الموضوع: يحكى أن (36)
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2016, 12:23 PM   #1
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,699
معدل تقييم المستوى: 74
همام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond repute

اوسمتي

افتراضي يحكى أن (36)

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يحكى أن أحد خلفاء بني العباس رأى شيخا كبيرا يعمل حدادا و يبذل جهدا كبيرا في ذلك، فسأل عنه جلسائه: منذ متى و هو في هذا العمل؟ قالوا: منذ أن عرفنا بغداد و هو يعمل حدادا. ناداه الخليفة، فأتى و هو وجل مما سيصنع به الخليفة، فسأله الخليفة : متى تعمل عملك هذا؟ قال الحداد : من طلوع الشمس إلى غروبها؟ قال: فكم تكسب؟ قال: درهمين، درهم لي و لعيالي، و درهم أشتري به بضاعة لليوم التالي. تعجب الخليفة من ذلك و قال : يا هذا، و الله ما رأيت هذا اليوم من هو اشقى منك!! فقال الرجل: هل تأذن لي يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، فقال الرجل: أما أنا فوالله ما رأيت أسعد مني، إني لأغط في نومي غطيطا ليس لأحد من أهل بغداد، عندها قال الخليفة : أما هذه فهي التي لا نستطيع.
أتى بعد هذه الحكاية بما يزيد على ألف سنة رجل ثري يملك قصرا في الرياض و شقة فارهة في دبي و تجارة و أموالا، فيرى عاملا ينام على الرصيف و على وجهه بعض الحشرات التي لا توقضه و هي على وجهه، فيتمنى صاحبنا الثري نومة هذا البسيط التي حرم منها بمبلغ كبير من المال.
السعادة ليست بكثرة المال، و لا بكبر القصور و إنما هي هبة من الله، تأتي على قدر قربك منه و على قدر بساطة حياتك
و لست أرى السعادة جمع مال # و لكن التقي هو السعيد
لا أحد يشك أن وجود المال هو من أسباب السعادة، لكن إرهاق الروح و الجسد في تحصيل أمور الدنيا من مال و جاه و منصب هو من الأشياء التي تبعد السعادة على الرغم من أننا نعتقد أنها تجلب السعادة لأنها تجاوزت الحد و أخلت بالتوازن، فأصبح الجهد على الروح و العقل أكثر من الجهد على الجسم. ينبغي أن نتيقن أن السعادة الكاملة هي للمؤمن فقط و غمسة واحدة في الجنة تنسي المؤمن ما واجه في الدنيا من متاعب، كما أن غمسة واحدة في النار تنسي أسعد أهل الدنيا و هو من أهل النار كل ما تلذذ به في الدنيا من نعيم كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم. لا أحد ينكر أن غير المسلم قد يناله بعض السعادة في الدنيا لأنه حافظ على التوازن في تحصيل قوته بين جهد الجسد و جهد العقل و الروح، فكلما خف الجهد على العقل و الروح كلما كان أدعى للشعور بالراحة حتى لو كان الجسم يناله بعض الجهد. ليست تلك دعوة إلى عدم السعي في الأرض و إنما للتوازن بين جهد الجسم و جهد العقل و الروح.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
همام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس