كان في القرية شيخ كبير وكان له إبن أسير في سجون العدو فأراد هذا الشيخ أن يزرع أرضا له كانت مهملة غير أنه لكبر سنّه لا يستطيع لذلك سبيلا فكتب إلى إبنه يقول له:
“ليتك كنت معي الآن يا بني إني أريد أن أزرع الأرض التي وراء منزلنا ولكنني شيخ كبير ولا أقدر على ذلك ولا أجد من يساعدني.”
بعد مرور أيام عن ذلك جاءت للأب رسالة من إبنه يقول له فيها:
“أبي العزيز لقد وصلتني رسالتك وأتفهم رغبتك في زراعة الأرض لكنني أرجوك أن لا تقربها حتى أعود فلقد وضعت فيها شيئا مهما جدا لا يجب أن يخرجه غيري.
إبنك البار ..
لم تطلع شمس اليوم التالي حتى رأى الشيخ كتيبة كاملة واقفة أمام باب المنزل إنهم جيش العدو قرأوا الرسالة وجاءوا يبحثون عما أخفى الإبن في الأرض فحفروا الأرض شبرا شبرا لكنهم لم يجدوا شيئا البتة!
وجد الأب من الغد رسالة من إبنه يقول له فيها:
أبي العزيز..
أتمنى أن يكون ضيوفنا الكرام قد قاموا بحرث الأرض على أكمل وجه…
أتأسف على كل تقصير منهم…
ولا تتردد إن إحتجت لأي شيء آخر ...