عرض مشاركة واحدة
قديم 27-01-2017, 08:47 PM   #1
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 251
معدل تقييم المستوى: 10
أسطوره عربيه will become famous soon enough
Post لماذا أنت وحدك بالطريق ؟

لماذا أنت وحدك في الطريق ؟
من يرى عقلاء الناس في دوامة الحياة يجدهم أهل الزوايا ويتركون الصدور ..
لماذا ونحن نعلم أن الجلوس في الزوايا من الرزايا ..
فأقول : إن لكل زامنٍ دولةٌ ورجالُ .
مما يلاحظ في هذا الزمان مقارنةً بإستقراء الأزمنة الماضية يلتمس الإنحدار والفوضى واللاغائية في حياة أغلب شعوب العالم ، يعيش العالم الآن إنفجاراً معرفياً ضخماً بينما تجد هذا الإنفجار يقوده للإنحدار ، على مستوى محيطك الصغير تجد التخلف والشهوانية والأنانية طاغيةٌ ولها أتباع وطواعيه ، يتسارعون للخلافلات ويتهالكون في الملمات ، يتخبطون في ظلامٍ موحش لا أنيس ولا دليل ..
أرسل الله محمداً عليه الصلاة والسلام لوضع أسس الحياة الإنسانية بأسمى مبادئها وغاياتها ، فما إن فارق الحياة حتى إرتدت كثيرٌ من قبائل العرب ، خرجت الخوارج وقتلوا أصحابة ، زخرجت الشيعة وسبوا نساءه .
في تسارعٍ ملفتٍ للنظر تجد العالم ينتقم من بعضه البعض وكأنما سلبت منهم العقول والقلوب في ساعةٍ واحدة فأستوحش الآدمي من الآدمي وتآكل الناس وتهالكوا فيما بينهم ، دمويةٌ ، تصفياتٌ عرقيةٌ ، وحشيةٌ قبليةٌ ، خياناتٌ سياسيه ، إنحداراتٌ أخلاقية ، تمزقاتٌ أسريه ، تصفياتٌ طائفيه .
إن من لا يزال يمتلك قلب الإنسان ، وصفاء الروح ، وسلامة الصدر ، يجد أنه سيميل للسير وحده .
وله أقول : حدد الوجهه ، جدد النيه ، باشر المسير فالطريق طويل وشاق ولكنه إلى ( الله ) وكلما عظمت الأهداف طالت الطريق .
لا عليك بمخالفة العالم فأنت الحق ولو كنت وحدك ، المقياس الصحيح للسعادة هو الله فمتى وجدت الله فماذا فقدت وإن فقدت الله فكل شرٍ وجدت .
كلما ضاق بك الحال مع أهل أرض إصنع لك جناحين من القرآن ، وحلق في الافق الواسع ، عش مع الدار الآخرة ، تأمل النعيم ، فهناك نهاية المعاناة .
إجلس في ظلمة الليل البهيم الآليلي ، وناجٍ الإله الواحد المتفرد ، حلق بروحك حول العرش تجد برد اليقين ، وطب القلوب وشفاء الجروح .
لا تلتفت لأهل الفراغ واللهو ، عشاق الغفلة والسهو ، سرعان ما إلى الهلاك يتهافتون ، ثم يصيحون يا مالك ليقض علينا ربك ، قال إخسئوا فيها ولا تكلمون .
إستعد للرحلة الطويلة ، جهز زادك البسيط وأرتق السلم العلوي فإنك لن تقف إلا على بوابة تزف منها تراتيل ( أدخلوها بسلامٍ آمنين ) ..

.. إنما هذه إستراحةٌ على الطريق ..
أسطوره عربيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس