عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-2018, 04:20 PM   #1013
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,699
معدل تقييم المستوى: 74
همام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond repute

اوسمتي

افتراضي ألا تحبون أن يغفر الله لكم

ألا تحبون أن يغفر الله لكم
أراد أبو الصديق رضي الله عنه أن يعامل إبن خالته مسطح بن أثالة معاملة المثل، فقد كان فقيرا يعيش على ما يأتيه من أبي بكر رضي الله عنه، فلما كانت حادثة الإفك و تكلم في عائشة رضي الله عنها و عن أبيها من تكلم، و لج مسطح-غفر الله له- مع من ولج في هذه الفتنة فما كان من أبي بكر رضي الله عنه إلا أن أقسم أن لا ينفع مسطحا بنافعة فقد كان وقع الأمر عليه كبيرا، فلم يكن يتوقع من إبن خالته أن يقع في عرضه بل كان يتوقع أن يكون من المدافعين عنه، فعامله معاملة المثل بأن منع عنه العطاء فقط، و هذا العطاء لم يكن عطاء واجبا، و إنما كان من المعروف و الإحسان، فلما أنزل الله براءة عائشة رضي الله عنها و أقيم حد القذف على من تكلم فيها، كان مسطح من هؤلاء فجلد حد القذف ثم أراد الله أن يربي الصديق و المسلمين من بعده بأن الإحسان ليس معاملة بالمثل و إنما هو معاملة مع الله يتضح فيها الصادق المخلص من الذي دونه فإن أشد الإحسان أن تحسن إلى من أساء إليك، بينما الإحسان إلى من أحسن إليك من طباع أكثر الناس فأنزل الله تعالى قوله: (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) فقال الصديق رضي الله عنه: بلى و الله يا ربنا إننا نحب أن تعفو عنا، ثم أرجع النفقة إلى مسطح رضي الله عنه و قال لا أقطعها أبدا.
في الآية تربية من الله لعباده بأن يجعلوا المعاملة معه وحده، فمن كان يحسن إلى الناس رجاء ما عند الله فإنه لا يهمه، أشكره الناس أم لم يشكروه و يصبح مدح المادح و ذم الذام عنده سواء، و لإن كانت هذه المنزلة صعبة في هذا الزمان فإن محاولة مقاربتها مطلب مهم، و هنا تتجلى مكانة أبي بكر رضي الله عنه حيث استجاب لأمر الله في أمر يصعب على النفس نسيانه و هو التعدي على العرض.
رضي الله عن أبي بكر و وفقنا جميعاً لما يحب و يرضى.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
همام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس