخلاقه و تلطيف ألفاظه و زيادة إهتمامه بالبيت واﻷولاد بل بزيادة كرمه و إغداقه على زوجته بأشياء كانت من شبه المستحيل في السابق مع نزوات غضب من طبيعته لم يستطع الخلاص منها ﻷنها من طبعه فلم يستطع تطبعه أن يزيلها إلا أن الزوجة التي وعت الدرس جيداً كانت تمتص ذلك الغضب و لم تكن لتسمح للسفينة أن تنجرف في الطريق الخطأ بل سرعان ما كانت توجه الدفة إلى الطريق الصحيح قبل أن يبتعد كثيراً. لم تحتج الزوجة أن ترجع إلى القاضي فقد استقامت حياتها و بلغت مرادها بالحياة الهانئة.


العلاقة الزوجية هي علاقة مقدسة و هي أساس الحياة و قد امتدحها الله بأوصاف لم توصف بها أي علاقة أخرى فقد وصفت باللباس و الميثاق الغليظ و غيرها. من طبيعة البشر اﻹختلاف و خاصة بين الذين لديهم تقاطعات متعددة و الذين يعيشون في بيئة واحدة. إنه من العدل أن أوجه حديثي إلى الزوجين جميعاً فقد يأتي الخلل منهما جميعاً و لكنني سأعدل بحديثي إلى الزوجة فإنني وجدت اللؤماء من الرجال قلة فقلما تجد زوجة مطيعة ويكون زوجها لئيما ظالماً لها لكنني وجدت المعاندين من الرجال كثير فإذا عاندت المرأة إشتد عناد الرجل.


أيتها اﻷخت الكريمة، إن حسن التبعل ديانة و ليست ترفا ففي صحيح الجامع الصغير ( فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك و نارك ) و ليست المسألة من الشارع سبحانه تمجيدا للرجل لخاصية مقدسة فيه و إنما من حكمته من أجل مصلحة اﻷسرة و الحياة العامة فقد أمرنا بطاعة الحاكم الظالم و إن كان عبدا حبشيا ما لم يكن في معصية الله من أجل المصلحة العامة. إن حسن التبعل هو خلق الصالحات فهذا إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل يقول : رحم الله أم صالح، مكثت معي أربعين سنة لم نختلف في كلمة واحدة.


أيتها الأخت الكريمة، أين هو العقل بل أين الشرع ممن تضطر زوجها للإقتراض من أجل رحلة سياحية إلى دول شرق آسيا أو حفلة عيد ميلاد أو تغيير غرفة النوم التي لم يمض عليها أكثر من سنتين. إن إرهاق الزوج بالمطالب الكمالية لهو عبث و حمق فإن الإهتمام بمستقبل الأسرة هو أهم من الإنخداع بالكماليات الزائفة. إن إغراق الزوج في الديون من أجل قطع الطريق عليه من الزواج بأخرى أغبى طريقة رأيت النساء ينتهجنها فإن المعاملة الحسنة آسرة و الذي يفكر في الزواج لن يمنعه الفقر و لا الديون من ذلك. كثيرا ما رأينا زوجات جميلات فاشلات و أخريات أقل جمالا ناجحات و السر في ذلك بعد توفيق الله سبحانه هو حسن التبعل بالمعاملة الحسنة و التفاهم و ترك المعاندة.


أيتها الأخت الكريمة، إن منزلة أهل الزوج منه - و خاصة والدته - مثل منزلة روحه و إن افتعال المعارك الكلامية و العداوات بين الزوجة و بين أهل الزوج لا تنعكس إلا على أقرب الناس إليها و هم زوجها و أولادها فهي تضع العقبات في حياتهم بزراعة العداوة مع الأقربين. إن النظرة القاصرة إلى الحياة تجعل كثير من الزوجات يتناسين أمر الآخرة و أنه عند الله تجتمع الخصوم فهي إن كانت مظلومة فسيقتص لها ممن ظلمها و أما إن كانت ظالمة فإنها ستحاسب على كل كلمة قالتها من غيبة و سب و شتم.


إن الله قد وضع القوامة بيد الرجل لأن كل سفينة لابد لها من ربان واحد و كل مؤسسة يكون فيها مديران تفشل فإياك أن تنازعيه القوامة. إن نجاح الحياة في التسليم له بالقوامة – التي ليس فيها تعنت – لأن ذلك يؤدي إلى قيادة السفينة بدون تنازع في الرؤى. إن منازعة الزوج على القوامة لهي من موغرات الصدور و إن أظهر لك الحب فإنه لا يزال يحلم بيوم الخلاص و لإن تكوني عصفورة جميلة في يده خير لك من أن تكوني لبوة جاثمة على صدره.


تكثر الأمور التي يمكن أن تؤدي إلى التنازع و لكنني اخترت ما أراه مهما و كثيرا و لا ننس الرجال و يمكن إختصار ذلك بالتذكير بوصية أحب الخلق إلينا جميعا حيث قال عند موته صلى الله عليه و سلم : (استوصوا بالنساء خيرا) فهل نعي وصية حبيبنا؟!!!!! آمل ذلك و آمل أن تعذرني الأخوات الكريمات إن أغلظت في العبارة فهو و الله من حب الخير للمسلمين أجمعين.

إلى اللقاء

كل شي ماشي 26-04-2013 12:01 AM

رد: يحكى أن (27)
 
يعطيك العافيه وشكرا لك على كل جهودك

ابو نايف 28-04-2013 07:04 AM

رد: يحكى أن (27)
 
اخي همام
كلام جميل ورائع
وفيه من الحكم الشيء الكثير
والكل يعلم ان الحصول على السعادة الزوجية بيد المراة
فالمراة تستطيع ان تجعل من بيتها جنة وارفة الظلال او جهنم مستعرة النيران

الســـــراب 28-04-2013 10:21 AM

رد: يحكى أن (27)
 
ربي يبارك فيك جدوووه همااام

مقوله قالها احد كبار الحاره حقيناا
الحرمه يابووويه
ياتاتيك نقمه والا حجمه


فضلا وليس امرا ان تفيدنا بصحة هذا المقوله
واسال الله ان يرزقك بالثانيه ياشيخ همااام

همام 28-04-2013 04:17 PM

رد: يحكى أن (27)
 
كل شيء ماشي
أبو نايف
أشكر لكما المرور و التعليق و حسن الظن

السراب
أضحك الله سنك فقد أضحكتني
أنت لو قلت عمووو كان في أمل لكن ما دام قلت جدوو فصعبة
اسأل الله أن يجعل بيوتنا بيوتا مطمئنة
تحياتي


الساعة الآن 07:49 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009