عجيب يا شيخ عائض.
كنت أشاهد برنامجا ظريفا لا يخفى على الكثير، جمع الشيخين عائض القرني و سعيد بن مسفر، فاستوقفني رد الشيخ عائض-حفظه- عندما سأله المقدم عن قيادة السيارة، فقد قال: أنه يقود السيارة و عنده رخصة قيادة، إلا أن لديه سائق من أيام الجامعة لكي يستغل الوقت في القراءة أثناء ركوب السيارة، بل إنه أكمل قراءة فتح الباري و هو في السيارة. تعجبت من حفظه لوقته، و تذكرت حفظ السلف لأوقاتهم حيث كان بعضهم يطلب من يقرأ له و هو في الخلاء لكي لا يضيع من وقته شيء.
تتعثر الكلمات و أنا أحاول أن أشخص حالنا مع الوقت، و حالي كما هو حال الكثير من أمثالي يقول: تعال بنا نقتل الوقت. رأى أحد السلف من يضيع وقته فقال: ألا يبيع هؤلاء أوقاتهم، فكأنه مثل من يرى جوهرة ثمينة في يد طفل يعبث بها، فيحترق من جوفه لأنه يعلم مقدارها، بينما الطفل لا يعلم ذلك. لم يأت الموسوعة الأدبية العلمية- أعني الشيخ عائض- من فراغ، بل من حفظ وقته يوم باع البطالون أوقاتهم في سوق النخاسة، فكيف لنا بواحد مثله من كل ألف.
إن ضياع الأعمار فيما لا ينفع في دين أو دنيا لهو من أكبر الغبن، فينبغي لنا أن لا نتعمد قتل أوقاتنا، فسيأتي زمان تكون الدقيقة فيه أغلى من الدراهم و الدنانير.
إلى اللقاء.