الموضوع: أبواب
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-2014, 01:54 AM   #1
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,699
معدل تقييم المستوى: 74
همام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond repute

اوسمتي

افتراضي أبواب

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بعد أيام قليلة، يقدم علينا ضيف عزيز طالما انتظرناه، و طالما اشتاقت نفوسنا لمقدمه، إنه رمضان. لكن السؤال الكبير هو : هل سنستقبل هذا الضيف العزيز كما ينبغي؟!!! أم سنفرط فيه كما فرطنا فيما مضى. أرجو أن لا يكون ذلك.
إن أبواب الخير متعددة، و طرق البر متنوعة و إن الله قد كتب لكل إنسان بابه. إن الأعمال إما أن تكون واجبات أو تكون فضائل، فأما الواجبات فلا ينبغي أن يكون هناك تفاوت بين الناس فيها بل ينبغي أن يؤدوها جميعاً كما ينبغي. أما الفضائل و النوافل فقد قسمها الله بين الناس كما قسم الأرزاق فقد يكون فتح لأحدهم في قراءة القرآن و لم يفتح له في الصلاة و قد يفتح لغيره في الصيام و ليس في الصدقة و آخر في الإحسان إلى الناس و آخر في تعليم القرآن و السنة. إنه كما ان في الأمة من أمثال أبي بكر الصديق رضي الله عنه حيث يدعى من أبواب الجنة الثمانية فإنه من الغبن أن لا تجد نفسك في واحد منها. قد تجد من يتميز بأكثر من باب من أبواب الخير فقد كان عبدالله بن المبارك عابدا عالماً مجاهدا كريما و كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية و غيرهم. ينبغي إذا فتح الله لك في باب من أبواب الخير أن تخلص النية لله و أن تجتهد في بذل ما تستطيعه في هذا الباب و إياك أن تحتقر غيرك بأنه لم يختم القرآن أكثر من مرة فقد يكون فتح الله عليه في باب لا تعلمه خيرا مما فتح عليك فلا ينبغي أن يصيبك العجب أو قد يكون محروما فاحمد الله أنه اصطفاك و اكرمك و قد قيل: إذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر فيما اقامك و قد قال أحد السلف عن العصاة: هانوا على الله فعصوه و لو عزوا عليه لعصمهم و قد كتب عبد الله العُمري العابد إلى الإمام مالك يحضُّه على العُزلةِ والعمَل المنفرد، فكتب إليه الإمام مالك رحمه الله: إنَّ الله قسم الأعمالَ كما قسم الأرزاق، فرُبّ رجلٍ فُتِح له في الصلاة ولم يفتَح له في الصوم، وآخر فُتح له في الصدقةِ ولم يفتَح له في الصوم، قال مالك: ونشرُ العلم من أفضلِ أعمال البرّ، وقد رضيتُ بما فُتح لي فيه، وما أظنّ ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكونَ كلانا على برٍّ وخير و الشاهد هو : أرجو أن يكون كلانا على خير و مع ذلك فينبغي أن يجتهد العبد أن يكون له في كل باب من أبواب الخير نصيب و إن تميز في باب واحد بدرجة أكبر فلا بأس.
ينبغي للعبد أن يستكثر من الخير لكن ليس مدار قبول العمل على كثرته فقط فقد سبق درهم مائة ألف درهم و لكن يدخل فيه درجة الإخلاص و متابعة السنة و درجة الحاجة إليه خاصةً في الأعمال المتعدية. اسأل الله العظيم أن يرزقنا جميعاً من واسع فضله و أن يدلنا على الخير و يعيننا عليه.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
همام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس