عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2010, 01:42 AM   #5
 
الصورة الرمزية صمتي حكي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 3,732
معدل تقييم المستوى: 57
صمتي حكي is a glorious beacon of lightصمتي حكي is a glorious beacon of lightصمتي حكي is a glorious beacon of lightصمتي حكي is a glorious beacon of lightصمتي حكي is a glorious beacon of light
افتراضي


اسمح لي يا ابو حسام ان اضيف بعض الهمسات لموضوعك

قال الله تعالى:(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ)الأنفال - 22



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..




النقاش و الحوار في القضايا التى تتعدد فيها الرؤى و الأفكار و الآراء , يعتبر من علامات النضوج الفكري و من دلائل الرقي العقلي . و لا يخوض غمار النقاش و يبحر فيه إلا من تمكن من ادواته و درس معطياته و امتلك ما يسعفه و يعضد حجته فيه من المخزون العلمي و الخلفية الثقافية و الأهم الحس الأخلاقي العالي و احترام الخصم الفكري.




فمنازلة العقول في ميادين الرأي و الفكر , اشد قسوة و اكثر صعوبة من مبارزة النصال و محاورة السيوف في ساحات الوغى و مواطن القتال , و كما ان هناك مهارات و اسلحة أو ادوات و اخلاقيات لابد من التحلي بها لمحارب السيف و الترس , لا بد من وجود مثلها لمقاتل القلم و الفكر, مع صعوبة المهمة و عسرها لأهل العقول و فرسان الفكر.




مع الأخذ بالحسبان بأن اصابات النقاش و جراحات الحوار اشد وقعا من طِعان المعارك و كسورها , لا سيما ان الأخيرة تنال البدن و الأولى تنال الروح .




و جروح البدن لابد لها ان تندمل مع تصرم الزمن و انقضاء العهد , و لكن طعنات الروح تبقى و لا تندمل و آلامها تتجدد و لا تزول ....




هذا المقال , هو اجتهاد شخصي مني لوضع قواعد و اسس للحوار و النقاش و قد بنيته على تجربتي الخاصة و بعض المصادر في هذا الباب . و الغاية منه هو تجنب الجدل العقيم مع مخالفي الفكر و خصوم الرأي , الذي يخسر فيه الجميع بلا استثناء و يخرج الكل مثخنا بجراح الروح و ندوب الضمير .....




انا لا اتّبع هذه القواعد بشكل مثالي, و لكن بدأت احاول تطبيقها مؤخرا, و وجدت انها اسلم و افضل و سيلة للبعد عن الجدل العقيم و ما يتبعه من احباط ....




القاعدة الأولى: انت لن تستطيع ابدا ان تغير تفكير اي شخص في ما يتعلق بالآراء




دخول احدهم في نقاش برأي معين و خروجه منه برأي مغاير, من النوادر الصعبة الحدوث و قد اعدها من المستحيلات مثل الغول و العنقاء و الخل الوفي !




البشر بطبيعتهم يغيرون آراءهم بشكل تدريجي , و النقاش الطويل و الجدل العقيم لا يساعدهم في ذلك بل بالعكس تماما ... يدفعهم نحو الزاوية و يجعلهم يلجأون بسرعه لما يعتقدونه و يؤمنون به (رأيهم الأساسي) و يعتبرونه كـ"غطاء أمان و حمايه" فكري.




تصحيح الأخطاء التي لها ما يعارضها من الدين و العلم , أو ما يصنف تحت خانة الحقائق , أمر اسهل بكثير.
لكن لا تخلط بين تصحيح "الحقائق" و تغيير "الآراء" , خصوصا تلك المستندة على حقائق و ثوابت تدعمها.





إضاءه :"الآراء دائما تصمد بغياب الحقائق حتى تظهر حقائق جديده تبرر لها"




القاعدة الثانية: حدد بدقه مواضيع النقاش و قلِّص محاور الخلاف و كن اتنقائيا لأقصى حد




و هذه استراتيجية ناجحة دوما في البعد عن التوسع في النقاش و الإنجرار نحو الجدل العقيم المطول الذي لا فائدة منه.




- اياك ان تبحث عن مواطن الإختلاف او الأشياء التي تختلف معها بشكل اساسي , فهي كثيره, و لست مكلفا بإصلاح العالم.




