السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لم يكن يخطر لي بعد أن كتبت عن ملياري السمنة أنني سأكتب عن مليار آخر حيث ذكرت منظمة الصحة العالمية أن 1.1 مليار يدخنون حول العالم مما يعني أن حوالي سدس العالم يدخنون أي من كل ستة أشخاص واحد يدخن و خمسة لا يدخنون. حقاً لقد أفجعني الرقم و لن أتحدث عن أضرار التدخين فقد يحتاج إلى مقال منفرد و لكن أردت أن أبين حجم و عظم المشكلة. إنه و إن كنا لا نقر السمنة إلا أننا قد نجد بعض العذر لهم حيث أن الأكل طيب و البعض لا يملك نفسه عنده إلا أن التدخين أمر مستقذر حتى من المدخنين فليس لهم عذر في تركه. قد يقول قائل أن المدخن إذا وصل إلى حالة الإدمان أصبح مريضاً و يحتاج إلى علاج كالمرضى و هذا الكلام صحيح إلا أن الخبراء يقولون أن الإدمان الحقيقي -الذي أصبح الجسم يعتمد عليه و لا يستغني عنه- قليل بين المدخنين بمعنى أن أغلب المدخنين ليسوا بمدمنين فيسهل عليهم تركه إذا تحرروا من الأوهام بأنهم تحت سيطرته و لا يستطيعون تركه. بقي أن نذكر حجم الخسارة الإقتصادية منه فلو أن معدل بكت الدخان 8 ريال و كان كل مدخن يستهلك بكت يومياً فتكون خسارته اليومية 8.8 مليار ريال و سنوياً 3168 مليار ريال و لا ننسى أن هذه الخسارة المباشرة للإقتصاد العالمي فكيف لو حسبنا الفاتورة الكبيرة لعلاج مشاكل التدخين المستعصية. أي حمق هذا أين عقلاء العالم أليس فيهم رجل رشيد.بقي أن نذكر أن بعض الأشخاص يجمعون المخاطر كلها فهم محسوبون في ملياري السمنة و محسوبون في مليار التدخين و الله المستعان.
إلى اللقاء.