عساف
موضوع مهم و التوصيات التي ذكرتها مهمة لكن لا أرى أن جدواها سيكون مؤثرا ما دام أنها سياسة شخصية و ليست سياسة أمة. عمر رضي الله عنه قال قولة مشهورة:( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله) و ليس الخلق. هؤلاء يعملون بجد و تخطيط كأمة و ليس كأفراد و سأبرهن لك. كنت مع أحد الأخوة الذين عاشوا في الغرب، فسألته لماذا أغلب رؤساء الاقسام في كل المجالات- خاصة في أمريكا- هم من اليهود؟ أجابني: لأنهم يخططون لذلك، فهم يقولون أنت مثلا بعد عشرين سنة ستكون رئيس القسم الفلاني، و يعملون لذلك بالتأهيل العلمي المطلوب ، و يكمل فيقول: كان معي زميل يهودي فحدثني بدون أن اسأله أنه أنهى دراسته في تخصص و عمل سنتين بعدها ثم أتوه و قالوا لا هذا ليس طريقك، الطريق أن ترجع و تدرس تخصص آخر لتصبح في المكان الآخر بعد سنين، يقول: فسألته- لأنه يهودي بسيط و ليس متعصب- و لماذا أطعتهم و هذه هي حياتك، فقال: لقد ضيقوا علي الخناق بالدعم المالي. سألت أخانا: و الأمريكان من النصارى، ألا يعلمون بهذه الخطط؟ قال: هؤلاء أغبياء، بطاقات الإئتمان خنقتهم كلهم، و لو لم يحدثني زميلي لما عرفت هذه المعلومة.
أرأيت يا أخي عساف، هم لا يضعون أهل ملتهم في المناصب بالواسطة المحضة، لكنهم يوجهونهم و يدعمونهم لخطط مدروسة مسبقة ثم يسهلون الطريق بعلاقاتهم المتشعبة. لم يحضر هرتزل قيام دولة اسرائيل بعد حوالي ستين سنة من مؤتمر بازل، لكن حتما كان يتوقع أن خططه ستنجح يوما ما. نحن في سبات و الله المستعان.