- اذا وقعت بالمصادفة على مافيه مخالفة جذرية لما تراه او تعتقده, دعه يمضي بلا تعليق منك ( انظر للفقرة السابقة , و القاعدة الأولى) , إذا كان ولابد فاكتب ردك ثم امسحه بدون أن تشارك احدا فيه.




- في ما بقي من المواضيع التي ربما تخالفها بشكل جزئي و قابل للنقاش, ركز على المقالات التي تشعر ان لها تأثير عملي و ايجابي على حياتك الشخصية و نظرتك للحياة.




- لا تتناقش مع من عهدت منهم تصلبا في الرأي و جمودا في الفكر و جدلا في النقاش و جهلا واضحا بيّنا .




إضاءه:" ابحث عن ما تتفق فيه مع الآخرين لا عن ما تختلف فيه معهم , فتقاط الخلاف اكثر من جوانب الإتفاق"




القاعدة الثالثة: إذا اختلف احدهم مع ما تطرح من رأي او فكره, فأنت الآن في موضع النقاش و الحوار , اشرح وجهة نظرك و غادر





حتى تتجنب الإنسياق نحو الجدل العقيم ,فالهدف الأساسي هو ان تبين وجهة نظرك بوضوح ثم تغادر ...




لديك منهجان لاثالث لهما:




"اذكر رأيك و فكرتك بشكل واضح و جلي"




و
"قم بإزالة أي لبس او سوء فهم"





ليس هناك مغزى من اعادة القول و الزيادة و الدوران حول الفكرة التي قمت بذكرها بوضوح فهذا مما يضعف موقفك. لا احد يحب التكرار و قراءة نفس نقاط الحوار مرة بعد مره. اذا فهم الطرف المقابل ما اردت قوله - و استمر في المعارضة من باب المعارضة فقط - فلا جدوى من التكرار اساسا , فالمفيد و ما فيه اضافة فقط هو توضيح ما تعنيه في حال لم يتم فهم ما ذكرته,او الأتيان بشكل مفاجيء بحجة جديده.




لكن هناك فخ لابد من تجنب الوقوع فيه و قد وقعت فيه كثيرا .. للأسف




الفهم لابد ان يكون مبنيا على تجربه و عن خبره و معايشه فكريه . مثلا, عند الحديث عن الدين لابد ان يكون الطرف الآخر مؤمنا بالخالق و لديه خبره "ايمانيه" , لا يكفي ان يعرف الشخص عن طريقة الإيمان و هو لم يؤمن اساسا.




بمعنى , يمكنك ان تشرح و تستفيض و لكن لن تكون في نفس "الموجة الفكرية" مع من لا يؤمن و لم يجرب الإيمان. و هذا المثال يمكن ان ينسحب على باقي الطروحات و المفاهيم. الكثير يحاول ان يشرح فكرته حسب منظوره و "ايمانه" بها لمن يعلم بطريقة و "ميكانيكية" الفكر و لكن لا يزال الطرف الآخر غير فاهم لها رغم الشرح و التكرار , لأنه لم يعتقد بها او يعايشها.




إضاءه : " لابد من وجود خبره مسبقة و ايمان بالفكرة التي يدور حولها النقاش, حتى تفهم الطرف الآخر في النقاش , غير ذلك يصبح عقيما و غير مجدياً"





القاعدة الرابعة: خير الكلام ما قل و دل , و إذا طال النقاش فالكلمة الأخيرة مهمة





كلما كان الجدل و النقاش اقصر كلما كان اسلم. و لكن إذا طال النقاش فالكلمة الأخيرة مهمة و محوريه. و هذا ليس مهماً غالبا في حالة النقاش المختصر.





القاعدة الخامسه : في حالة تجاهلك للقواعد السابقة و وجدت نفسك في نقاش طويل , فكن هادئا و اظهر بعض اللا مبالاة





الإندفاع العاطفي , هو نقطة ضعف يستغلها خصمك بسهوله و يفقدك توازنك.




الإندفاع العاطفي يتحول لحماس و الحماس يتحول لتعصب و تصلب و هوس بفكرتك و رأيك. و بهذا تفقد الموضوعية و يسهل و استفزازك و بالتالي سقوط ماتدافع عنه.




إضاءه: "الخصم الغاضب يفقد تعاطف القراء و الجمهور الذي يميل غالبا للطرف الهاديء"





********




إن أصبت فبتوفيق منه سبحانه و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان , و لا نزعم الكمال - و الكامل وجهه سبحانه و تعالى ....

صمتي حكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس