الموضوع: ثقافة الإنهاك
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-05-2016, 04:58 AM   #1
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,699
معدل تقييم المستوى: 74
همام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond repute

اوسمتي

افتراضي ثقافة الإنهاك

لم تكن المرة الأولى التي أطلع على مثل هذا العبث لكنها كانت الأعنف. رأيت مقطعا يصور حال أحد الشاليهات الفخمة بعد خروج المستأجر منها، فكان وضعا مأساويا. ظننت للوهلة الأولى أنهم لصوص أو بينهم ثأر و بين صاحب الشاليه، لكنني أدركت أنهم مستأجرون أرادوا الإنتقام من صاحب الشاليه بتدميره مقابل ما دفعوه. لقد كان شيئا لا يصدق، فقد رموا أثاث غرفة النوم في المسبح، و شاركتها الشتلات في السباحة. بإختصار، لقد عبثوا بكل شيء حتى ذكروني بالتتار الذين لم يكونوا يعرفون الحضارة، فبدلا من أن يستفيدوا من مكتبة بغداد رموها في النهر.
من فضل الله علينا أن انتشر في الفترة الأخيرة خدمات تأجير السيارات و الشقق المفروشة و الإستراحات و غيرها. يظن البعض أن المستثمر عندما يؤجر الشقة بثلاثمائة ريال أن ذلك ربح كامل و لا يعلم أن ربحه إن وجد-فالبعض خاسر- لا يتجاوز خمسين ريال، إلا بعض الشقق الفاخرة و الغالية لكن الإنسان العادي سيجد مجال واسع بين الرخيص و المتوسط و الغالي حسب الجودة و الخدمات. يصب الكثير جام غضبهم على العين المستأجرة فيحاولون إنهاكها بأي وسيلة فقط لكي ينتقم لدراهمه التي دفع و يتناسى الخدمة التي حصل عليها و أغلب الناس في ذلك واقعون إلا من رحم الله لكن ما بين مقل و مستكثر.
لست تاجرا و لا مستثمرا لكن تصور أن المستثمرين أحجموا بسبب تصرفاتنا عن الإستثمار في التأجير فنزلت المطار و لم تجد إلا سيارة الأجرة و ليس التأجير، أو أردت أن تستأجر شقة فلم تجد، او كان عندك مناسبة فلم تجد إستراحة و ذلك لأن المستثمرين امتنعوا عن الإستثمار في هذا المجال بسببنا. وجود المنافسة و عدم الاحتكار هي في صالحنا نحن المستهلكين فكلما زاد العرض رخصت السلعة أو الأجرة، و كما أن المستثمر يستفيد منا بما ندفع له، فنحن نستفيد فائدة عظيمة بما يقدمه لنا من خدمة.
المحافظة على العين المستأجرة أمانة و ينبغي الإستفادة منها بالحسنى، و قد تقرر عند أهل العلم أن المستأجر يضمن إذا فرط. إذا تأملت في حالنا و في حال الغرب وجدت عجبا. أهل الصلوات الخمس في المسجد و أهل القرآن لديهم انفصام بين فقه العبادات و فقه المعاملات. يحدث أحد المبتعثين بأنه أحتاج أن يستأجر آلة يستخدمها في البيت، فلما أخذها من مكان التأجير و أتفق معهم على الأجرة تفاجأ بأنهم لم يأخذوا إسمه و لا عنوانه و لا جواله و لا يعرفونه من قبل لكنها الثقة المتبادلة. لا أحد ينكر أن لديهم شواذ لكن الأغلب يثقون في بعض و يوفون. أذكر أنني قرأت موضوعا مشابها لأحد الكتاب ذكر فيه أن مبتعثا دأب على الاحتيال على شركات الإتصالات فيغير إسمه كل مرة و لا يدفع الفواتير حتى يفصلوها حتى أنه سمى نفسه بالإنجليزي و هو يتصل على موظف الشركة (و الله ما ادفع) فيسجل الموظف إسمه هكذا.
سئلت عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه و سلم فقالت كان خلقه القرآن. ذكر أحد السلف أنه كان يمشي مع أبيه، فمررنا بجانب جدار فأخذت منه قشة(عود صغير) يقول: فنهرني و قال: لم أخذت؟!!! قلت : يا أبي إنما هي قشة، قال: لو أن كل واحد مر، أخذ قشة لفني الجدار. هذه أخلاق العلماء الربانيين فأين أخلاقنا منهم، و لكن لا زال هناك أمل.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
همام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس