منتديات آل حبه

منتديات آل حبه (http://www.alhebah.com/vb/index.php)
-   منتدى الكاتب همام (http://www.alhebah.com/vb/forumdisplay.php?f=105)
-   -   قصة و قصيدة (2) (http://www.alhebah.com/vb/showthread.php?t=35258)

همام 16-10-2010 10:03 AM

قصة و قصيدة (2)
 
ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سيأتي بعد الخلافة الراشدة ملك عضوض أي فيه تعسف و جبروت و هكذا الملك -إلا من رحم الله- و قد كان البويهيون من الدويلات التي انتشرت في وقت ضعف الخلافة العباسية و كان بينهم ما يكون بين الأخوة و أبناء العمومة من التقاتل على الملك، و قد كان الوزير الكريم أبو طاهر محمد بن بقية وزيراً لعز الدولة البويهي ، وكان عضد الدولة البويهي قد كتب إلى ابن بقية يستميله ضد عز الدولة ؛ فرفض ابن بقية وقال: ليست الخيانة من شيم الرجال. وبعد فترة استطاع عضد الدولة البويهي أن يسيطر على الدولة ويقتل عز الدولة. وهنا قبض عضد الدولة على الوزير ابن بقية ومن شدة حقده عليه ابتكر طريقة عجيبة لقتلة وهو أنه أدخله على فيل هائج فظل الفيل يخبطه ويدوسه حتى مات. ولم يشفي قتل ابن بقية نفس هذا الحاقد عضد الدولة بل إنه أمر بصلبه عارياً على صورته البشعة تلك ... وهنا يمر الشاعر والأديب المشهور أبو الحسن الأنباري بجسد هذا الكريم الذي نال هو وغيره من الشعراء والمحتاجين من فضله فحزن لرؤية هذا الكريم على هذه الصورة البشعة فجادت قريحته بقصيدة حول فيها كل الصور البشعة التى رأى فيها هذا الكريم إلى صور جميلة في قدرة عجيبة على الإبداع. فقيل أن عضد الدولة لما سمع هذه القصيدة تمنى أنها قيلت فيه وأنه كان مكان القتيل فإليكم هذه الرائعة:


عُلوٌ في الحياةِ وفي الممات = لحقٌ أنت إحدى المعجزاتِ


كأن الناس حولك حين قاموا = وفود نَداك أيام الصِلاتِ

كأنك قائمٌ فيهم خطيبًا = وكلهم قيامٌ للصلاةِ

مددت يديك نحوهم احتفاءً = كمدهما إليهم بالهباتِ

ولما ضاق بطن الأرض عن أن= يَضُمَّ عُلاك من بعد الوفاةِ

أصاروا الجو قبرك واستعاضوا = عن الأكفان ثوب السافياتِ

لعظمك في النفوس تبيت ترعى= بحراسٍ وحفاظ ثقاتِ

وتوقد حولك النيران ليلا= كذلك كنت أيام الحياةِ


ركبت مطيةً من قَبْلُ زيدٌ= علاها في السنين الماضياتِ


وتلك قضية فيها أناسٌ= تباعد عنك تعيير العداةِ

ولم أر قبل جذعك قط جذعا= تمكن من عناق المكرماتِ

أسأت إلى النوائب فاستثارت= فأنت قتيل ثأر النائبات

وصير دهرك الإحسان فيه= إلينا من عظيم السيئاتِ


وكنت لمعشر سعدا فلما= مضيت تفرقوا بالمنحساتِ

غليل باطن لك في فؤادي=يخفف بالدموع الجارياتِ

ولو أني قدرت على قيام= بفرضك و الحقوق الواجباتِ


ملأت الأرض من نظم القوافي= وبحت بها خلاف النائحاتِ

ولكني أصبر عنك نفسي= مخافة أن أعد من الجناةِ

ومالك تربة فأقول تسقى= لأنك نصب هطل الهاطلاتِ

عليك تحية الرحمن تترى= برحمات غواد رائحاتِ
الى اللقاء

ابو نايف 17-10-2010 06:54 AM

اشكرك اخي همام
على هذا الموضوع الرائع

وأذكر أنني سمعت الشيخ عائض القرني يقول هذه المرثية .
ان هذه القصيدة من اشهر قصائد الرثاء في ادبنا العربي .
ولا تتأتى شهرتها من قوة بنائها والبراعة في الوصف والصور الشعرية المعبرة التى اغنتها.
لكن اهم ما فيها هو صدق العاطفة .

عاشق ديرتي 17-10-2010 09:00 PM


همام 31-10-2010 01:44 PM

ابو نايف
عاشق ديرتي
أشكركما على المرور و التعليق

واحد من الجماعه 01-11-2010 02:15 PM

يسلمووووووووووووووو

على الموضوع الرائع

لا تحرمنا جديدك


الساعة الآن 10:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009