عرض مشاركة واحدة
قديم 29-03-2010, 04:12 PM   #30
 
الصورة الرمزية ابو نايف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الشرقيه
المشاركات: 44,381
معدل تقييم المستوى: 100
ابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond repute
افتراضي

السماء العُلا نشء الأنفس أول مرة فيها فيحين عرضها الله عز وجلّ على الملائكة بقوله تعالى " وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ ( وليس الأشياء ) إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "(31) البقرة ، كما تَبين من القرآن الكريم عن نشء آدم عليه السلام ومعه إبليس على هيئة زوج مُركب ومن ثم نزولهما إلى الجنّة ومن بعدها إلى الأرض كقوله تعالى " فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ "(36) البقرة ، وبالمثل تَبين في آيات بيّنات من القرآن الكريم عن كيفية خلق الزوج وعن نشئه المُركب الذي تجمعه ثلاثة مقومات يتغشى بعضها بعضاً مكونة في مجملها نشأً واحداً على هيئة ناس من إنس وجان في خلق الحياة الدنيا كقوله تعالى " سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ "(36) يس ، ثم يموت ذلك النشء المُركب لتعود مكوناته إلى سابق عهدها ، ولتبقى من بعده الأنفس في كتاب الله عز وجلّ إلى يوم البعث ، كما عَلِمنا مما علمنا الله عز وجلّ أن الأنفس لا تموت إنما تذوق عذابه كقوله تعالى " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ "(185) آل عمران ، لسبب أن الموت أداة تنفصل بفعله مكونات النشء المُركب في الحياة الدنيا ، أمّا الأنفس ( بحال الفرد ) فهي ذات مجرد في ماهيتها وفي هيئتها التي من خلق السماء العُلا ، لذا فهي لا تتجزأ وبالتالي فهي لا تموت ، إنما تبقى في كتاب الله عز وجلّ بعد انفصالها عن مُركبها بفعل الموت ، خارجةً بذلك عن نطاق زمان ومكان الوجود إلى يوم بعثها ، عندها تقوم جميع الأنفس في يوم واحد على هيئة زوج البعث الذي يخدم حسابها ومن ثم ثوابها أو عقابها لقوله تعالى " وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ ( أي مكثتم كأنفس مجردة في النشء ) فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "(56) الروم ، ومن ذلك نستنتج أن الأنفس تُغيّب بين فترة الموت التي تكون فيها في كتاب الله عز وجلّ ، وبين البعث دون أن تشعر بزمن تلك المرحلة ، ولنفس السبب يُصبح الإحساس بالزمن متساوياً عند جميع الأنفس لحظة بعثها ، من حيث أن المدّة تتعادل بين من مات في أول الزمان وبين من مات في آخره ، وكأن كل من مات تكون قامت قيامته !!! ، هذا ما يخص عامة الناس ، لكن الله عز وجلّ فَصَل بين أنفس عامة الناس من إنس وجان بعد تخليها عن زوجها في هذه المرحلة ، وبين أنفس النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين فيما يخص أموراً كثيرة أهمها ، أن أنفس الفئة الثانية لا تُقبض في كتاب الله عز وجلّ ساعة تخليها عن زوجها الذي كانت عليه في نشء الحياة الدنيا كحال عامة الأنفس ، إنما تعود إلى بارئها حيّة كيوم خلقها الله عز وجلّ أول مرّة في السماء العُلا وقبل تكليفها في نشء الزوج لتكون شاهد عِيان على جميع أحداث الكون والناس إلى يوم الحساب لقوله تعالى " وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ "(154) البقرة ، ذلك أن حياة الأنفس المعنيّة في الآية الكريمة تعني عودتها إلى طبيعتها التي كانت عليها في السماء العُلا دون أن يتم احتواؤها في كتاب الله ، وقوله تعالى " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ "(70) آل عمران ، به بيان يُظهر أن الأنفس المشار إليها تُرزق من رزق السماء العُلا كونها حيّة ، لذا فكلمة " يُرْزَقُون " تؤيد بقاء أنفس النبيين والصديقين والشهداء والصالحين حاضرة كيوم أن خَلقها الله عز وجلّ في السماء العُلا قبل تمثلها في نشء الحياة الدنيا على هيئة زوج مُركب ، ومن ذلك نستنتج أن الفرق الذي يُميز أنفس الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين عن أنفس عامة الناس ، يعود إلى أن أنفس الصالحين تكون حاضرة في السماء العُلا إلى يوم البعث ، وقوله تعالى " وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ ( معهم في السماء العُلا بعد موتهم ) الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا "(69) النساء ، أو كقوله تعالى " وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ "(19) الحديد ، به بيان لما لتلك الأنفس من مقام رفيع عند الله عز وجلّ مع من هم في السماء العُلا ، وبالمثل فإن أنفس النبيين والشهداء والصالحين لا تُبعث يوم القيامة كما تُبعث أنفس عامة الناس كونها لا تُنظر في الكتاب ، إنما يُجاء بها لتشهد على الناس في حسابهم لقوله تعالى " وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ ( لبيان بدء حساب الناس ) وَجِيءَ ( أُحضر من السماء العُلا ) بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء ( ليكونوا من الشاهدين على الحساب ، لكنهم لا يحاسبون ) وَقُضِيَ بَيْنَهُم ( عامة الناس ) بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
__________________
ابو نايف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس